نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
موسم الهجرة إلى الضفة الغربية!! - الهلال الإخباري, اليوم الاثنين 10 فبراير 2025 09:39 صباحاً
هل تتعامل إسرائيل والولايات المتحدة على أن هناك فلسطينان، وليست فلسطين واحدة، باعتبار أن غزة شيء والضفة الغربية شيء آخر، لا يشتركان في قرار، ولا يسري عليهما مصير واحد؟.. الحقيقة نعم.. لأن الطلاق الحادث بين السلطة الفلسطينية في رام الله وحماس ومعها بعض الحركات الجهادية في غزة، وإن كان قد صنعه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على مدى سنوات طويلة، إلا أن أطراف الخلاف الفلسطيني ـ الفلسطيني، لم يكونا على قدر الحذر المطلوب من أفاعيل الصهيونية الإسرائيلية، التي تقوم على المبدأ الاحتلالي القديم (فَرِق، تَسُد)، واضرب الطرفين بعضهما بالبعض الآخر، حتى لا يكون هناك حديث عن دولة فلسطينية، لأن جزئيها الرئيسيان، غير متحدان.. بل إن إسرائيل تستفرد بجزء، قبل أن تلتفت إلى الآخر، كلُ على انفراد، دون أن يكون هناك رأي فلسطيني واحد، ولا بندقية تشترك مع اختها، صوب عدو واحد.. لذلك، وما أن بدأ وقف إطلاق النار في غزة، حتى اتجهت آلة الحرب الإسرائيلية، من غزة إلى الضفة الغربية، تحقيقًا لمطامح نتنياهو في الاستمرار السياسي، مادامت الحرب دائرة، ويقينًا بأنه ليس هناك غوث من غزة لمن يقاوم في الضفة.. حتى من أراد ذلك من مقاتلي حماس، قاومته السلطة ونكلت به أشد تنكيل، فيما أطلقت عليه السلطة الفلسطينة، (محاربة الخارجين على القانون)!!.
ومع الاعتذار الشديد للكاتب السوداني الراحل، الطيب صالح، عبقري الرواية العربية، كما أطلق عليه النقاد، نستلهم عنوان روايته الشهيرة (موسم الهجرة إلى الشمال)، للتعبير عن اتجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بحربه، من غزة إلى الضفة الغربية، لتكون بمثابة تشتيت للانتباه عن غزة، بعدما قام مسلحو حماس باستعراض في الشوارع، حتى قبل بدء وقف إطلاق النار يوم الأحد قبل الماضي، في عرض للقوة، يشير إلى أنها نجت من الحرب التي استمرت خمسة عشر شهرًا، على الرغم من تعهدات نتنياهو بتدميرها، وإرضاءً لوزير المالية المتطرف في حكومته، بتسلئيل سموتريتش، حتى لا يستقيل من الحكومة، مثلما فعل وزير الأمن الداخلي، إيتمار بن جفير.. إذ بدأت القوات الإسرائيلية عملية عسكرية في جنين بالضفة الغربية المحتلة، فيما يُعد تحويلًا لتركيز إسرائيل إلى منطقة تعتبر معقلًا للمقاومة، بعد أيام فقط من سريان وقف إطلاق النار المؤقت في غزة، وقال نتنياهو في بيان، إن العملية، وهي الأحدث في سلسلة من الغارات في الضفة الغربية على مدى العام الماضي، تهدف إلى (القضاء على الإرهاب)، وستكون (واسعة النطاق ومهمة).. بعدما كثفت حماس جهودها لتسليح النشطاء في الضفة الغربية، لفتح جبهة أخرى ضد إسرائيل، مما يجعل الهجوم الإسرائيلي هناك أمرًا لا مفر منه تقريبًا، وقد أهمل الإشارة إلى تصاعد حدة التوتر في الضفة الغربية، مع تصاعد عنف المستوطنين ضد المدنيين الفلسطينيين.. وقد جاء إعلان نتنياهو بعد وقت قصير من إلغاء الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، العقوبات التي فرضها سلفه، جو بايدن، على العشرات من الأفراد الإسرائيليين اليمينيين المتطرفين، وجماعات المستوطنين المتهمين بالعنف ضد الفلسطينيين، والاستيلاء على الممتلكات الفلسطينية أو تدميرها.. حيث قام متطرفون يهود بمداهمة القرى الفلسطينية احتجاجًا على وقف إطلاق النار في غزة، وأضرموا النار في المركبات والممتلكات، وفقًا لمسئولين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي.
