نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عاجل.. خطة ترامب من وجهة نظرة إسرائيلية: «غير واقعية.. ولن تنجح» - الهلال الإخباري, اليوم الجمعة 7 فبراير 2025 06:58 مساءً
ظلت المقترحات بشأن «اليوم التالى» فى غزة على أجندة قادة وزعماء المنطقة لعدة أشهر، وقدمت دول العالم والمنطقة العديد من الخطط التفصيلية حوله، لتنفيذها بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وتراوحت هذه المقترحات بين «حُكم فلسطينى معتدل» اعتمادًا على السلطة الفلسطينية، وترتيبات أمنية صارمة فى «محور فيلادلفيا» ومعبر رفح، إلى جانب دخول قوات إقليمية تحل محل القوات الإسرائيلية، بالتزامن مع تقديم مساعدات دولية مكثفة.
وعملت كل من الولايات المتحدة ومصر ودول أخرى فى المنطقة على الترتيب لهذه الخطط منذ أكثر من عام، حتى أطلق الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، بعد أيام قليلة من توليه منصبه لولاية ثانية فى البيت الأبيض، قنبلته غير المتوقعة بشأن غزة، المتمثلة فى السيطرة الأمريكية على القطاع، وتحويله إلى «ريفييرا الشرق الأوسط»، بعد تهجير الفلسطينيين منه إلى دول أخرى.
لكن هل مقترح «ترامب» هذا واقعى وقابل للتنفيذ؟.. هذا ما ستحاول «الدستور» الإجابة عنه فى السطور التالية، من وجهة نظر إسرائيلية وأمريكية، فى ظل موقف مصرى وعربى معروف، يرفض تمامًا تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، ويتمسك بإقامة دولة فلسطينية.
سخرية فى تل أبيب من مقترح السيطرة الأمريكية على غزة وترحيل السكان.. والبعض يعتبره «خدعة»
ألقى الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، قنبلته غير المتوقعة بشأن غزة، خلال مؤتمر صحفى مشترك صادم جمعه برئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، عقب اجتماعهما الذى استمر لمدة ساعة فى البيت الأبيض.
وتضمن المقترح الذى أعلنه دونالد ترامب، فى حضور بنيامين نتنياهو، مساء الثلاثاء الماضى، تولى الولايات المتحدة «السيطرة» على قطاع غزة فى المستقبل المنظور، معتبرًا أن هذه «السيطرة الأمريكية» تخلق تنمية اقتصادية من شأنها توفير عدد غير محدود من الوظائف والمساكن لسكان القطاع.
ورأى الرئيس الأمريكى أن «السيطرة على غزة» هى وسيلة لتحقيق الاستقرار، ليس فقط لجيران إسرائيل، ولكن ربما فى الشرق الأوسط بأكمله، زاعمًا أن كل من تحدث معهم «يحب فكرة سيطرة الولايات المتحدة على غزة، وتوليها مهمة تطوير الأرض، وخلق آلاف الوظائف».
وأضاف: «درست الأمر عن كثب وشاهدته من كل زاوية. سنعمل على تطوير غزة، وخلق الآلاف والآلاف من فرص العمل»، واعدًا بتطوير القطاع بشكل «يمكن للشرق الأوسط بأكمله أن يفخر به».
وواصل: «يجب أن يكون هناك حل لأزمة غزة حتى لا تستمر إلى الأبد»، واصفًا غزة بأنها «رمز الموت والدمار» و«مكان سيئ للغاية» بالنسبة للأشخاص فى أى مكان بالقرب منه، و«خاصة لأولئك الذين يعيشون هناك».
وأكمل متحدثًا عن غزة: «لقد كان مكانًا سيئ الحظ لفترة طويلة. لم يكن وجوده فى هذا المكان أمرًا جيدًا، ولا ينبغى أن يمر بعملية إعادة البناء والاحتلال من قبل نفس الأشخاص الذين كانوا هناك».
