نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هوس وأسعار خيالية.. «لابوبو» دمية ساحرة تخطف شباب العالم - الهلال الإخباري, اليوم الأربعاء 14 مايو 2025 02:57 مساءً
نوال المهيري: تحوّل الهواية إلى هوس استهلاكي يؤثر في الأولويات
شذى المهدي: أعجبتني الفكرة لكني أرفض الانتظار أو دفع مبالغ زائدة
أمل الحمادي: اقتناؤها يعكس رغبة في التميز والانتماء
شيخة آل علي: امتداد لهوايات الطفولة ومساحة للتعبير
الشارقة: سارة المزروعي
بينما تتسارع موجات «الترند» على منصات التواصل الاجتماعي، برزت خلال الأسابيع الماضية دمية صغيرة تُدعى «لا بوبو»، أو «Labubu»، لتتحول من مجرد لعبة لا يتجاوز طولها 20 سنتيمتراً إلى ظاهرة اجتماعية وتجارية اجتاحت حسابات «تيك توك»، رفوف المتاجر وحقائب الفتيات حول والعالم.
لم يكن أحد يتوقع أن شخصية ذات ملامح طفولية وغريبة في آن واحد ستصبح رمزاً جديداً لأسلوب الحياة وتدخل ضمن موجة واسعة من التعبير الذاتي والاهتمام بالتفاصيل وسط إقبال لافت على اقتنائها وتصويرها، من فئات عمرية متنوّعة.
عالم خيالي
ظهرت دمية «لابوبو» لأول مرة عام 2015، حين خرجت من صفحات عالم خيالي رسم ملامحه فنان الرسم كاسينغ لونغ، مستلهماً من الأساطير الإسكندنافية ثلاثية قصصية مصورة حملت اسم «الوحوش».
في هذا العالم الساحر، وُلدت شخصيات غريبة، بعضها طيب والآخر شرير، إلا أن «لابوبو» سرعان ما خطفت الأنظار.
تتميّز «لابوبو» بمظهر استثنائي؛ فهي وحش صغير، ذو أذنين مدببتين وأسنان بارزة، يجمع بين ملامح البراءة والغرابة. ورغم شكله المشاغب، صوّره لونغ ككائن طيب النية يسعى دوماً لمساعدة الآخرين، لكن حماسه غالباً ما يقوده لنتائج غير متوقعة.
تعاون لونغ مع شركة الألعاب الصينية الشهيرة «Pop Mart» لإنتاج الدمية التي قُدّمت للجمهور ضمن صناديق مغلقة لا يُعرف محتواها إلا بعد فتحها، ما أضفى عنصر المفاجأة والتشويق وأسهم في نجاح الفكرة بين أوساط الشباب ومحبي جمع الدمى.
وبلغت شعبية الدمية ذروتها بعد أن ظهرت معلقة على حقيبة إحدى نجمات الفرق الموسيقية الكورية الشهيرة، فانتشرت صورها بسرعة على مواقع التواصل، لتتحول إلى رمز جمالي يُكمل الإطلالة اليومية ويعكس ذوقاً شخصياً مميزاً.
ظاهرة تجارية
لم تعد دمية «لابوبو» مجرد لعبة تُباع في المتاجر، بل أصبحت مشهداً يومياً في مراكز التسوق، خصوصاً أمام متاجر «Pop Mart»، حيث تصطف الفتيات قبل فتح الأبواب في محاولة للحصول على صندوق يحتوي على إحدى نسخ الدمية وتشير مصادر إلى أن الدفعات الجديدة تنفد بالكامل خلال وقت قصير من عرضها، ما يعكس حجم الطلب والاهتمام المتزايد.
ورغم أن السعر الرسمي للدمية في متاجر «Pop Mart» لا يتجاوز 85 درهماً، فإنه قفز في السوق غير الرسمية إلى ما بين 300 و1000 درهم للقطعة وسط شكاوى من هذا الفارق.
تحوّلات السوق
تحوّلت «لابوبو» من شخصية في عالم الرسوم الخيالية الآسيوي إلى رمز عصري يتصدر «الترند» ويُعلّق على حقائب من علامات فاخرة، سواء كانت لليد أومدرسية أو حتى رياضية، ما يعكس انتشارها الواسع وتحوّلها إلى عنصر ثابت في الإطلالة اليومية.
وترتدي الدمية أزياءً مصغرة مستوحاة من أشهر دور الأزياء العالمية، بل شهدت السوق ظهور خطوط إنتاج لتصميم ملابس خاصة لها، بالإضافة إلى إكسسوارات مثل الأحذية، الحقائب، الكاميرات وعلب عرض فاخرة تُعامل فيها «لابوبو» كقطعة فنية.