يعيش في الضفة الغربية ما يقرب من نصف مليون مستوطن إسرائيلي،ونحو 2.7 مليون فلسطيني.. ولطالما تصور الفلسطينيون، وكثير من دول العالم، هذه المنطقة كجزء من دولة فلسطينية مستقلة في المستقبل، إلى جانب إسرائيل، ويعتبرون المستوطنات اليهودية غير قانونية.. ورغم أن ترامب أرسل إشارات متضاربة، فمن المتوقع أن تكون إدارته مؤيدة لإسرائيل بقوة.. فقد أقام بعض زعماء المستوطنين علاقات وثيقة على مر السنين مع مساعدي ترامب، مثل مايك هاكابي، الذي اختاره ترامب ليكون سفيره القادم في تل أبيب.. وكان أعضاء متشددون في الحكومة اليمينية الإسرائيلية يطالبون برفع عقوبات إدارة بايدن، وهي واحدة من قائمة طويلة من الأوامر التنفيذية التي وقعها ترامب فور تنصيبه.. وانتقد المسئولون الفلسطينيون هذه الخطوة بشدة، قائلين إنها من المرجح أن تشجع على المزيد من العنف.. ونحن نراها خطوة نحو الاستيلاء على المزيد من أراضي الضفة، إن لم تكن الضفة كاملة/ في ضوء نظرة ترامب إلى ضرورة توسه إسرائيل، هما هي عليه الآن.
وقد شنت إسرائيل بالفعل غارات على جنين أكثر من إثنتي عشرة مرة خلال العام الماضي، أدت هذه الغارات القاتلة وضربات الطائرات بدون طيار في شمال الضفة، إلى تدمير الشوارع وترك العديد من المدنيين الفلسطينيين في حالة من الخوف.. فيما قال بعض الصهاينة، إن إسرائيل لم يكن لديها خيار سوى شن عملية واسعة النطاق هناك، لأن (جهود السلطة الفلسطينية بدت فاشلة)، وأن حماس تزود المسلحين في الضفة الغربية بالأموال والأسلحة الأكثر تطورًا، وأن الهجمات ضد إسرائيل تكثفت!!.. بينما قال المتحدث باسم قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، إن الغارات الإسرائيلية (تهدف إلى تقويض الحملة الأمنية التي تقوم بها السلطة الفلسطينية)، و(تخريب الجهود الفلسطينية لفرض القانون والنظام عمدًا) من خلال خلق الفوضى.. كما يحاول المستوطنون المتطرفون زعزعة استقرار الضفة الغربية، وقالوا إنهم سيحاولون منع السجناء الفلسطينيين، المُفرج عنهم بموجب شروط اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، من العودة إلى ديارهم. ووصف قادة الأمن الإسرائيليون هجمات المستوطنين على الفلسطينيين بأنها (إرهاب يهودي).
●●●
بما يحدث في غزة، فإن إسرائيل تسعى إلى خلق واقع في الضفة الغربية مشابه لما يحدث في غزة، إذ تقول صحيفة (هآرتس) العبرية، معظم الإسرائيليين يعتبرون السابع من أكتوبر 2023، (أعظم كارثة في تاريخ البلاد)، بينما يرى بعض التيار اليميني الإسرائيلي في هذا اليوم (فرصة للانتقام).. فالمستوطنين الإسرائيليين يطمحون في الاستيلاء على المزيد من أراضي الضفة. كما أن وزراء إسرائيل (المتطرفين) لا يخشون من العقوبات الأمريكية، إذ يقول وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، (في يهودا والسامرة ـ الضفة الغربية ـ كما في باقي المناطق، يجب أن نتحول من الدفاع إلى الهجوم، وشن عمليات واسعة النطاق داخل أوكار الإرهاب، حتى يتم تدمير الأسلحة والإرهابيين تمامًا)، بل إن سموتريتش دعا لوضع خطة تهدف إلى تحويل المدن الفلسطينية، مثل الفندق ونابلس وجنين، إلى ما يشبه جباليا في شمال غزة، و(حتى لا تتحول كفار سابا إلى كفار عزة).. وطالب المستوطنون الإسرائيليون وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بأنه يتعين عليه فتح جبهة جديدة في الحرب، كما طالبوا الحكومة الإسرائيلية والجيش، باتخاذ نفس الإجراءات التي تم تنفيذها في قطاع غزة.
