نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الامتحانات.. رحلة بين الجهد والتحصيل ونقلة من الحفظ إلى النضج - الهلال الإخباري, اليوم الاثنين 30 يونيو 2025 12:51 صباحاً
تحقيق: ميثا الأنسي
مع إعلان نتائج أوائل الثانوية العامة يوم أمس الأحد، ونتائج الثانوية بشكل عام اليوم الاثنين لطلبة الصف الثاني عشر والصفوف من التاسع إلى الحادي عشر، والثلاثاء بقية الصفوف، عاش أغلبية الطلبة طوال الأيام الماضية تفاصيل مشاهد الامتحانات ومراجعة الإجابات والورقة الامتحانية، في محاولة للوصول إلى المعدل المتوقع، وبالتالي تظل الامتحانات تفرض حضورها على أروقة المدارس والبيوت، كأنها موسم مستمر لا مفرّ منه، حيث إن الطلبة لا يختبرون في المناهج فحسب، بل في الصبر والإرادة والقدرة على ترويض القلق، لدرجة تضع الكثير منهم على حافة الإرهاق، يصارعون أحلام النجاح التي لا تعرف النوم.
رغم أن الورقة البيضاء قد تبدو سهلة، فإنها تختزن خلفها شهوراً من الدراسة وجهوداً وتحديات نفسية لا يراها أحد. ومع إعلان النتائج، تظهر نتائجها التي خاضها الطلاب في صمت، وهنا يبرز دور المعلمين، لا ملقّنين، بل مرشدين في رحلة الوصول إلى الثقة، ويصوغون المراجعات بعناية، ويزرعون الطمأنينة في قلوب تترقب المصير، فهم من يعيدون ترتيب الفوضى الذهنية، ويمنحون الطلبة أدوات المواجهة، لا الخوف، وهكذا تتحول الامتحانات من هاجس ثقيل إلى تجربة نضج، تتطلب أكثر من ذاكرة حافظة، تتطلب عقلاً حاضراً، ونفساً مطمئنة.
في هذا السياق تضيء «الخليج» في هذا التحقيق على أبرز التحديات التي واجهت المجتمع المدرسي خلال الامتحانات، من ضغوط تنظيم الجداول، إلى غيابات مفاجئة للطلاب والمعلمين، وصعوبة متابعة الامتحانات الإلكترونية، مروراً بتوتر الطلاب النفسي، وتفاوت الأداء بين الصفوف والامتحانات، وصعوبات المراجعة والتحصيل، وضعف التنسيق بين المعلمين، وصولاً إلى حاجة الطلاب إلى دعم نفسي وأسري متوازن، خاصة أن فئة من الطلاب بمختلف المراحل الدراسية بدأت منذ أيام الاستعداد لامتحانات الإعادة التي ستعقد من 4 إلى 10 يوليو المقبل.
تحديات ميدانية
يروي أنس عادل الخنوس، مدير مدرسة خاصة، «خلال الامتحانات واجهنا في المدرسة مجموعة من التحديات التي تتطلب تنسيقاً وجهوداً مكثفة من جميع الأطراف، ومن أبرزها تنظيم الجداول الزمنية بعدل وتوازن، خاصة في ظل تعدد المواد واختلاف أولويات الأقسام، إلى جانب صعوبة مراعاة توزيع المواد الصعبة بشكل مناسب، وتحمّل المعلمون ضغطاً كبيراً في مهام التصحيح ورصد الدرجات، فضلاً عن أهمية توفير بيئة هادئة ومنظمة تسهم في سير الامتحانات بسلاسة».
وأشار إلى أنه لا يمكن إغفال التأثير النفسي الكبير الذي تتركه ضغوط الامتحانات على الطلاب، إذ نلاحظ ارتفاعاً في معدلات القلق والتوتر، وبعض الأعراض السلوكية مثل قلة التركيز أو اضطرابات النوم، وفي بعض الحالات تراجع الثقة بالنفس. وأكاديمياً، يواجه كثير من الطلاب صعوبات تتعلق بضعف مهارات المراجعة أو إدارة الوقت، أو تراكم الدروس بسبب الفهم غير الكامل أثناء الفصل الدراسي، فضلاً عن صعوبة فهم نمط الأسئلة.
غياب.. وضغط إلكتروني
أما عفاف محمد الصغير، رئيسة قسم في مدرسة خاصة فتقول «تُعد مرحلة الامتحانات من أكثر المراحل حساسية داخل أي مدرسة، حيث تواجه الإدارة الكثير من التحديات أبرزها تنظيم الوقت، وتوفير بيئة هادئة تساعد على التركيز. ومن المشكلات المتكررة الغياب المفاجئ للطلاب أو المعلمين، الذي يؤثر في جدول المراقبة والتصحيح. كما أن تجهيز القاعات بطريقة منظمة تتناسب مع عدد الطلاب وتضمن الانضباط يتطلب تنسيقاً وجهداً كبيرين، خاصة مع متابعة دقيقة من وزارة التربية والتعليم لسير الامتحانات، ويُضاف إلى ذلك تحدي الامتحانات الإلكترونية، حيث تقع مسؤولية متابعة الطلاب في الجزء الرقمي على عاتق المعلمين والمراقبين، إلى جانب تعقيد إدارة الكونترول الإلكتروني.
