نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
انفتاح غرب إفريقيا على واشنطن وتل أبيب: تحولات جيوسياسية خلف لقاءات ترامب ونتنياهو(تقرير) - الهلال الإخباري, اليوم السبت 12 يوليو 2025 02:22 مساءً
تشهد منطقة غرب إفريقيا مؤخرًا سلسلة من التحركات الدبلوماسية اللافتة، وسط تغيرات متسارعة في النظام الدولي، حيث تتجه بعض دول المنطقة لإعادة تموضعها الجيوسياسي من خلال تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
وتأتي هذه التحركات في وقت يتراجع فيه النفوذ الفرنسي، وتُعاد فيه صياغة خارطة التحالفات الإقليمية والدولية.
ليبيريا.. الحليف الأطلسي التقليدي
تُعد ليبيريا الدولة الأقرب إلى واشنطن في غرب إفريقيا، نظرًا لخلفيتها التاريخية المرتبطة بالأميركيين الأفارقة. اللقاء الذي جمع الرئيس جوزيف بوكاي بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في نيويورك منتصف عام 2025، عكس توجهًا واضحًا نحو تثبيت الانتماء السياسي والثقافي للغرب.
ووفق مصادر دبلوماسية تحدثت إلى "الفجر"، عُقد لقاء مغلق بين مسؤولين ليبيريين وممثلين إسرائيليين، تناول التعاون في مجالات الزراعة والتقنيات المتقدمة.
الغابون.. كسر العزلة بعد الانقلاب
بعد انقلاب 2023 الذي قاده الجنرال بريس نغيما، تسعى الغابون إلى كسر العزلة المفروضة عليها دوليًا. وفي هذا السياق، جاء لقاؤه مع دونالد ترامب خلال قمة استثمارية أمريكية أفريقية، كمؤشر رمزي على الانفتاح على تحالفات جديدة.
كما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن وجود محادثات أمنية غير رسمية بين الغابون وإسرائيل، شملت مجالات الزراعة والاستخبارات.
غينيا بيساو.. الحراك الصامت
رغم التحديات السياسية والاقتصادية، شرعت غينيا بيساو في تحركات دبلوماسية غير تقليدية. وقد أجرى الرئيس عمر سيسوكو إمبالو لقاءً مفاجئًا مع ترامب على هامش منتدى اقتصادي بواشنطن.
وذكرت مصادر دبلوماسية أن اتصالات سرية تُجرى بين مسؤولين في غينيا بيساو ومندوبين إسرائيليين، بدعم خليجي، تمهيدًا لتطوير علاقات رسمية مستقبلية.
موريتانيا.. قنوات تواصل هادئة
أجرى الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني زيارة خاصة إلى واشنطن في صيف 2025، التقى خلالها ترامب، وبحث معه ملفات أمن الساحل، والطاقة، والتعاون الاقتصادي.
وتشير تقارير فرنسية إلى وجود قناة تواصل نشطة بين نواكشوط وتل أبيب، بوساطة إماراتية، تهدف إلى إعادة العلاقات التي قُطعت عام 2010، خصوصًا في ملفات الزراعة والأمن السيبراني.
السنغال.. شريك ديمقراطي منفتح
أثار لقاء الرئيس السنغالي الشاب باسيرو ديوماي فاي بدونالد ترامب في فلوريدا جدلًا داخليًا، لكنه عكس توجّه الحكومة الجديدة نحو تنويع الشراكات الدولية. وتُحافظ السنغال على علاقات دبلوماسية "هادئة" مع تل أبيب، مع رغبة مُعلنة في توسيع التعاون الزراعي والتقني.
قراءة استراتيجية خلف اللقاءات
تشير المعطيات المتراكمة إلى أن هذه اللقاءات لم تكن مجرد مجاملات دبلوماسية، بل تحمل دلالات استراتيجية متعددة، من أبرزها:
1. ابتعاد تدريجي عن الحليف الفرنسي، وسط تصاعد مشاعر رفض النفوذ الاستعماري القديم، والبحث عن شركاء أكثر مرونة.
2. السعي نحو الاستفادة من الدعم الفني والتقني الذي توفره إسرائيل وأميركا، دون اشتراطات سياسية صارمة كما في تعاملات الاتحاد الأوروبي أو صندوق النقد الدولي.
3. مراهنة بعض العواصم الأفريقية على عودة ترامب المحتملة إلى البيت الأبيض، مما يفسر الانفتاح المبكر لتعزيز المواقع الاستراتيجية المستقبلية.
4. محاولة إسرائيل توسيع رقعة التطبيع غير الرسمي عبر أدوات تنموية وتقنية، دون الحاجة إلى اتفاقات علنية في المرحلة الحالية.
5. وجود دور وساطي من بعض الدول الخليجية، أبرزها الإمارات، لتقريب وجهات النظر بين تل أبيب وبعض العواصم ذات الأغلبية المسلمة، مثل موريتانيا والسنغال.
6. الاستفادة الداخلية من اللقاءات، حيث يسعى بعض القادة الأفارقة إلى تعزيز شرعيتهم أمام الداخل والخارج، والتأكيد على عدم العزلة الدولية.
خاتما،تُمثّل التحركات الأخيرة مؤشرًا على لحظة مفصلية في علاقة دول غرب إفريقيا بالعالم الخارجي. وبينما يتراجع نفوذ فرنسا، وتُعاد صياغة أدوار الصين وروسيا، تبرز الولايات المتحدة وإسرائيل كشريكين محتملين في المرحلة المقبلة، بدعم مباشر أو غير مباشر من بعض القوى الخليجية.
ويبقى السؤال المطروح: هل ستنجح هذه الدول في صياغة شراكات متوازنة تحقق مصالحها التنموية، أم ستقع مجددًا في فخ التبعية والاصطفافات الدولية؟
أخبار متعلقة :