ونقلت الصحيفة مطالب من داخل إسرائيل تدعو لضرورة (إحداث تغيير جذري في التصور)، وهو ما يعني تنفيذ عملية عسكرية شاملة في الضفة الغربية، مشابهة لتلك التي جرت عام 2002، (تستهدف تدمير مخيمات اللاجئين في يهودا والسامرة، في طولكرم، في جنين، في نابلس، وأي منطقة تشكل تهديدًا لسكان إسرائيل)، بحسب الصحيفة.. كما دعا عضو الكنيسيت، أفيخاي بوارون، إلى (تجريد السلطة الفلسطينية من أسلحتها وقدرتها العسكرية).. وترى الصحيفة، أن (المشروع الاستيطاني وأذرعه العسكرية)يسعيان إلى طمس الفوارق بين الضفة الغربية وغزة، بهدف عكس فك الارتباط الذي تم في 2005 واتفاقيات أوسلو.. وأشارت إلى أن مفهوم (استئصال الإرهاب) لدى المستوطنين، يشمل طرد السكان وتدمير المنازل والبنية التحتية، مما يهدف إلى (إنهاء أي فرص مستقبلية لحل الدولتين وتأمين حياة مستدامة في المنطقة).
من الطبيعي أن تترافق (حرب الإبادة الجماعية التي شنّتها إسرائيل على قطاع غزة، إثر السابع من أكتوبر 2023 مع هجمة على الضفة الغربية)، كما يرى الكاتب جلبير الأشقر، لأن إسرائيل اعتبرت السابع من أكتوبر (فرصة ذهبية للانقضاض على الشعب الفلسطيني في الأراضي التي احتلتها عام 1967، بهدف إتمام نكبة 1948 فيها).. فاحتلال إسرائيل للأراضي المتبقية من فلسطين الانتداب البريطاني، بين النهر والبحر، فوجئ بصمود غالبية سكان الضفة الغربية، ورفضهم الفرار من ساحة الحرب، بخلاف عام 1948.. لقد تعلم سكان الضفة وسكان غزة، درسًا من تلك التجربة التاريخية المريرة.
وبالعودة إلى الوقت الحاضر، فإن (مشهدًا مخزيًا) يحدث في الضفة الغربية، منذ بداية حرب الإبادة الصهيونية المستمرة على غزة.. لأن الحرب هناك(أعنف هجوم تشهده الضفة، منذ قمع انتفاضة الأقصى قبل أكثر من عشرين عامًا على يد الاحتلال.. بل إن السلطة الفلسطينية شنت هجومًا دمويًا على الفصائل الشبابية المسلّحة، بدأ في مدينة طوباس، ثم بلغ ذروته في الهجوم على مخيّم جنين.، وكأن السلطة الفلسطينية تحاول إقناع الولايات المتحدة وإسرائيل بقدرتها على السيطرة على الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.. ويعبّر الكاتب عن حيرته بين (الامتعاض والسخرية) من السلطة الفلسطينية، إثر (توهمها) بأنها قادرة على إقناع الولايات المتحدة وإسرائيل، بأنها تستطيع لعب دور (حرس السجن الكبير)، الذي يودون أن يحصروا فيه ما تبقى من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة.
●●●
لذلك، تُعدّ القضية الفلسطينية وقيام دولة مستقلة، في ظل استمرار احتلال إسرائيل للضفة الغربية، أحد أكبر التحديات التي تواجه المجتمع الدولي.. وتعود المسألة إلى الواجهة في كل مرة، مع إعلان إسرائيل عن بناء وحدات سكنية جديدة، آخرها الكشف عن سماح هيئة التخطيط العليا في إسرائيل، بالمضي في خطط بناء أكثر من ثلاثة آلاف وأربعمائة وحدة سكنية في مستوطنات معاليه أدوميم وكيدار وإفرات، وفق ما أعلن مسئولون إسرائيليون.. وتزداد المخاوف من توسع الحرب في الضفة الغربية، في ظل تصريحات متشددة من مسئولين إسرائيليين، قد تؤدي إلى (نزاعات غير مسبوقة).. لذلك، فإن تاريخ هذه النزاعات معقد ومشحون بالتوترات والعنف، إذ تتجدد دوريًا، وترمي بثقلها على الساحة الدولية، وفي هذه الأثناء، ومنذ بدء الرد الإسرائيلي على عملية حركة حماس واندلاع حرب غزة، تصاعد العنف في عموم الضفة الغربية.. لنجد أنفسنا أمام سؤال: لماذا لا تزال إسرائيل تحتل الضفة الغربية؟.
