تصعيد ووعيد بين إيران وإسرائيل وقصف متبادل للمنشآت الحيوية - الهلال الإخباري

تصاعدت حدة الضربات بين إيران وإسرائيل لليوم الرابع على التوالي أمس الاثنين وتركَّزت الهجمات المتبادلة على البنى التحتية وحثَّ الجيش الإسرائيلي سكان طهران، عبر سلسلة من الرسائل، على مغادرة بعض المناطق حفاظاً على سلامتهم، مما يزيد من احتمال اتساع نطاق الهجمات الجوية، فيما وجهت إيران تحذيراً مضاد لسكان تل أبيب ودعتهم إلى مغادرتها فوراً وتوعدت بتنفيذ ضربات صاروخية «أشد تدميراً ضد أهداف حيوية» في إسرائيل، بعد هجوم صاروخي واسع كبد إسرائيل عشرات القتلى والجرحى وأحدث دماراً كبيراً في تل أبيب وحيفا.
تتواصل الهجمات بالطائرات والصواريخ والمسيرات تعبر أجواء الدول في حرب إقليمية مفتوحة على المجهول، وسط «حرب نفسية» متبادلة عبر وسائط عدة وأعلن الجيش الإسرائيلي شن غارات جوية على مطار مدينة مشهد شمال شرقي إيران واستهداف منشآت نووية ومخازن وقود ومقرات لوزارة الدفاع والحرس الثوري وفيلق القدس في طهران.
وغادر آلاف من سكان العاصمة الإيرانية من منازلهم وسارعوا إلى تخزين المؤن الأساسية خوفاً من تصعيد حملة القصف الجوي الإسرائيلية خلال الأيام المقبلة وبينما يواصل المسؤولون الإيرانيون حثّ الناس على عدم الذعر، تُظهر مقاطع فيديو نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي طوابير على محطات الوقود وحركة مرور مزدحمة، أثناء محاولة الناس مغادرة طهران، ادعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن سلاح الجو الإسرائيلي يسيطر على سماء العاصمة الإيرانية.
واستأنف التلفزيون الرسمي الإيراني البث المباشر بعد توقف وجيز بسبب ضربة إسرائيلية استهدفت مبناه في طهران وأفادت وسائل إعلام إيرانية بمقتل عدد من الموظفين بالتلفزيون جراء الاستهداف وتعرضت المذيعة الإيرانية، سحر إمامي، للقصف الجوي على الهواء مباشرة، أثناء إذاعة نشرة الأخبار، قبل أن تعود إلى الشاشة إثر إعادة بث قناة «خبر» الإيرانية بعد دقائق من القصف.
وأفادت صحيفة «همشهری» الحكومية الإيرانية، بوقوع انفجار عنيف في المناطق الجبلية الواقعة غرب العاصمة طهران، بينما تحدثت تقارير غير رسمية عن هجوم استهدف منشأة عسكرية تحت الأرض قرب مدينة إيران مال ومنطقة شهرك باقري، كما تعرض مستشفى الفارابي في مدينة كرمانشاه لأضرار جسيمة، إثر غارة على ورشة عمل قريبة منه، فيما صرح نتنياهو خلال مقابلة مع شبكة «إيه بي سي نيوز»، بأنه لا يستبعد إمكانية اغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.
وبالمقابل، أفادت وكالة أنباء «فارس» نقلاً عن مسؤول عسكري أن القوات المسلحة الإيرانية تستعد لشن ضربة قوية للغاية ضد إسرائيل رداً على هجماتها وقال: إن إيران تُعدّ العدة لتوجيه «ضربة كبيرة جداً» لإسرائيل، دعا سكان تل أبيب إلى الإخلاء في أقرب وقت ممكن وذلك قبيل إطلاق مجموعة من الصواريخ، فيما يبدو كانت تمهيداً لضربة أخرى واسعة النطاق.
وقال الإسعاف الإسرائيلي: إن 22 شخصاً قتلوا في إسرائيل وأصيب أكثر من 400 آخرين منذ بداية الصراع يوم الجمعة الماضي وفي وقت سابق قال مكتب الإعلام الحكومي الإسرائيلي: إن 24 إسرائيلياً قُتلوا وأُصيب نحو 600 آخرين بجروح جراء الضربات الصاروخية الإيرانية وفي ظل رقابة عسكرية مشددة وتعتيم ممنهج، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية مقتل 3 إسرائيليين باستهداف صواريخ معامل تكرير البترول بخليج حيفا.
وقالت القوات المسلحة الإيرانية: إنها نفَّذت فجر أمس موجة جديدة من الهجمات الصاروخية على إسرائيل وصفتها بأنها «الأقوى والأكثر تدميراً» منذ بدء المواجهة العسكرية. وقالت: إن الهجمات استهدفت منظومات القيادة والسيطرة الإسرائيلية، مؤكدة استخدام صواريخ فرط صوتية وتقنيات متطورة اخترقت الدفاعات الإسرائيلية وقال مسؤولون: «إن نظام (القبة الحديدية) الدفاعي ليس منيعاً بنسبة 100 بالمئة وحذروا من أيام صعبة مقبلة».
وذكرت وسائل إعلام أن حرائق شوهدت في محطة لتوليد الكهرباء بالقرب من ميناء حيفا.
وأظهرت مقاطع فيديو عدة صواريخ في سماء تل أبيب وسمع دوي انفجارات هناك وفي أجواء القدس ودمر القصف عدة مبانٍ في تل أبيب وتهشمت النوافذ في فنادق ومنازل أخرى في الجوار تبعد مئات الأمتار فقط عن مقر السفارة الأمريكية في المدينة وقــــال السفير الأمريكي: إن المبنى تعرض لأضرار طفيفة ولكن لم تقع إصابات بين الموظفين. (وكالات)