وتابع: «بدلًا من ذلك، يجب على سكان غزة أن يذهبوا إلى دول أخرى ذات اهتمام ولها قلوب إنسانية»، معتبرًا أن «سكان غزة يمكنهم الذهاب إلى مواقع عديدة، أو موقع كبير واحد، حيث يكونون قادرين على العيش فى راحة وسلام».
وعن مستقبل غزة بعد تهجير سكانه، قال «ترامب» إن «شعوب العالم» ستعيش فى غزة بمجرد إعادة بنائها، مع تحويلها إلى «مكان دولى لا يُصدَّق»، مضيفًا: «ممثلون من جميع أنحاء العالم سيكونون هناك ويعيشون هناك. الفلسطينيون أيضًا سيعيشون هناك».
كما أعرب «ترامب» و«نتنياهو» عن ثقتهما فى «تطبيع» العلاقات مع السعودية. وقال «ترامب»: «السعودية ستكون مفيدة للغاية». أما «نتنياهو» فزعم أن «السلام بين إسرائيل والسعودية ليس ممكنًا فحسب، بل إنه سيحدث حتمًا»، مضيفًا: «التطبيع كان سيحدث، لو كانت فترة ولاية ترامب الأولى أطول بـ٦ أشهر». بينما ردت السعودية على ذلك فى بيان رسمى، مؤكدة أنه «لن يكون هناك تطبيع دون إقامة دولة فلسطينية».
وكما كان متوقعًا، رفض العالم العربى بأسره مقترحات «ترامب» على الفور، وكان هناك عشرات من المستهزئين والساخرين منها فى مختلف أنحاء العالم. وحتى فى إسرائيل هناك من سخر من خطة الرئيس الأمريكى، مستعرضين الأسباب التى تجعلها «لن تنجح أبدًا»، قبل أن يتساءل بعضهم عما إذا كانت «مجرد كلام فارغ وخدعة لجعل نتنياهو فى نهاية المطاف يفعل ما يريده ترامب؟».
سفير أمريكى سابق فى إسرائيل: التصعيد وسيلة لـ«خفض سعر التطبيع» مع السعودية
فكرة «ترامب» ليست حلًا عبقريًا خارج الصندوق، مثلما يقول بنيامين نتنياهو والإسرائيليون، بل تمثل انحيازًا كاملًا إلى «أهداف الحرب»، التى وضعها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى وهى: إنهاء حكم «حماس» وتفكيك قدراتها العسكرية، وتأمين عودة جميع الرهائن فى غزة، وضمان ألا تشكل غزة أى تهديد لإسرائيل مرة أخرى.
وظل ترحيل الفلسطينيين من غزة على أجندة الحكومات فى إسرائيل، طوال سنوات عديدة، لكن كانت هناك عقبات حول من سيساعدهم فى تحويل الفكرة إلى واقع، وتحديد إلى أين سيذهب أهالى غزة.
وكما يبدو، قدم «ترامب» الحل السحرى لهذه الأزمة بالنسبة للإسرائيليين، عندما قال إن الولايات المتحدة تعتزم «السيطرة» على غزة، بعد نقل جميع سكانها إلى أماكن أخرى.
وقال الرئيس الأمريكى: «الولايات المتحدة ستستولى على قطاع غزة. نحن من سينجز المهمة هناك. سنتولى مسئولية تفكيك كل القنابل غير المنفجرة الخطيرة، وغيرها من الأسلحة الموجودة فى المكان. سنسوى المكان بالأرض، ونتخلص من المبانى المُدمرة، وسنعمل على إيجاد تنمية اقتصادية من شأنها توفير عدد غير محدود من الوظائف والمساكن لسكان المنطقة». وتدرس إدارة «ترامب» ٣ مناطق محتملة لاستيعاب اللاجئين من غزة، بعد تنفيذ الولايات المتحدة خطتها لـ«السيطرة» على القطاع، والبدء فى «إعادة بنائها من جديد»، وهى: المغرب و«بونتلاند» و«أرض الصومال»، وفق موقع القناة «١٢» العبرية.