بعد حرب عام 1967، احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة.. ورغم انسحاب إسرائيل من القطاع عام 2005، الذي تسيطر عليه حماس، إلا أن إسرائيل أبقت على قوات عسكرية في مدن وقرى الضفة الغربية وزادت من عمليات الاستيطان، رغم أن السلطة الفلسطينية تتمتع بعلاقات دبلوماسية وأمنية توصف بالجيدة مع إسرائيل.. ويبدو أن علاقات السلطة لم تتمكن من الوصول لتفاهمات مع السلطات الإسرائيلية، حول إنهاء وجود القوات العسكرية الإسرائيلية، وتجميد الاستيطان في الضفة الغربية، مما يضع شعبيتها على المحك في الأوساط الفلسطينية، وهو ما يعني العمل بمبدأ (السلاح في مواجهة إسرائيل)، الذي تتبناه فصائل، مثل حماس والجهاد الإسلامي وغيرهما.. وترفض قرارات الأمم المتحدة الوجود الإسرائيلي في الضفة الغربية وتصفه بالاحتلال، وقامت دول عديدة بمنع استيراد المنتجات التي تأتي من المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
ويقول مراقب المستوطنات في منظمة السلام الآن، يونتان مزراحي، إن انتشار الاستيطان يُعد (حجر عثرة أمام التوصل إلى حل سياسي) بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مشيرًا إلى أن الاستيطان ليس العثرة الوحيدة أمام عملية السلام، إن ما يقرب من ثلاثمائة مستوطنة وبؤرة استيطانية موجودة حاليًا في الضفة الغربية، و(من حق الفلسطينيين العيش على أراضيهم الخاصة، ضمن دولتهم بجوار دولة إسرائيل)، موضحًا أن (إقامة المستوطنات على أراضٍ محتلة في الأساس، هو ما يؤجج الوضع الخطير الموجود حاليًا).. ويسكن الإسرائيليون في مستوطنات بنيت على الأراضي الفلسطينية، تم احتلالها عام 1967، وتعتبر المستوطنات مخالفة للقانون الدولي، حسب قرارات الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف، إذ تمثل (انتهاكًا للسيادة الوطنية للشعب الفلسطيني)، وتعيق فرص تحقيق السلام.. وتعتبر محكمة العدل الدولية، أن جميع المستوطنات في الضفة الغربية غير قانونية.. كما تؤثر هذه المستوطنات على الحياة اليومية للفلسطينيين، حيث يرتكب المستوطنون العديد من الاعتداءات على الفلسطينيين وعلى ممتلكاتهم.
تقدر مساحة الضفة الغربية المحتلة بعد اتفاقية أوسلو بـ 5860 كيلو مترًا، ولكن بوجود المستوطنات والجدار العازل تقلصت مساحتها بنحو 50%.. كما عزل الجدار ثلاثة عشر تجمعًا سكانيًا يقطنه قرابة إثنى عشر ألف فلسطيني، تنحصر حركتهم في المنطقة ما بين الخط الأخضر (حدود 67) والجدار.. وكانت محكمة العدل الدولية في لاهاي، قد أقرت في 2004، بعدم قانونية الجدار العازل، وطالبت إسرائيل بوقف البناء فيه، لكن المحاضر في مركز الدبلوماسية العامة في إسرائيل، جولان برهوم، ادعى، (أن هناك خلايا إرهاب في الضفة الغربية، تمولها السلطة الفلسطينية وتحرضها على استهداف إسرائيل.. وأن الوجود العسكري الإسرائيلي في الضفة الغربية، هو ضرورة ملحة لحماية عمق دولة إسرائيل)!!.
وبيّن جولان أن العديد من الإسرائيليين (لم يعودوا يؤمنون بأهمية وجود دولة فلسطينية مستقلة، لأنها ستشكل خطرًا، ليس على إسرائيل فحسب، بل على الدول العربية بشكل عام، إذا ما وصلت أطراف مدعومة من إيران إلى السلطة).. واعتبر أن فكرة وجود دولة فلسطينية مستقلة (عفى عليها الزمن)، وأن الحدود التي أقرتها اتفاقية أوسلو (لم تعد واقعية، وأنها تُضر بالأمن الاستراتيجي لإسرائيل).. وأبدى (تخوف اليهود من تكرار سيناريو الشتات اليهودي أو الهولوكوست، على أيدي الفلسطينيين الذين يتمتعون بعمق عربي، قد يهاجم إسرائيل في أي وقت).. لذلك، ـ في رأيه ـ لن تسمح إسرائيل بأن تتحول الضفة الغربية إلى قطاع غزة ثانٍ.. وبالغ في شططه، بأن حمّل مسئولية ضياع فرص الحل السياسي على عاتق الفلسطينيين، (كان هناك فرص كثيرة لتحقيق دولة مستقلة، لكن قيادة السلطة هي من أضاعها)!!.. كما رفض جولان الأصوات التي تنادي بحل الدولتين، وطرح فكرة (الحكم الذاتي الفلسطيني على بعض المناطق، باعتبارها النقطة الأساسية لأي مفاوضات مقبلة).. بل إنه طالب الفلسطينيين بالاعتراف (بيهودية دولة إسرائيل )، قائلًا، إن هذا (مطلب أساسي وجوهري لإسرائيل)!!.. واستذكر (انسحاب إسرائيل من المدن والمناطق الفلسطينية) عقب اتفاقية أوسلو، لأنه أدى إلى تحول تلك المناطق إلى (ملجأ للمسلحين الذين فجروا الموقف في الضفة الغربية عام 2000، عندما قامت الانتفاضة الثانية).
