الهلال الإخباري

ميسي وسان جيرمان.. خيبة أمل كروية وذكريات متضاربة - الهلال الإخباري

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ميسي وسان جيرمان.. خيبة أمل كروية وذكريات متضاربة - الهلال الإخباري, اليوم السبت 28 يونيو 2025 12:25 مساءً


  
قد يبدو من السهل تصديق أن فترة ليونيل ميسي في باريس سان جيرمان بين عامي 2021 و2023 لم تكن على قدر التوقعات، وكان اللاعب والنادي يأملان في المزيد بعد انتقال الأرجنتيني إلى العاصمة الفرنسية، ووصف ميسي بأنه القطعة المفقودة في الفريق الذي فشل باستمرار في مسعاه للتتويج بدوري أبطال أوروبا، ولكن حتى النجم المتألق لم يتمكن من مساعدتهم على تجاوز دور الـ16.

في حين أن فترته مع باريس سان جيرمان لم تسفر عن أي لقب أوروبي، إلا أن ميسي أمتع الباريسيين بلحظات من السحر على أرض الملعب من لمسات ومراوغات وتألق باهر، وقال الأرجنتيني بعد أسابيع قليلة من رحيله عن العاصمة الفرنسية: "من الناحية الرياضية، لم تسر الأمور كما كنت أتمنى، لكن لدي الكثير من الذكريات الجميلة".

وذكر الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن يوم وصول ميسي إلى باريس سان جيرمان، في العاشر من أغسطس (آب) عام 2021، سيظل محفورًا في ذاكرة الكثير من الفرنسيين، فقد أشعل خبر وصوله ضجة إعلامية غير مسبوقة، حيث كان الصحفيون والمراسلون في مطار لو بورجيه وبارك دي برانس يكادون لا يصدقون ما يسمعونه: الأسطورة ليونيل ميسي سيجلب مواهبه الكبيرة إلى الشواطئ الفرنسية.

وعند الإعلان عن وصول اللاعب، كان التفكير الوحيد الذي يراود أذهان العديد من المشجعين هو كيفية الحصول على التذاكر لمشاهدة ميسي وهو يتألق على أرض الملعب.

في الساعات التي سبقت وصوله من برشلونة، المكان الذي صنع فيه أسطورته، كان الجميع في الدوري الفرنسي يتحدث عن ميسي، بما في ذلك نيكو كوفاتش، المدير الفني الحالي لبروسيا دورتموند، وأحد الفرق المتأهله لدور الـ 16 ببطولة كأس العالم للأندية، وكان وقتها يدرب موناكو.

وقال في مؤتمر صحافي: "ميسي هو أفضل لاعب في العالم. إذا حدث ووقع لباريس، فسيكون أمرًا رائعًا لسمعة دورينا، لكنه سيكون خبرًا سيئًا لمنافسي باريس سان جيرمان، لكنني أحب رؤيته يلعب، لذلك سيكون أمرًا رائعًا إذا جاء، وأعتقد أن الجميع في فرنسا سيكونون سعداء لرؤيته هنا".

لطالما اعتبر الدوري الفرنسي من أكثر الدوريات تطورًا فنيًا في كرة القدم، وقد شكل أرضًا خصبة لظهور نجم المستقبل، من ريموند كوبا وميشيل بلاتيني إلى رونالدينيو وزين الدين زيدان وتيري هنري، ومع ذلك، وحتى وقت قريب، لم يشهد الدوري الفرنسي أي نجم عالمي في قمة مجده.

وأبهر دييجو مارادونا الجماهير في إسبانيا وإيطاليا، لكنه لم يطأ قدمه أرض الدوري الفرنسي، وكذلك الحال بالنسبة ليوهان كرويف الذي أبهر الجميع في هولندا وإسبانيا، لكنه لم يمر على فرنسا، وأيضًا نجوم كبيرة مثل كريستيانو رونالدو وماركو فان باستن، وعدد لا يحصى من عظماء اللعبة.

وأحدث وصول ميسي، أسطورة كرة القدم الذي لا يزال يبدع على أعلى مستوى، صدمة في باريس وخارجها، مطلقًا موجة من الإثارة قلما شهدها تاريح كرة القدم الفرنسية، وقال النجم الأرجنتيني عند وصوله، بعد ساعات قليلة من استقباله في أجواء حماسية تليق به: "أود أن أشكر الباريسيين. لقد كان الأمر جنونيًا بعض الشيء منذ وصولي، وكان ذلك أفضل ما في الأمر".

