دعاء المتوفي بيوم عرفة 2025 - الهلال الإخباري

يوم عرفة، اليوم التاسع من ذي الحجة، لا يمرّ على المسلمين دون أن يترك في قلوبهم أثرًا روحيًا عظيمًا. 

ففيه تُعتق الرقاب، وتُغفر الذنوب، وتُرفع الدعوات، وتفتح أبواب السماء لرجاء العابدين. 

وبين مشاعر التوبة والدعاء، تبرز عادة محمودة لدى كثير من المسلمين، وهي الدعاء لمن رحلوا عن الدنيا، وخاصة الوالدين والأقارب والأحباب، ممن سكنوا القبور وتركوا خلفهم حنينًا لا يُنسى.

لماذا يُستحب الدعاء للميت في يوم عرفة؟

أجمع العلماء على أن الدعاء للميت من أعظم القُربات، وهو من الأمور القليلة التي تصل إلى الميت بعد وفاته.

 وإذا كان يوم عرفة من أفضل أيام السنة التي يُستجاب فيها الدعاء، فإن اغتنام هذا اليوم بالدعاء للمتوفين يُرجى فيه القبول والرحمة، بل ويُعد من الوفاء الذي حثّ عليه الدين الإسلامي.

وقد روى مسلم في صحيحه عن النبي ﷺ أنه قال:
"إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له."
وفي هذا الحديث دلالة صريحة على أهمية الدعاء كوسيلة لوصل الأحياء بأمواتهم.

من أبرز الأدعية للميت في يوم عرفة

يتوجّه المسلمون في هذا اليوم المبارك بالدعاء لمن فقدوهم، ومن بين الأدعية التي تكثر في هذا السياق:

• "اللهم ارحم من اشتاقت لهم أرواحنا، واغفر لهم ووسّع قبورهم، واجعلهم من أهل الفردوس الأعلى."
• "اللهم في يوم عرفة، أنر قبور موتانا، وارزقهم نعيمًا لا ينقطع، وبلّغهم منا السلام والدعاء."
• "اللهم اجعل قبورهم روضة من رياض الجنة، ولا تجعلها حفرة من حفر النار."
• "اللهم اجزِهم بالحسنات إحسانًا، وبالسيئات عفوًا وغفرانًا، وارفع درجاتهم في المهديين."

الدعاء للوالدين المتوفيين

يحظى الوالدان بمكانة خاصة في الدعاء، خاصة إذا سبق أحدهما أو كلاهما إلى دار الآخرة، إذ يحرص الأبناء على رفع أكفهم بالدعاء لهم في هذا اليوم المبارك. ومن الأدعية المشهورة:

• "اللهم اغفر لوالدي، وارحمهما كما ربياني صغيرًا، واجعل قبريهما نورًا، ومثواهما في جناتك العليا."

أثر الدعاء في التخفيف عن المتوفى

يؤمن المسلمون بأن الدعاء للميت لا يضيع عند الله، وأنه يصل إلى الميت في قبره، ويكون له أنيسًا ورحمة، وقد ورد عن النبي ﷺ أن الميت يشعر بالدعاء ويُفرح به كما يُفرح الأحياء بالهدايا. لذلك، فإن يوم عرفة يعد فرصة عظيمة لإرسال "هدايا من نوع خاص" إلى أولئك الذين رحلوا، لكنها لا تحملها الأيدي، بل ترفعها القلوب إلى السماء.

في زمن يمضي سريعًا، تبقى بعض الذكريات لا تموت، وبعض الأسماء لا تغيب عن الدعاء.

 ويظل يوم عرفة موعدًا روحيًا يتجدد فيه الوفاء، وتمدّ فيه الأيدي نحو السماء، بالدعاء لمن سبقونا، راجين لهم الرحمة والمغفرة، ولنا الثبات وحُسن الخاتمة.