«حماس» تؤجل الدفعة السادسة للرهائن.. وإسرائيل تهدد بالحرب - الهلال الإخباري

أعلنت «كتائب القسام»، الجناح المسلح لحركة «حماس» أمس الاثنين، أنها قررت تأجيل تسليم الرهائن الإسرائيليين المقرر الإفراج عنهم السبت المقبل «حتى إشعار آخر» وذلك رداً على «عدم التزام» إسرائيل ببنود اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في وقت عاد الوفد الإسرائيلي المفاوض إلى إسرائيل بينما يجتمع المجلس الوزاري الأمني المصغر اليوم الثلاثاء لمناقشة المرحلة الثانية من صفقة التبادل، وسط دعوات في تل أبيب لاستئناف الحرب، بينما حذرت قطر من انهيار المرحلة الأولى من صفقة التبادل بسبب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حين أعلن الجيش الإسرائيلي عن سحب الفرقة 99 ولواء هارئيل من قطاع غزة، ما أتاح للفلسطينيين حرية الحركة في شارع صلاح الدين عبر الاتجاهين بين شمال القطاع وجنوبه.
وقال المتحدث باسم الكتائب أبو عبيدة في تصريح على صفحته على موقع تلغرام: «سيتم تأجيل تسليم الأسرى الذين كان من المقرر الإفراج عنهم يوم السبت المقبل الموافق 15 شباط/فبراير 2025 حتى إشعار آخر، ولحين التزام الجانب الإسرائيلي وتعويض استحقاق الأسابيع الماضية وبأثر رجعي»، مضيفاً: «نؤكد على التزامنا ببنود الاتفاق ما التزمت بها إسرائيل» وذكرت مصادر أمنية مصرية أن «حماس» أبلغت الوسطاء بأن الضمانات الأمريكية بوقف إطلاق النار لم تعد قائمة في ضوء خطة ترامب لتهجير سكان غزة.
وقال مصدران أمنيان مصريان: إن الوسطاء يخشون انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، فيما قال مفاوضون من «حماس»: إن الضمانات الأمريكية لوقف إطلاق النار لم تعد قائمة في ضوء خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهجير سكان غزة من القطاع.
من جهة أخرى عاد الفريق الإسرائيلي الذي توجه إلى قطر لإجراء مناقشات حول المرحلة الأولى من صفقة الرهائن إلى إسرائيل ومن المقرر أن يجتمع المجلس المصغر اليوم الثلاثاء لبحث المرحلة الثانية من الصفقة وحسب موقع «واينت» فإنه يتوقع أن يقدم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو شروط إسرائيل للمضي قدماً في المرحلة التالية، وتشمل: إبعاد قيادة حماس عن غزة، تفكيك الجناح العسكري لحماس، والإفراج عن جميع الرهائن. وأشار إلى أنه «إذا تم قبول هذه الشروط، فمن المفترض أن تؤدي إلى إنهاء الحرب من جانب إسرائيل، ولكن من المتوقع أن ترفض حماس ذلك»، مبيناً أن «البعثة الإسرائيلية التي سافرت إلى الدوحة ركزت فقط على تنفيذ المرحلة الأولى، لضمان عدم حدوث انتهاكات إضافية». وتشكل المرحلة الثانية من الصفقة، التي تشمل إنهاء الحرب، بداية «اليوم التالي» في غزة، لذلك فإن المطالب التي قدمتها «حماس» بشأنها تجاوزت مراراً الخطوط الحمراء الإسرائيلية وذكرت صحيفة «يديعوت أحرنوت» أنه «إذا لم توافق حماس على تمديد المرحلة الأولى - وإذا انتهت بعودة 33 محتجزاً، فإن إسرائيل قد تواجه السؤال عما إذا كانت ستعود للقتال في حين سيبقى 65 أسيراً، بعضهم ما زال على قيد الحياة.
ومن جانبها، أعربت قطر عن قلقها من أن تعامل الحكومة الإسرائيلية مع استعدادات المرحلة الثانية من صفقة الرهائن، إلى جانب تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تعرض الصفقة للخطر. وأكدت الصحيفة أن قطر تشعر باستياء شديد من سلوك نتنياهو بعد أسبوع من النشوة التي قضاها في واشنطن، لا سيما تصريحاته بشأن تهجير الفلسطينيين وعدم إرسال وفد إلى الدوحة الأسبوع الماضي لبدء المفاوضات.
في غضون ذلك، أعلنت 3 بلديات وسط قطاع غزة، أمس الاثنين أن مناطقها باتت منكوبة وغير قابلة للعيش جراء الدمار الهائل الذي خلّفته حرب الإبادة التي ارتكبتها إسرائيل على مدار أكثر من 15 شهراً وطال كافة مناحي الحياة، وقال رئيس بلدية الزهراء، نضال نصار، خلال مؤتمر صحفي، نيابة عن البلديات الثلاث الزهراء والمغراقة ووادي غزة، في شارع صلاح الدين شمال الوادي: إن الإبادة الإسرائيلية فرضت واقعاً جديداً في المنطقة يتطلب حلولاً فورية واستراتيجيات طويلة الأمد، في ظل الدمار الهائل.
وذكر أن الجيش الإسرائيلي دمر خلال أشهر الإبادة كافة المباني ومساكن المواطنين داخل نفوذ الثلاث بلديات، مما تسبب بهدم قرابة 13 ألفاً و200 وحدة سكنية. وأشار إلى أن إجمالي الخسائر داخل نفوذ البلديات الثلاث تقدر بنحو مليار دولار أمريكي في كافة القطاعات.
إلى ذلك، أفادت مصادر بمعبر رفح البري بعبور 160 شاحنة مساعدات و4 شاحنات وقود إلى قطاع غزة عبر معبري العوجة وكرم أبو سالم، في إطار العملية الإنسانية المتواصلة منذ 23 يوما وتأتي هذه المساعدات ضمن الجهود الإغاثية المستمرة للتخفيف من حدة الكارثة الإنسانية التي يعاني منها سكان القطاع. وفي إطار الجهود الإغاثية، جرى عبر معبر رفح أمس إخراج الدفعة التاسعة من الجرحى الفلسطينيين، في إطار عملية إجلاء المصابين لتلقي العلاج في المستشفيات المصرية. (وكالات)