على الرغم من وصوله إلى النادي وهو مصاب، ولكنه تألق في الدوري الفرنسي منذ دخوله لأول مرة الملعب، وافتتح ميسي سجله التهديفي مع سان جيرمان بهدف رائع في مرمى مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا باللقاء الذي انتهى بفوز الفريق الباريسي بهدفين نظيفين.

وأكمل النجم الأرجنتيني خط هجوم باريس سان جيرمان إلى جانب نيمار وكيليان مبابي، وتحول إلى صانع ألعاب بدلًا من هداف، حيث تعاون الثلاثي لتفكيك دفاعات المنافسين، واستعاد باريس سان جيرمان لقب الدوري الفرنسي، بعد أن تفوق عليه ليل في موسم 2020-2021، وأضاف ميسي لقبين في الدوري الفرنسي إلى سجله الحافل.

سجل ميسي 32 هدفًا وصنع 34 تمريرة حاسمة في 75 مباراة مع البي إس جي، وأبرز لحظاته التي لا تنسى فوزه الساحق على كليرمون فوت بخماسية نظيفة، بعد أن سجل هدفًا من مقصية رائعة مرت فوق حارس المرمى، ونال النجم الأرجنتيني تصفيقًا حارًا من جماهير الفريق المضيف، وكان هذا النجاح المبكر في موسم 2022-2023 بمثابة نقطة انطلاق لتحقيق أعظم انتصار في مسيرة ميسي الحافلة، وهو التتويج ببطولة كأس العالم (قطر 2022).

باختياره باريس سان جيرمان والدوري الفرنسي قبل منافسات كأس العالم، اتخذ ميسي قرارًا لم يكن استراتيجيًا فحسب، بل تاريخيًا أيضًا، فالتنافس في الدوري الفرنسي منحه بيئة متطلبة ونخبوية للغاية، بيئة سمحت له بالحفاظ على تركيزه وحماسه وحالته البدنية العالية قبل أكبر حدث رياضي في العالم، وقد وفرت تحضيراته الدقيقة مع النادي الباريسي الخلفية المثالية لأعظم إنجاز في حياته.

كان العنصر الوحيد غير المتوقع في القصة هو الفوز على فرنسا في نهائي كأس العالم، موطن فريق باريس سان جيرمان، بعد انتهاء لقاء النهائي بالتعادل الإيجابي 3-3 وحسم الأمور بركلات الترجيح 4-2، لذلك كان من شبه المستحيل الاحتفال بتتويجه أمام الجماهير الفرنسية بعد عودته من كأس العالم، وعلق ميسي على هذا الأمر قائلًا:"كان الأمر مفهومًا، فقد كنت في مكان لم يتوجوا فيه بكأس العالم، ونحن كنا السبب"، وانتهت فترة وجوده في العاصمة الفرنسية بخيبة أمل، حيث فشل باريس سان جيرمان في تحقيق حلمه الأوروبي.

ولا يزال المشجعون الفرنسيون فخورين بأن ميسي قد تواجد معهم لمدة عامين، وفي 31 من شهر مايو (أيار) عام 2025، عندما فاز باريس سان جيرمان أخيرًا باللقب الأوروبي الأبرز، شعر الكثيرون أن جميع النجوم الذين مروا على النادي، بمن فيهم ميسي، لعبوا دورًا حقيقيًا في مسيرة الفريق نحو لقبه الأول في دوري أبطال أوروبا.

غدًا، سيواجه باريس سان جيرمان منافسه إنتر ميامي وقائده ليونيل ميسي، وجهًا لوجه في دور الـ 16 من كأس العالم للأندية على ملعب مرسيدس بنز في أتلانتا، ومع عودة الأرجنتيني إلى النادي الذي ارتدى ألوانه بفخر عندما توج بطلا للعالم، فلا بد أن يكون هناك ترحيب حار له، وهي النبرة التي روجت لها الصحافة الفرنسي قبل هذه المباراة عندما قالت:" فرنسا لم تنس ليونيل ميسي، ولن تنساه أبدًا".

 

أخبار متعلقة :