نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل يستطيع ترامب إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية؟.. خبراء يجيبون - الهلال الإخباري, اليوم الأحد 9 فبراير 2025 10:04 مساءً
مع اقتراب الذكرى الثالثة للصراع الدامي بين روسيا وأوكرانيا، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن تحركات جديدة لإنهاء الحرب، مؤكدًا أنه تواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للبحث في سبل إنهاء النزاع القائم. جاء ذلك في مقابلة أجرتها صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية على متن طائرة الرئاسة الأمريكية.
ترامب: "نريد أن نوقف إراقة الدماء"
ترامب أشار إلى الخسائر البشرية الفادحة جراء الحرب، مبديًا أسفه على وفاة العديد من الشباب من كلا الجانبين، قائلًا: "يموت الناس كل يوم، جنود شباب وسيمين، مثل أبنائي في المعركة".
وأضاف ترامب أنه يمتلك خطة واضحة لإنهاء الصراع، معربًا عن أمله في إنهاء الحرب "بسرعة"، مشيرًا إلى أن الرئيس بوتين أيضًا يسعى لإيقاف إراقة الدماء.
لقاء محتمل مع زيلينسكي وبوتين
وبحسب تصريحات ترامب لشبكة "CNN"، من المتوقع أن يلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأسبوع المقبل، في خطوة تهدف إلى تعزيز الحوار بين الأطراف المتنازعة.
كما ألمح ترامب إلى إمكانية إجراء محادثات أخرى مع الرئيس بوتين حول سبل إنهاء الحرب، في ظل تأكيد الكرملين عدم وجود مفاوضات جادة حتى الآن بين الزعيمين.
علاقات ترامب مع بوتين: "دائمًا جيدة"
من جانب آخر، أوضح ترامب أن علاقته مع الرئيس بوتين كانت "دائمًا جيدة"، مشيرًا إلى أن تواصله مع بوتين كان مستمرًا في عدة مناسبات بهدف التفاوض على إنهاء النزاع، متابعًا بأن هذه العلاقة كانت أكثر إيجابية مقارنة بعلاقته مع الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، الذي وصفه بأنه "إحراج" لأمريكا.
ترامب: المعادن النادرة مفتاح المستقبل
في تصريحات لوكالة "رويترز"، أشار ترامب إلى أن المعادن الأرضية النادرة تعتبر عنصرًا حيويًا في الصناعات التكنولوجية والعسكرية، واعتبر أن تأمين هذه الموارد الاستراتيجية يمثل تحديًا كبيرًا للولايات المتحدة، خاصة في ظل المنافسة الحادة مع الصين.
وقال: "المعادن الأرضية النادرة ليست مجرد موارد طبيعية، بل هي مفتاح المستقبل في مجالات التكنولوجيا والدفاع".
زيلينسكي: شراكة عادلة بين الحليفين
في المقابل، رحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالاقتراح الأمريكي، ولكن بشرط أن تكون الصفقة قائمة على شراكة استراتيجية عادلة تحقق مصالح الشعب الأوكراني.
وأكد زيلينسكي في تصريح صحفي قائلًا: "إذا كنا نتحدث عن صفقة، فيجب أن تحقق مصالح الشعب الأوكراني قبل كل شيء، وأن تعزز التعاون بين البلدين على المدى الطويل".
المصالح الاقتصادية والاستراتيجية
من جانبه، قال الدكتور إيفان يواس، مستشار مركز السياسة الخارجية في المعهد القومي للدراسات الاستراتيجية والمحلل السياسي الأوكراني، إن أثناء الانتخابات الرئاسية الأمريكية تم تقديم خطة للحرب الروسية الأوكرانية تحمل اسم "خطة انتصار زيلينسكي"، تم الإعلان عنها في 20 أكتوبر 2024، حيث قوبلت تلك الخطة باهتمام واسع من قبل الشركاء الدوليين، بما فيهم المرشحين للرئاسة الأمريكية في وقتها، حيث حملت في طياتها توجهات واضحة لجذب دعم الولايات المتحدة، وخاصة دونالد ترامب.
أضاف يواس، في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الخطة تتضمن اقتراحين رئيسيين هما: "الأول هو استبدال القوات الأمريكية في القواعد الأوروبية بقوات أوكرانية، والثاني هو إشراك الولايات المتحدة في استخراج المعادن النادرة من الأراضي الأوكرانية"، مشيرًا إلى أن هذا الاقتراح جاء من خلال تفهم أوكراني لعدم رغبة ترامب في دعم كييف بشكل مباشر، حيث تم التركيز على جعل الولايات المتحدة شريكًا اقتصاديًا من خلال الموارد التي يمكن أن تساهم في دعم الاقتصاد الأمريكي.