الضغوط النفسية والأكاديمية
وأوضحت، أن ضغوط الامتحانات تؤثر بوضوح في نفسيات الطلاب وسلوكهم، حيث يعاني كُثر القلق والتوتر، ما يتسبب في التشتت أو البكاء أو التصرفات العدوانية نتيجة الخوف من الفشل، هذه الضغوط تقلل من تركيزهم وثقتهم بأنفسهم، خاصةً أن بعض الطلاب يفتقرون إلى مهارات التعامل مع الضغط. وأكاديمياً يواجه بعض الطلاب ضعفاً في مواد معينة، أو صعوبة في المراجعة الفعالة، وبعضهم يعتمدون على الحفظ فقط، ما يربكهم عند مواجهة أسئلة بصيغة مختلفة. كما لوحظ وجود تفاوت كبير بين أداء الطلاب في الفصول الدراسية وأدائهم أثناء الامتحانات، فبعضهم يبدع في التفاعل اليومي لكنه يضعف تحت ضغط الامتحان، والعكس بالعكس.
وأكدت الدور الحيوي للأسرة في دعم الطالب نفسياً بتوفير بيئة هادئة، ومتابعة النوم والتغذية، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم مع التأكيد على أهمية الجهد أكثر من النتيجة.
وأشارت عفاف الصغير، إلى أن تنسيق جداول الامتحانات تحدٍّ آخر، خصوصاً مع كثافة المواد وتعدد المعلمين، حيث تختلف وجهات النظر، ما يستدعي إعادة ترتيب الجداول مرات عدة لتجنب التضارب وضغط المواد على الطلاب في يوم واحد. كما يُراعى عدم تكليف معلمي المادة بمراقبة طلابهم، ما يزيد صعوبة توزيع المهام.
دور المعلم
كما استمعت «الخليج» إلى عدد من الطلبة الذين استعادوا تفاصيل الذاكرة أيام الامتحانات مع لحظات انتظارهم النتائج النهائية. حيث قالت الطالبة مها مبارك العامري «مرحلة الامتحانات بالنسبة لي كانت هي الأصعب في السنة الدراسية، حيث شعرت خلال أسبوعين بضغط مستمر بين المذاكرة، والخوف من الفشل، وتوقعات الأسرة. وبعض المواد معقّدة وتحتاج إلى وقت أطول لفهمها، خصوصاً المواد العلمية، لكن جدول الامتحانات لا يراعي صعوبة المادة أو حجم المنهج، لذا أحاول التوازن بين الدراسة والراحة، لكن القلق أحيانًا يغلبني». توتر وخوف
أما الطالب أحمد عوض البريكي، فيعبّر عن تجربته بالقول «أشعر بضغط كبير خلال الامتحانات، لأن الكل يتحدثون عن الدرجات والمستقبل، وأحياناً أحسّ أن الامتحان مقياس لكل شيء، وهذا يسبب لي توتراً وخوفاً من الفشل، أحاول أن أنظم وقتي وأدرس بتركيز، لكن القلق لا يختفي بسهولة، وأعتقد أن المشكلة ليست في الامتحانات فقط، بل في الطريقة التي نراها بها، ولو تعاملنا معها فرصة لتقييم أنفسنا بدل من عدّها تهديداً، يمكن أن تخف الضغوط».
الهدوء والراحة
قال الطالب محمد إبراهيم أبو خمير «أحرص على الاستعداد للامتحانات منذ بداية الفصل الدراسي، بالتعاون مع المعلمين في المدرسة، وأتابع الدروس بانتظام، وعند صدور هيكل الاختبار، أبدأ بمراجعته لأكون على أتم الجاهزية، في السابق وكنت أواجه صعوبة في تنظيم وقتي بين الدراسة والراحة، لكن مع التجربة تعلمت كيف أرتب يومي، وأنام مبكراً، وأخصص وقتاً كافياً للمذاكرة والراحة، ولا أشعر بتوتر كبير إلا إذا تراكمت عليّ المواد، لأن التوتر يؤثر سلباً في أداء الامتحان، لذلك أحرص على الهدوء والراحة النفسية، وأنصح زملائي بدراسة المنهج كاملًا أولاً، ثم مراجعة الهيكل دون الاعتماد عليه فقط. ومن وجهة نظري، المدرسة لا تخصص وقتاً كافياً للمراجعة، ولا تراعي الضغط النفسي الذي يمر به الطالب، لكنها رغم ذلك تقدّم نوعاً من الدعم والإرشاد النفسي عند الحاجة».
أخبار متعلقة :