الهلال الإخباري

الذكاء الاصطناعي في التعليم.. أداة محورية لإعداد جيل مبدع - الهلال الإخباري

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الذكاء الاصطناعي في التعليم.. أداة محورية لإعداد جيل مبدع - الهلال الإخباري, اليوم الاثنين 12 مايو 2025 12:42 صباحاً

العين: سارة البلوشي

في عالم يتسارع فيه التطور التكنولوجي ويشهد التعليم تحولاً نوعياً بفضل التقنيات على رأسها الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح يؤدي دوراً حيوياً في تحسين التعليم وتطوير العملية التعليمية، والمهارات التقنية للطلاب لتحسين تنافسية الإمارات عالمياً، عبر الاستثمار في تعليم الذكاء الاصطناعي ولتكون في مقدمة الدول الرائدة في مجال الابتكار واقتصاد المعرفة.

ومع رؤية طموحة مثل رؤية الإمارات 2071، التي تعدّ جزءاً من استراتيجية تهدف إلى تمكين الطلاب بالمعرفة والمهارات التكنولوجية المتقدمة، وتسهم في إعداد جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل والتماس استثمار فرص الثورة الرقمية، فقد أصبحت الجامعات في الإمارات في طليعة المؤسسات التعليمية التي تتبنّى الذكاء الاصطناعي (AI) أداة محورية لتعزيز جودة التعليم وتحقيق رؤية الدولة في بناء اقتصاد معرفي مستدام.

وتسعى الجامعات لدمج الذكاء الاصطناعي في المناهج الأكاديمية، بشراكات استراتيجية وعالمية. وأطلقت جامعة الإمارات، بالتعاون مع شركة «مايكروسوفت» مبادرة لتمكين الطلاب من مهارات الذكاء الاصطناعي، وتعزيز قدراتهم التقنية. وتتضمن المبادرة برامج تدريبية بدءاً من العام الدراسي 2025-2026.
والإمارات من الدول الرائدة في استثمار تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتتوقع أن يسهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي 14% بحلول عام 2030، أي ما يعادل 352 مليار درهم. كما تهدف استراتيجية الإمارات إلى تحقيق الاعتماد الكامل عليه في الخدمات الحكومية وتحليل البيانات بحلول عام 2031.
ودمجه في التعليم الجامعي والمدرسي، يعكس رؤية استراتيجية تهدف إلى إعداد أجيال قادرة على مواجهة تحديات المستقبل واستثمار الثورة الرقمية.
وللحديث عنه بشكل أوسع التقت «الخليج» عدداً من المعلمين والطلاب للتعرف إلى كيفية تضمينه في الجامعات، واستفادة الطلاب، وما فائدة تعليمه في سن مبكّرة.

مواكبة التطور


قالت شيخة المخيني، معلمة علوم بمدرسة «الرماقية» حلقة 2، إنها خطوة جوهرية لمواكبة التطور التكنولوجي وتعزيز المهارات المستقبلية. وهذه الأهمية تتجلى في محاور عدة: التأهيل لسوق العمل الحديث، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي، جزءاً أساسياً في كثير من القطاعات، مثل الصحة، والصناعة، والتعليم، والتكنولوجيا، وتعليم الطلاب كيف يعمل يُمكنهم من اكتساب مهارات مطلوبة في سوق العمل المستقبلي.
وأضافت: ثانيها تطوير التفكير النقدي والإبداع، فإنه ليس أداة تقنية فقط، بل يمكن أن يُستخدم لتشجيع الطلاب على التفكير خارج الصندوق وحل المشكلات بابتكار. وثالثها تعزيز المعرفة الرقمية بدمج الذكاء الاصطناعي، ما يساعد الطلاب على فهم التقنيات الرقمية، ويُمكّنهم من استخدام التكنولوجيا بأمن وفعّالية. رابعها مواجهة تحديات المجتمع، وتعليمه يمكن أن يُمكن الأجيال القادمة من تطوير حلول مبتكرة لتحديات مثل تغير المناخ، والصحة العامة، والقضايا الاجتماعية.

يحفز تفكير الأطفال


وفي الحديث عن تطوير المهارات منذ سن مبكّرة، أكدت شيخة المخيني أن تضمين الذكاء الاصطناعي في التعليم منذ سن مبكّرة ضرورة مُلحّة لتطوير مجموعة من المهارات الحيوية للأجيال القادمة. وهناك أسباب كثيرة لذلك منها الاستعداد للمستقبل، فإن تعليمه يُجهّز الأطفال لفهم التكنولوجيا المتطورة التي أصبحت جزءاً من حياتنا اليومية، ما يعزز قدرتهم على التكيف مع سوق العمل المتغير، وتعزيز التفكير النقدي والإبداع، فهو يُمكن أن يُستخدم لتحفيزهم على التفكير بطرائق مُبتكرة، ما يُساعدهم على حل المشكلات بكفاءة، وتنمية مهارات التعاون، واستخدامه في المشاريع الجماعية يُساعد الأطفال على تعلم كيفية العمل في فرق لحل المشكلات.