أكد يواس أن أوكرانيا تسعى إلى جذب ترامب من خلال عرض حوافز اقتصادية، حيث يقدر احتياطي المعادن النادرة في أوكرانيا (بما في ذلك الأراضي التي تسيطر عليها روسيا منذ عام 2014) بين 12.4 و26 تريليون دولار أمريكي، وتضيف هذه الموارد بعدًا استراتيجيًا للمشاركة الأمريكية في الصراع، بما في ذلك دعم عودة الأراضي التي احتلتها روسيا منذ عام 2014، مثل دونباس وشبه جزيرة القرم.
وأشار مستشار مركز السياسة الخارجية في المعهد القومي للدراسات الاستراتيجية والمحلل السياسي الأوكراني، إلى أن روسيا ستستغل هذه الخطة لتبرير تصريحاتها بأن الولايات المتحدة تسعى لشراء أوكرانيا واستخدام مواردها لمصالحها الخاصة، وستكون هذه الحجة بمثابة رد على الانتقادات الغربية، حيث ستزعم موسكو أنها تحاول "إنقاذ" أوكرانيا من المصالح الأنانية للولايات المتحدة، رغم أن روسيا نفسها تسعى إلى استغلال نفس الموارد.
وانتهى حديثه قائلًا: "يبدو أن خطة انتصار زيلينسكي تهدف إلى تحقيق توازن بين الدعم العسكري والاقتصادي، مع التركيز على جذب المصالح الأمريكية لتحقيق مصالح أوكرانية طويلة الأمد؛ في الوقت نفسه، تحاول موسكو استغلال هذه الديناميكيات لتبرير مواقفها السياسية في الصراع".
ترامب أمام تحديات ضخمة
في سياق آخر، أوضح الدكتور آصف ملحم، مدير مركز "جي إس إم" للدراسات، أن الأسباب التي قد تدفع ترامب لتحقيق السلام تتنوع بين الإنسانية والسياسية، إلا أن هناك معوقات كبيرة قد تعوق تحقيق ذلك.
أضاف ملحم في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن السبب الأول الذي قد يدفع ترامب لإنهاء الحرب هو الدافع الإنساني، لأن الحرب تسببت في معاناة جميع الأطراف، وهو ما قد يجعله يفضل إنهاءها، ومع ذلك، لا يبدو أن ترامب قادر على إزالة التهديدات التي تقود إلى اندلاع الحرب، خاصة فيما يتعلق بالمخاوف الروسية من التمدد الأمريكي في أوروبا، وما يتبعه من إقامة قواعد عسكرية قرب حدود روسيا.
أكد ملحم أن ترامب يعي جيدًا أن هناك مصالح متضاربة بين روسيا والولايات المتحدة، وأن الصراع بين البلدين لا يتمحور حول أسباب موضوعية مباشرة، بل يراه الروس كتهديد وجودي بالنسبة لهم، مضيفًا أن الولايات المتحدة قد تستفيد من هذه الحرب في الجوانب الاقتصادية، خاصة في السوق الأوروبية للطاقة.
لفت إلى أن ترامب قد يكون له دوافع شخصية أيضًا، مثل تسجيل اسمه في التاريخ كصانع للسلام، وهو ما أكده في العديد من خطاباته السابقة، حيث قال إنه لو كان رئيسًا لما كانت الحروب في أوكرانيا أو الشرق الأوسط قد اندلعت، إلا أن الصورة تتعقد عندما نعلم أن الولايات المتحدة استفادت من الحرب في أوكرانيا على مستوى الاقتصاد والسياسة الدولية، حيث تمكنت من فرض هيمنتها على أسواق الطاقة الأوروبية.
يرى آصف أن العلاقات الأمريكية-الروسية قد تأثرت بشكل كبير، حيث ساهمت العقوبات الغربية في تقارب روسيا مع الصين، وهو ما لا يريده ترامب، كما أن الحرب أدت إلى صراعات اقتصادية يمكن أن تضر المصالح الأمريكية على المدى الطويل، مثل التحكم في المعادن النادرة التي تحتاجها الصناعات التقنية.
أشار إلى أن الولايات المتحدة استفادت بشكل غير مباشر من استمرار الحرب، حيث سيطرت على أسواق الطاقة الأوروبية، وهو ما قد يكون أحد الأسباب التي تجعل ترامب يتردد في إنهاء الصراع سريعًا.
اختتم مدير مركز "جي إس إم" للدراسات، أن الحرب الروسية الأوكرانية تظل قضية معقدة تتداخل فيها العوامل الإنسانية والسياسية والاقتصادية، بينما قد يسعى ترامب لإنهاء هذه الحرب لتحقيق مكاسب سياسية وشخصية، تظل القوى الكبرى والتوازنات الاقتصادية تشكل عائقًا أمام تحقيق السلام.
أخبار متعلقة :