على منصة «تيك توك»، باتت الدمية قطعة أساسية تُرفق بالحقيبة كرمز للتميز الشخصي وتداولت المؤثرات فيديوهات ساخرة تؤكد فيها إحداهن: «إذا شنطتك بدون لابوبو... يعني الحين انتي ما سويتي الترند!»
وترافق هذه الفيديوهات تعليقات أخرى تشير بسخرية إلى من يلاحقون «الترند» بلا وعي، فيما توثق الصور المتداولة على الإنترنت مشاهد لدمى ترتدي أزياء فاخرة وتُعرض بأناقة في صناديق مخصصة، ما يرسّخ صورة جديدة للعبة بوصفها «أكسسوار نمط حياة» لا يقل عن مستحضرات التجميل أو الحقائب المميزة.
أمهات يراقبن، في المقابل، تتخذ بعض الأمهات موقفاً أكثر واقعية من الظاهرة. تقول نوال المهيري، أم لثلاث فتيات: إنها تلاحظ اهتمامهن المتزايد بالدمية، إذ يقضين وقتاً طويلاً في مشاهدة مقاطع «لابوبو» ويخططن لشراء ملابس لها وربطها على الحقائب المدرسية وتضيف: «أفهم رغبة البنات في التميز والتألق، لكن أحياناً أشعر أن المسألة خرجت عن إطار الهواية وتحولت إلى هوس استهلاكي يحتاج إلى توجيه، خاصة إذا بدأ يؤثر على أولويات مثل الدراسة.
شيء مختلف
من جهتها، تعبّر شذى المهدي، طالبة جامعية، عن رأي مختلف قليلاً، مشيرة إلى أنها ليست من محبي تتبع «الترند»، لكنها وجدت في دمية «لابوبو» شيئاً مختلفاً تقول:«أعجبني شكلها وفكرتها والجميع يتحدث عنها بشكل ممتع، لكني لن أقف ساعة أو أكثر في طابور حتى أشتريها ولا أن أدفع فيها ثلاثة أضعاف سعرها الأصلي».
وترى أن ما يميز «الترند» هذه المرة هو الجمع بين الطرافة والذوق، لكن من المهم ألا يفقد الشخص توازنه تحت ضغط المواكبة.
ترى أمل الحمادي، طالبة جامعية، أن الظاهرة ليست من اهتماماتها، لكنها تتفهم انجذاب الآخرين لها. وتقول: «لا أحب وضع شخصيات على حقيبتي وأتفهم حب البنات للدمية، ربما لأنها رائجة أو لأنهم يبغون الإحساس بأنهن جزء من موجة جديدة ولأن كل جيل له طريقته في التعبير».
وتقول مريم السويدي: «شدّني شكلها الغريب وطريقتها المختلفة عن باقي الألعاب، حجمها الصغير وطريقة تغليفها التي تعتمد على المفاجأة جعلاني أتحمس لتجربتها، خصوصاً أن «لابوبو» لها أكثر من شكل ولون».
شغف مستمر
تشارك شيخة آل علي، إحدى محبات «الأنمي» والألعاب الإلكترونية، تجربتها، مشيرة إلى أن علاقتها بجمع المقتنيات بدأت منذ الطفولة، فهي تملك مجموعة كبيرة من شخصيات مثل «دراغون بول»، «لوفي»، «ناروتو» و«هارلي كوين»، تقول:
«أرى «لابوبو» مثل أي شخصية أحبها، أشتري لها ملابس، أطقم، قبعات، وأعاملها وكأنها من عالمي الخاص».
وترى أن هذه الهواية تمنحها مساحة آمنة للهروب المؤقت من روتين الحياة وتعبّر عن ذوق فردي متقن، مشيرة إلى أن التفاعل مع الدمية أحد أشكال الترفيه المنظّم والتعبير عن الذات بطريقة مبتكرة.
هل يستمر الصعود؟
بين من يعتقد أن «لابوبو» مجرد «ترند» مؤقت ومن يراها تحولًا فعلياً في ثقافة السوق، تواصل الدمية ترسيخ حضورها بقوة ومع استمرار إصدار نسخ محدودة وارتفاع تفاعل المشاهير والمصممين، يبدو أن هذه الظاهرة لم تبلغ ذروتها بعد، بل تمضي بثبات نحو مزيد من الانتشار والتأثير.
أخبار متعلقة :