حلول مبتكرة


وأوضحت أن تضمينه يسهم في العملية التعليمية بتوفير حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه المجتمع، وهناك الكثير من الأدلة عليه، منها تقليل فجوات التعليم، لأن الذكاء الاصطناعي يساعد على توفير تعليم عالي الجودة للمناطق النائية أو للمجتمعات ذات الموارد المحدودة، بمنصات تعليمية تعتمد على التكنولوجيا وتكيّف المناهج مع احتياجات الطلاب الفردية، إلى جانب تعزيز المساواة باستخدام تقنيات مثل التعلم المُخصص، ويمكنه دعم الطلاب من خلفيات متنوعة ومساعدتهم على تحقيق إمكاناتهم، بغض النظر عن اختلافاتهم الفردية.
وأشارت إلى أنه قادر على إعداد جيل مبتكر لحل المشكلات، فعندما يتعلمه الطلاب، يصبحون أكثر قدرة على تطوير حلول لتحديات مجتمعية مثل التغير المناخي، والرعاية الصحية، والبنية التحتية. كذلك تعزيز الوعي والمسؤولية الاجتماعية، فإن تعلمه يُمكنهم من فهم الأبعاد الأخلاقية والاجتماعية للتكنولوجيا، ما يجعلهم قادرين على استخدامها إيجابياً لخدمة المجتمع.

خطوة أساسية


وقالت نور البستكي، طالبة في السنة الرابعة متخصصة في الكيمياء الحيوية من «جامعة الإمارات»: كوني مهتمة بالذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في مختلف المجالات، أركز على فهم كيفية تطوير النماذج الذكية، وتحليل البيانات واستخدامها لتسهيل عملي، وأسعى دائماً إلى توسيع معرفتي بأحدث الابتكارات فيه والتعلم المستمر عنه، مع طموح لتطبيقها عملياً وإبداعياً.

مواجهة التحديات


وأكد خليفة البلوشي، طالب متخصص علاقات دولية في الجامعة الأمريكية، ومهتم بالذكاء الاصطناعي وخريج برنامج سفراء الهوية الوطنية/ الدفعة الرابعة، خريج برنامج القيادات الدبلوماسية العربية الشابة من مركز الشباب والاتحاد الأوروبي، وخريج برنامج نمو الغرير سراج مع CNN، أن تضمينه في تعديل المناهج يحتسب ضرورة تخطيطية في حضور التغيرات الرقمية الحثيثة التي يشهدها العالم. فهو لا يُعد محض تقنية لكن يمثل أداة تحويل جذري، بدايةً من التعليم والصحة إلى الصناعة والاقتصاد. وتضمينه في المناهج لا يقتصر على تعريف التلاميذ بالتقنية، ولكن يهيئهم لإدراك أسلوب عملها، وتأثيراتها الأخلاقية، وتطبيقاتها الواقعية. ما يعزز مهارات التفكير النقدي، وحل المشكلات، والابتكار، ويسهم في تخريج جيل قادر على التصرف مع تحديات المستقبل بوعي وكفاءة.
وقال إن تدريس مفاهيمه منذ سن مبكّرة حاجة ملحّة، فتعويد الطلاب على التفكير التحليلي والمنطقي، وفهم مقتضيات البرمجة والتعلم الآلي، يساعدهم على بناء أساس معرفي متين لمستقبل باهر.
كما أن ذلك يفتح أمامهم آفاقاً عصرية للتعلم والإبداع، ويزيد فرصهم في سوق الجهد التنافسي الذي أصبح يفتقر إلى خبرات مهارية رقمية متطورة. ويمكن تنمية جيل متيقظٍ بالتقنية، يستخدمها بمسؤولية وفعّالية لخدمة المجتمع.

الابتكار المستدام


وأشار سليمان زعرب، طالب هندسة ميكانيكية في «جامعة خليفة»، ومعد لمشروعين في استخدام الذكاء الاصطناعي بالتعليم، وحاصل على تمويل جزئي لهما، إلى أنه من أهم مجالات المستقبل، والدليل هو الاستثمارات الضخمة التي تضخها الإمارات ودول كالصين والولايات المتحدة في هذا القطاع. لذلك من الضروري تعليم الجيل القادم مبادئه وتطبيقاته العملية، بحيث يتجاوز المنهج المستوى التأسيسي ليشمل أحدث التطوّرات والأبحاث المتقدمة. بهذه الطريقة يكتسب الطالب فهماً عميقاً يمكنه من توظيف معارفه لخدمة المجتمع والدولة وتحقيق الابتكار المستدام.

أخبار متعلقة :