●●●
جراء الإجراءات الإسرائيلية، تحولت الضفة الغربية إلى (سجن كبير) للفلسطينيين.. ليبقى الحديث عن طاولة مفاوضات (في ظل الهجوم الإسرائيلي على الفلسطينيين، والتنكيل بالأسرى، والاقتحامات المتواصلة لمدن وقرى الضفة الغربية، لا يبدو منطقيًا)، كما ترى عضوة حركة فتح، رئيس وحدة الديمقراطية وحقوق الإنسان في وزارة الداخلية الفلسطينية، هيثم عرار، التي طالبت إسرائيل بتقديم تنازلات جدية إذا أرادت السلام.. لأن طاولة المفاوضات بحاجة إلى إظهار نوايا حسنة من قبل الجانب الإسرائيلي، (أولها تجميد الاستيطان الذي زاد في الضفة الغربية، منذ اتفاقية أوسلو عام 1993 بشكل كبير، حيث كان هناك أقل من مائة ألف مستوطن فقط، بينما اليوم يوجد زهاء سبعمائة وخمسين ألف مستوطن)، مشيرة إلى أن حركة فتح (تبذل جهودًا مضنية لإقناع الشباب الفلسطيني بالحل السياسي والسلمي مع إسرائيل، لكن هذه الجهود تتبدد عندما تقوم إسرائيل بمنع الشباب من الذهاب إلى الجامعات، أو عندما تقتلهم أو تعتقلهم)، والجميع في الضفة الغربية مدركون أن التصرفات الإسرائيلية تؤدي بالفلسطينيين إلى (تبديل الحل السلمي بالحل العسكري)، لأن هذه نتيجة طبيعية أمام (تعنت الحكومة الإسرائيلية بقراراتها الأحادية).
وعبرت هيثم، عن قناعتها بقدرة السلطة الفلسطينية على (أخذ زمام الأمور في الضفة الغربية بشكل كامل وعادل، إذا ما انسحبت إسرائيل من الضفة،وأُعلنت دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة، وقابلة أن توفر حياة كريمة للفلسطينيين).. نفس الشيء تراه الصحفية المعتمدة في الأمم المتحدة، دينا أبي صعب، لأن الأمم المتحدة تصف الوجود الإسرائيلي في الضفة الغربية بـ (الدولة القائمة بالاحتلال)، لكن الضفة الغربية (تحت حصار اقتصادي وإنساني قاسٍ)، إذ تحاول إسرائيل الضغط على الفلسطينيين، لإيصالهم لحالة من الضيق، للبحث عن فرص حياتية أفضل، مثل التعليم والرفاهية في بلاد أخرى).. كما أن القلق الأممي يتعلق أيضًا (بعنف المستوطنين تجاه الفلسطينيين، المتمثل في القتل والحرق ومصادرة الأراضي، تحت غطاء أمني وسياسي من الحكومة الإسرائيلية)، وأن غياب محاسبة هؤلاء المستوطنين (يزيد من حنق الفلسطينيين ومشاعر الكره بين الطرفين)، خصوصًا وأن الجدار العازل الإسرائيلي (جدار عنصري قائم على معايير الهوية والعرق والدين).. وأيضًا، فإن القلق الأممي يمتد إلى أن (تكرر إسرائيل سيناريو حصار غزة، مع أن الضفة الغربية (عمليًا محاصرة).. وتنسحب آثار الاحتلال الإسرائيلي للضفة على الشق الاقتصادي الذي يعاني منه الفلسطينيون، بسبب الإجراءات الإسرائيلية، مثل الرقابة المشددة على واردات الضفة، والرقابة على الفلسطينيين أنفسهم، بالإضافة إلى ربط الاقتصاد الفلسطيني بمصالح الاقتصاد الإسرائيلي.
حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.
أخبار متعلقة :