بالتزامن مع تجدد الحرب التجارية بقيادة ترامب.. النفط يواصل التراجع للأسبوع الثالث - الهلال الإخباري

شهدت أسعار النفط خلال تعاملات مساء اليوم الجمعة، 7 يناير 2025، ارتفاعًا طفيفا، لكنها ما تزال تتجه نحو تسجيل ثالث انخفاض أسبوعي على التوالي، في ظل الضغوط المتزايدة الناجمة عن تجدد الحرب التجارية التي يقودها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد الصين، إضافة إلى تهديداته بفرض رسوم جمركية على دول أخرى، حيث تثير هذه التطورات قلق الأسواق العالمية وتلقي بظلالها على أداء أسواق الطاقة.

ارتفاع محدود وسط ضغوط قوية

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 36 سنتا لتسجل 74.75 دولارًا للبرميل، إلا أنها تتجه لإنهاء الأسبوع بخسارة قدرها 3.5%، في أكبر انخفاض أسبوعي منذ سبتمبر 2024، وفي المقابل، زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 9 سنتات ليصل إلى 71.70 دولارًا للبرميل، متجهًا نحو انخفاض أسبوعي بنسبة 2.7%.

 

كما تعكس هذه الأرقام حالة التذبذب الحاد التي تمر بها أسعار النفط، حيث تتأرجح بين تأثيرات العوامل الجيوسياسية والمخاوف المتعلقة بالطلب العالمي، في وقتٍ يشهد فيه الاقتصاد العالمي حالة من عدم اليقين.

الحرب التجارية تتجدد وتأثيرها يزداد

في خطوة أثارت قلق المستثمرين، أعلن الرئيس ترامب هذا الأسبوع فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على الواردات الصينية، في إطار خطة واسعة لتحسين الميزان التجاري الأميركي، وعلى الرغم من تعليق خطط فرض تعريفات جمركية إضافية على المكسيك وكندا، إلا أن استمرار التصعيد مع الصين يشكل تهديدًا مباشرًا لأسواق النفط العالمية.

 

تعزز هذه السياسات من مخاوف تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، ما ينعكس سلبًا على الطلب على النفط، خاصة في ظل ترابط الأسواق وتأثير التجارة العالمية على حركة السلع الأساسية.

 

زيادة المخزونات الأميركية تضيف مزيدًا من الضغط

تفاقمت الضغوط على أسعار النفط بعد إعلان الولايات المتحدة عن قفزة كبيرة وغير متوقعة في مخزونات الخام، وتزامن ذلك مع تعهد الرئيس ترامب بزيادة إنتاج البلاد من النفط، مما أثار قلق المستثمرين من فائض المعروض في السوق.

وقد سجل خام برنت انخفاضًا بأكثر من 8% منذ تولي ترامب منصبه في 20 يناير، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط بأكثر من 7% خلال نفس الفترة، كما تعكس هذه الانخفاضات تأثير السياسات الأميركية على سوق النفط العالمية، خاصة فيما يتعلق بالإنتاج والتجارة الدولية.

 

توقعات السوق: بين الحذر والترقب

مع استمرار تصاعد التوترات التجارية وعدم وضوح الرؤية بشأن الطلب العالمي على النفط، من المتوقع أن تبقى الأسواق في حالة من الحذر والترقب خلال الفترة المقبلة، ويرى خبراء الطاقة أن أي تحسن في العلاقات التجارية أو تراجع في وتيرة زيادة المخزونات قد يسهم في دعم الأسعار، لكن العوامل الجيوسياسية ستظل اللاعب الأبرز في توجيه حركة الأسواق.