الهلال الإخباري

تغير المناخ يهدد الغلاف الجوي - الهلال الإخباري

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تغير المناخ يهدد الغلاف الجوي - الهلال الإخباري, اليوم الأربعاء 12 مارس 2025 10:09 مساءً

كشفت دراسة جديدة أن تغير المناخ لا يؤثر فقط على الأرض بكل ما فيها، بل قد يمتد تأثيره إلى الفضاء المحيط بالكوكب.
ووفقاً لبحث نشر الاثنين في مجلة Nature Sustainability، فإن انبعاثات غازات الدفيئة تتسبب في تبريد وانكماش الطبقات العليا من الغلاف الجوي، ما يقلل من قدرتها على استيعاب الأقمار الصناعية ويزيد من خطر الاصطدامات الفضائية.
وباستخدام محاكاة لانبعاثات الكربون على مدار القرن الحالي، توقع فريق من العلماء من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) انخفاضاً صادماً في قدرة المدار الأرضي المنخفض على استيعاب الأقمار الصناعية.
وخلص الفريق إلى أن الاحترار العالمي الناجم عن حرق الفحم والنفط والغاز قد يقلل من المساحة المتاحة للأقمار الصناعية في المدار الأرضي المنخفض بنسبة تتراوح بين بين 50% إلى 66% بسبب تأثيرات غازات الدفيئة، بحلول عام 2100.
وأوضح وليام باركر، طالب الدراسات العليا في قسم الملاحة الجوية والفضائية بمعهد ماساتشوستس، أن «غازات الدفيئة تعمل مثل بطانية، حيث تعزل سطح الأرض وتعيد الحرارة إلى الأرض، ما يؤدي إلى تسخين الطبقة السفلى من الغلاف الجوي (التروبوسفير). لكن هذا الاحتباس الحراري يعني وصول حرارة أقل إلى الطبقات العليا، ما يتسبب في تبريدها وانكماشها»، بحسب «روسيا اليوم».
وأضاف باركر: «الغلاف الحراري، حيث تدور محطة الفضاء الدولية ومعظم الأقمار الصناعية، يلعب دوراً حاسماً في إبطاء الحطام الفضائي وإزالته تدريجياً من المدار ولكن مع انكماش الغلاف الجوي، يبقى الحطام في الفضاء لفترة أطول، ما يزيد من خطر حدوث سلسلة من الاصطدامات».
لماذا تزايد الاهتمام بإطلاق أقمار صناعية في مدارات منخفضة للغاية؟
وحالياً، يوجد أكثر من 10 آلاف قمر صناعي في المدار الأرضي المنخفض، ومن المتوقع أن يزداد هذا العدد مع نمو صناعة الفضاء ومع زيادة الانبعاثات ستزداد احتمالات الاصطدام بين المركبات الفضائية ما سيؤدي إلى تكوين المزيد من الحطام الفضائي وهذا سيقلل من عدد الأقمار الصناعية التي يمكن تشغيلها بأمان في نفس المنطقة المدارية.
وحذرت الدراسة من أن تجاوز القدرة الاستيعابية للمدار في منطقة معينة قد يؤدي إلى «عدم استقرار متسارع» حيث تتسبب سلسلة من الاصطدامات في تكوين كمية هائلة من الحطام، ما يجعل المنطقة غير صالحة لتشغيل الأقمار الصناعية.
وأكد العلماء على ضرورة اتخاذ إجراءات استباقية الآن، بما في ذلك تحسين قرارات إطلاق الأقمار الصناعية.
ومع استمرار نمو صناعة الفضاء بمعدلات غير مسبوقة، تزداد الحاجة إلى اتخاذ قرارات حكيمة لضمان استدامة الفضاء للأجيال القادمة.

التغير ماذا يعني؟

وفق تعريفات الأمم المتحدة، يشير تغير المناخ إلى التحولات طويلة الأجل في درجات الحرارة وأنماط الطقس، يمكن أن تكون هذه التحولات طبيعية، بسبب التغيرات في نشاط الشمس أو الانفجارات البركانية الكبيرة ولكن منذ القرن التاسع عشر، كانت الأنشطة البشرية هي المحرك الرئيسي لتغير المناخ، ويرجع ذلك أساساً إلى حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز.
وينتج عن الحرق انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تعمل مثل غطاء ملفوف حول الأرض ما يؤدي إلى حبس حرارة الشمس ورفع درجات الحرارة.
تشمل غازات الدفيئة الرئيسية التي تسبب تغير المناخ ثاني أكسيد الكربون والميثان، تأتي هذه من استخدام البنزين لقيادة السيارة أو الفحم لتدفئة مبنى، على سبيل المثال. يمكن أن يؤدي تطهير الأراضي وقطع الغابات أيضاً إلى إطلاق ثاني أكسيد الكربون تعتبر عمليات الزراعة والنفط والغاز من المصادر الرئيسية لانبعاثات غاز الميثان، تعد الطاقة والصناعة والنقل والمباني والزراعة واستخدام الأراضي من بين القطاعات الرئيسية المسببة لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
أظهر علماء المناخ أن البشر مسؤولون فعلياً عن كل الاحترار العالمي على مدار الـ200 عام الماضية.
حيث تتسبب الأنشطة البشرية مثل تلك المذكورة أعلاه في حدوث غازات الدفيئة التي تعمل على ارتفاع درجة حرارة العالم بشكل أسرع من أي وقت في آخر ألفي عام على الأقل.
وأصبح متوسط ​​درجة حرارة سطح الأرض الآن حوالي 1.1 درجة مئوية أكثر دفئاً مما كان عليه في أواخر القرن التاسع عشر (قبل الثورة الصناعية) وأكثر دفئاً من أي وقت في آخر 100000 عام، كان العقد الماضي (2011-2020) هو الأكثر دفئاً على الإطلاق وكان كل عقد من العقود الأربعة الماضية أكثر دفئاً من أي عقد سابق منذ عام 1850.
ويعتقد الكثير من الناس أن تغير المناخ يعني أساساً ارتفاع درجات الحرارة. لكن ارتفاع درجة الحرارة ليس سوى بداية القصة. نظراً لأن الأرض عبارة عن نظام، حيث كل شيء متصل، فإن التغييرات في منطقة واحدة يمكن أن تؤثر على التغييرات في جميع المناطق الأخرى.
وتشمل عواقب تغير المناخ الآن، من بين أمور أخرى، الجفاف الشديد وندرة المياه والحرائق الشديدة وارتفاع مستويات سطح البحر والفيضانات وذوبان الجليد القطبي والعواصف الكارثية وتدهور التنوع البيولوجي.

أخبار متعلقة :