نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع عودة ترامب إلى الحكم.. «ذعر وارتياب» لدى الأطباء الأمريكيين - الهلال الإخباري, اليوم الأربعاء 5 فبراير 2025 06:35 مساءً
واشنطن أ.ف.ب
مع عودة دونالد ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة، يجد الأطباء والباحثون الأمريكيون أنفسهم في المجهول، فالبيانات الوبائية باتت غير مُتاحة، فيما اختفت توصيات طبية كثيرة ويتم تجاهل إصابات تُسجَّل بمرض السل.
تقول ناتالي ديسينزو، وهي طبيبة أمراض نسائية وعضو في جمعية «أطباء من أجل الصحة الإنجابية» («فيزيشنز فور ريبروداكتيف هيلث»)، إنّ «هذا وضع غير مسبوق مطلقاً»، في إشارة إلى «الذعر والارتياب» السائدين «بين الأوساط الطبية والعلمية».
وعلى غرارها، يعرب عدد كبير من العاملين في هذا القطاع عن قلقهم بعدما علّقت الحكومة الأمريكية الجديدة التواصل مع وكالات الصحة الفدرالية وبدأت بإعادة تصميم مواقعها.
وعلى موقع مراكز الوقاية من الأمراض ومكافحتها (CDC)، يشير إعلان إلى أنّ الصفحات «قيد التعديل لتصبح متماشية مع أوامر ترامب التنفيذية»، ولا سيما تلك المتعلقة بسياسات التنوع.
خلال الأيام الأخيرة، اختفت قواعد بيانات عن مواضيع مختلفة من حالات كوفيد الطويلة الأمد وصولاً إلى حالات اكتئاب، كما اختفت موارد متعلقة بالتحيز العنصري في الطب وحتى إشارات إلى «النوع الجنسي».
تقول ناتالي ديسينزو: «أكثر ما أثار اهتمامي هو حذف المبادئ التوجيهية المتعلقة بالأمراض المنقولة جنسياً»، مضيفة: «لا أرى بالفعل أين الجانب اليساري الراديكالي في ما يتعلق بعلاج مرض السيلان».
وعادت صفحات معينة، خصوصاً تلك المتعلقة بإنفلونزا الطيور، إلى الظهور بعد غياب قصير، في حين اختفى أحد التطبيقات المخصصة لمقدمي الرعاية من منصات التنزيل، الأمر الذي تسبب بحالة إرباك كبيرة.
السل وإنفلونزا الطيور
من أبرز المخاوف، انعدام الشفافية في ما يخص المعلومات المحذوفة أو المعدلة، ووقف عمليات التواصل الخارجية الرئيسية.
تشعر الأستاذة في علم الأوبئة لدى جامعة براون جنيفر نوزو، بالقلق إزاء التغييرات التي أجراها «ليس علماء، بل سياسيون» و«تقويض السياسات المرتبطة بالصحة العامة».
وتقول: «بسبب وقف التواصل، لم تعد مراكز السيطرة على الأمراض تُعلِم السلطات الصحية المحلية بمسائل مثل إنفلونزا الطيور التي أودت بحياة شخص واحد في الولايات المتحدة» وتنتشر بشكل كبير بين الدواجن والمواشي.
والأمر نفسه بالنسبة إلى «أحد أكبر أوبئة السل في تاريخ البلاد الحديث»، والتي سُجلت إصابات بها حالياً في كانساس. تؤكد نوزو أن هذه الحالات كان يُفترض أن تتطرق لها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في تقاريرها.
لكن منذ تنصيب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، توقف نشر هذه التقارير المرجعية التي تُنشر أسبوعياً منذ أكثر من 60 عاماً. وكلّما مرّ الوقت، زاد الارتياب، بحسب نوزو.
تقول الباحثة في جامعة ولاية لويزيانا ريبيكا كريستوفرسون: «أتساءل عما إذا كان بإمكاننا الوثوق بالبيانات (المبلغ عنها من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها) أو ما إذا كان سيتم إخفاء عناصر لسبب أو لآخر».
أرشفة
وفي مواجهة هذا الوضع غير المسبوق، بدأت الأوساط العلمية تتحرك لإيجاد حلول.
وتقول الباحثة في جامعة جونز هوبكنز كايتلين ريفرز، إنها تقوم ب«جمع البيانات يدوياً» منذ أسبوعين لضمان المراقبة المستمرة لانتشار الإنفلونزا.
أما بالنسبة للمعلومات التي اختفت من المواقع الرسمية، فقد تعهّد عدد كبير من الأشخاص، بينهم جيسيكا فالنتي، وهي ناشطة في مجال حقوق المرأة ومؤلفة نشرة إخبارية مخصصة للحقوق الإنجابية، أرشفة قواعد البيانات والصفحات من موقع مراكز السيطرة على الأمراض قبل حذفها.
وتضيف: «نأمل أن نجعل من هذا الأرشيف مصدراً للأشخاص الذين يحتاجون إليه».
وتقول ديسينزو: «في المرحلة الراهنة، لا يمكننا الاعتماد على هذه المؤسسات لإنقاذنا، أعتقد أنّ على الباحثين والمهنيين الصحيين الاستلهام بشكل جماعي من الناشطين»، مشيرة إلى العمل الذي قامت به منظمات الدفاع عن الإجهاض على مدى عقود.
وتقول ديكينزو: «كما تعلمون، في الأوساط العلمية والأكاديمية، نحن أذكياء، وسنجد طرقاً أخرى لنشر المعلومات».
أخبار متعلقة :