الهلال الإخباري

«جلال الدين الرومي» يستقبل 14 ألف زائر في «بيت الحكمة» - الهلال الإخباري

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«جلال الدين الرومي» يستقبل 14 ألف زائر في «بيت الحكمة» - الهلال الإخباري, اليوم الثلاثاء 18 فبراير 2025 05:39 مساءً

*مروة العقروبي: نسهم في حفظ التراث الإنساني
اختتم بيت الحكمة في الشارقة معرض «جلال الدين الرومي: 750 عاماً من الغياب.. ثمانية قرون من الحضور»، الذي استمر ثلاثة أشهر، مستقطباً 14327 زائراً من مختلف الجنسيات والفئات العمرية، إلى جانب الباحثين والمهتمين بتراث المفكر البارز.
شكّل المعرض احتفالية ثقافية استعرضت المسيرة الفكرية لجلال الدين الرومي، وأثره العابر للأزمان في تشكيل الثقافة والوجدان الإنساني، في ضوء مجموعة استثنائية من المخطوطات والقطع المتحفية النادرة، التي جسّدت إرثه العميق، ورسّخت حضوره في الذاكرة الثقافية العالمية.
استمر المعرض من 18 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي حتى 14 فبراير/شباط الجاري، احتفاء بمرور 750 عاماً على وفاة الشاعر والفيلسوف جلال الدين الرومي، مسلطاً الضوء على ثلاث مراحل رئيسية شكّلت معالم الرحلة الروحية التي خاضها منذ ثمانية قرون بحثاً عن الحقيقة والمحبة الإلهية.
ويُعد الرومي من أعظم شعراء التصوف عبر التاريخ الإنساني، وتُرجمت أعماله إلى العديد من اللغات، ما يعكس رسالته العالمية وفلسفته العميقة التي كرّس حياته لنشرها، ما جعله رمزاً للمحبة والتسامح والسلام بين البشر.
وعلى هامش المعرض، نظم بيت الحكمة مجموعة من الفعاليات التي تضمنت 9 تجارب تفاعلية، تنوعت بين ورش الفنون التشكيلية، وجلسات السرد القصصي، والأمسيات الشعرية والأدبية، والتجارب الفنية المتنوعة.
وتناولت كل فعالية جانباً من تراث جلال الدين الرومي الفكري والإنساني. وروعي في هذه الفعاليات أن تكون ملائمة لمختلف الفئات العمرية، بما يعكس رؤية بيت الحكمة في تعزيز الثقافة أداة فعالة للحوار الإنساني، وتوفير منصة للتفاعل بين مختلف شرائح المجتمع.
حفظ التراث الإنساني
أكدت مروة العقروبي، المديرة التنفيذية لبيت الحكمة، أن الإقبال الكبير الذي شهده المعرض من الفئات المجتمعية والجنسيات المختلفة، يعكس أهمية تنظيم هذه المعارض التي تساهم في حفظ التراث الإنساني بأفكاره وقيمه النبيلة، وتنتقل به من جيل إلى آخر.
وأشارت إلى أن بيت الحكمة يواصل تعزيز دوره في ترسيخ أسس مجتمعات المعرفة والثقافة التي تحتفي بالتاريخ وتساهم في صناعة المستقبل.
تجليات
ضمن الفعاليات المصاحبة للمعرض، نظم بيت الحكمة أمسية شعرية بعنوان «في رحاب أشعار الرومي»، أحياها كوكبة من الشعراء الذين أبحروا بقصائدهم باللغتين العربية والإنجليزية في عوالم جلال الدين الرومي، مستلهمين من فلسفته وأفكاره نصوصاً تجمع بين عمق الفكرة وجماليات الأسلوب. وشهدت الفعاليات تنظيم جلسة حوارية بعنوان «استكشاف الأبعاد الروحية: المنحوتات والمعارض المستوحاة من جلال الدين الرومي» بمشاركة نخبة من الرسامين والنحاتين الذين سلطوا الضوء على أثر فلسفة الرومي في تشكيل الفنون المعاصرة والارتقاء برسالتها الإنسانية.
ونظم بيت الحكمة كذلك تجربة فنية استعرضت فن التذهيب والمنمنمات، إذ ابتكر المشاركون مخطوطات فنية مستوحاة من مقولات جلال الدين الرومي وأشعاره، متعرفين على أحد أرقى أشكال الفنون الإسلامية التقليدية. وقدمت ورشة «صناعة لوحة رداء الرومي من ورق فن الإيبرو» للمشاركين تجربة فنية باستخدام تقنية الإيبرو (الرسم على الماء)، وهي فن تقليدي عريق يعود إلى العصر السلجوقي، واستلهم المشاركون تصاميم مستوحاة من الأزياء التاريخية للرومي، وحولوها إلى لوحات فنية إبداعية.
وفي إطار الحرص على نقل تراث الرومي إلى الأجيال القادمة، نظم بيت الحكمة خلال أيام المعرض مجموعة من الورش التفاعلية للأطفال بمشاركة ما يزيد على 1583 طفلاً.
وجسّد معرض الرومي رؤية بيت الحكمة ومكانته كصرح ثقافي ومعرفي رائد يسعى لإثراء المشهدين الفني والأدبي، وتعزيز القيم النبيلة التي تستهدف تحقيق الوئام والتسامح بين جميع البشر على اختلاف ثقافاتهم، من خلال تسليط الضوء على الشخصيات التاريخية التي كرّست حياتها لخدمة الإنسانية، ولا تزال تعاليمها مصدر إلهام يدفعنا نحو مزيد من التفاهم والوحدة.

أخبار متعلقة :