الهلال الإخباري

الفن الشعبي الإماراتي.. إبداع يتألق في أيام الشارقة التراثية - الهلال الإخباري

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الفن الشعبي الإماراتي.. إبداع يتألق في أيام الشارقة التراثية - الهلال الإخباري, اليوم الخميس 13 فبراير 2025 05:03 مساءً

المزمار يصطحب الزوار بين أقاصي الأرياف المصرية
----------------------------------
هي أصوات تأتيك من الماضي، لكنها لا تزال نابضة بالحياة، كأنها وليدة اليوم، فتطرق في النفوس على الذكريات لتأخذك معها إلى زمان الأجداد، فتضعك تارة على قارب مبحر في أعماق البحر تاركة وراءها ذكريات المحبوب، ولهفة المشتاقين، أو إلى البوادي البعيدة، حيث الرمال الذهبية، وتلك الخيام التي لا تزال منصوبة في أعماق الضمير الإنساني المحلي.
كل هذه الصور تزدحم في ذهنك وأنت تتابع الحركات الرشيقة التي تؤديها فرقة «النوبان» الإماراتية التي يديرها طاهر إسماعيل ضمن فعاليات أيام الشارقة التراثية، والتي تختلط فيها أصواتهم بنغمات الآلات الشعبية الإيقاعية مثل الراس، والواسط، والشيمبوّه، ثم المنجور المصنوع من أظافر الماعز، الذي يرتديه أحد أعضاء الفرقة على شكل تنورة فيحدث نغمة متميزة نتيجة حركته الاهتزازية المتناسقة.
«يا محبوبي سافر الموجة»، و«شاشا نوبا سرا بليل»، و«إي والله نوبا سرا بليل» هي بعض مجموعات الأغاني التي تؤديها الفرقة الشعبية الإماراتية، والتي تحكي بمجموعها مشاعر الحب، واللهفة، والحنين، والثقة بالنفس، والتوكل، ومواجهة الصعاب، والتحلي بالأمل، وهي صفات تميز الإنسان الإماراتي القديم، وتنقل بين الأجيال محبة وتواصلاً مع ماضيهم الجميل.
الحركات الإيقاعية التي تحاكي حركات البحارة أو النواخذة في اللهجة الشعبية المحلية الإماراتية، كان من أهم ما يميز الرقصات الفنية للفرقة، وأضاف اللباس الشعبي الرجالي والنسوي رونقاً مضاعفاً للأداء، حتى جعلت الزائر لفعاليات أيام الشارقة التراثية يشعر بأن هؤلاء الفنانين يحاكون الموج ليعرفوا أسراره، ويكتبون ذكرياتهم على أشرعة السفن لتبقى شواهد حية على تاريخ كبير، وتراث متفرد.
نوافذ الفن
من بعيد، يجتذبك إيقاع الطبل الذي يدوي في أرجاء ساحة فعاليات الأيام، ويتردد صداه طرباً بين الجمهور، ثم يأتي دور المزمار ليضيف لمسته الفنية التي لا تجدها في غير اللوحات الفنية المصرية الشهيرة، فيأخذك إلى أقاصي الأرياف والبوادي بكل تفاصيلها وشخوصها وثقافتها وبصمتها الفنية الشعبية المصرية المتفردة.
أزياء تراثية فضفاضة لا تزال شائعة إلى اليوم في الجنوب المصري هي ما يميز لباس أعضاء فرقة «ليالي محظوظ» التي يديرها صابر البنا، وتضم تشكيلة يجمعها حب التراث، ويميز أعضاءها تفاوت فئاتهم العمرية، وكأن عملها صنعة يحرص من يزاولها على أن يجعلها حية وقادرة على الانتقال بين الأجيال بكل موروثها الفني، ونمطها الثقافي الشعبي.
فقرات متنوعة أثارت حماسة الجمهور الذي أحاط بمنصة عرض الفرقة الفنية المصرية التي أجادت تقديم فقراتها بحركاتها التي يمكن متابعتها من جميع جوانب المسرح دون الحاجة إلى الوقوف في الجهة المقابلة للمنصة، وكان لفقرة الحصان التراثية التي تستلزم قيام اثنين من أعضاء الفرقة بتأدية دوره أثر كبير في تفاعل الجميع لاسيما الأطفال الزائرين الذين جروا وراء الحصان بعد نهاية الفقرة لمعرفة سر من يختفي وراء بدلته الشهيرة.
فقرات أخرى اطلع عليها جمهور الأيام أعادتهم إلى أجواء المناسبات الشعبية المصرية العريقة، كفقرة «التنورة» التي تحاكي رقص الدراويش، وتسمى رقصة «المولوي» المعروفة شعبياً برقصة «الملوي» وهي الرقصة الأشهر في المناسبات الدينية لاسيما أيام الموالد، وتتطلب مهارة فائقة على التوازن والثبات وقدرة على تحريك التنورة خلال الحركة اللولبية المتسارعة التي يؤديها الفنان.
ولكي يكتمل المشهد الفني التراثي الشعبي كان لا بد من تنفيذ فقرتين أخريين، الأولى: رقصة العصايا التي ترمز إلى الفتوة والقوة وتحاكي زمان الحارات الشعبية المصرية القديمة، ورقصة الزفة بالطبل والمزمار، إذ ألقيت مجموعة من الأناشيد الشعبية المرافقة التي نشرت الفرح والبهجة، وهو ما أسهم في منح الزائرين متعة مضاعفة وتجربة لا تنسى.

أخبار متعلقة :