وأوضح الموقع العبرى أن «ما تشترك فيه هذه الدول الثلاث هو الحاجة القوية إلى الدعم الأمريكى، إذ تسعى (أرض الصومال) و(بونتلاند) إلى الاعتراف الدولى، بينما لدى المغرب نزاع إقليمى مستمر حول الصحراء الغربية».
ولم يشر الرئيس الأمريكى، خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده مع «نتنياهو»، إلى موقفه من فكرة قيام دولة فلسطينية، بل إنه قال: «البيت الأبيض سيدرس خلال شهر ما إذا كان ينبغى لإسرائيل أن توسع سيادتها على الضفة الغربية»، مع تأكيد عزمه التوسط فى «اتفاق تطبيع» بين إسرائيل والسعودية.
ورغم الانتقادات من الدول العربية والأوروبية، يبدو أن «ترامب» يعيش فى عالم آخر منفصل عن الواقع، عندما قال: «الجميع يحب فكرتى بشأن غزة»، الأربعاء، بعد أقل من ٢٤ ساعة من تصريحه بأن «الولايات المتحدة يجب أن تسيطر على غزة». وأضاف الرئيس الأمريكى، فى تصريح لصحيفة «جيروزاليم بوست»، أن خططه تشمل «نقل سكان قطاع غزة إلى مصر والأردن ودول أخرى فى المنطقة، حيث سيتم بناء موقع أو أكثر لتوطينهم». ولم يكتفِ «ترامب» بذلك، بل أكد أيضًا أن «هذه المواقع ستدفع تكاليفها دول المنطقة»، مشيرًا إلى أن «الولايات المتحدة بالتزامن ستعيد بناء غزة، فى عملية تستغرق من ١٠ إلى ١٥ عامًا، وربما ترسل قوات برية».
ولم يخف بنيامين نتنياهو، الذى كان يقف إلى جانب «ترامب»، ابتسامته أثناء عرض الرئيس الأمريكى للفكرة، ومع ذلك، لم يعلن عن تأييده للفكرة، واكتفى بالقول للصحفيين: «إنه (ترامب) يرى مستقبلًا مختلفًا لتلك القطعة من الأرض».
وأعلنت الدول العربية عن رفضها القاطع لخطة «ترامب»، بداية من مصر والأردن، إلى جانب الإمارات والسعودية، مشددة على رفضها التام أى محاولات لتهجير الفلسطينيين وضم أراضيهم، ومعربة عن تمسكها بإقامة الدولة الفلسطينية.
وقال «ترامب» بنفسه أيضًا إنه «لا يمكن إجبار الفلسطينيين على مغادرة غزة». وواصل المراوغة عندما قال أيضًا: «أعتقد أن رفض الدول العربية للهجرة الجماعية للجميع من غزة هو رفض. لكن ربما سيوافقون على أعداد أقل».
أما السفير الأمريكى السابق لدى إسرائيل، دان شابيرو، فقال إن الولايات المتحدة قد تتمكن من تقديم نفسها باعتبارها «منقذ الفلسطينيين فى غزة»، تعويضًا عن عدم رغبة «نتنياهو» فى تقديم رؤية تجاه دولة فلسطينية، تمامًا كما قالت الإمارات، فى عام ٢٠٢٠، إنها وقعت على «اتفاقيات إبراهيم» لمنع إسرائيل من ضم أراضٍ فى الضفة الغربية.
وأضاف «شابيرو» للصحيفة العبرية: «حتى الآن، كان السعوديون واضحين تمامًا بشأن ما يطالبون به. فى الرابعة صباحًا، نشروا بيانًا مفاده أنهم لن يتخلوا عن إقامة دولة فلسطينية»، معتبرًا أنه «من الممكن أن يستخدم ترامب هذه المبادرة الخاصة لغزة كوسيلة لخفض سعر التطبيع»، وفق تعبيره.
أخبار متعلقة :