صناعة الأبناء وليس إنجابهم فقط! - الهلال الإخباري

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صناعة الأبناء وليس إنجابهم فقط! - الهلال الإخباري, اليوم الاثنين 21 أبريل 2025 07:04 مساءً

عبر العصور كلها كانت تربية الأبناء صناعة، ولئن كانت الأمومة والأبوة قيمة واحدة عالية بذاتها، إلا أن قيمة صناعة الأبناء تظل هي القيمة الباقية بعد انتهاء دور الأمومة والأبوة الأساسي، حيث إن ذلك الإنسان يكبر وينضج ويصبح جزءا من المجتمع مقدما لمجتمعه الخير الذي تعلمه، أو ناقلا للمجتمع ذلك الجزء الأسود من شخصيته بسبب حصوله على تربية غير سليمة، وبسبب صناعته بالشكل الخاطئ داخل البيت.

تعتبر صناعة الطفل، ثم صناعة المراهق وصولا إلى تسليمه دفة قارب حياته بعد تخرجه من الجامعة في عصرنا الحديث مراحل تربوية تصقل فيها شخصية الإنسان قبل أن يصبح عنصرا فاعلا أو خاملا في المجتمع! من هنا فإن جميع أدبيات التربية لم تغفل حقيقة أن الدور الأول والأكبر والأخطر لطالما كان هو دور البيت والأسرة يتلوه دور المجتمع والبيئة المصغرة والمدرسة.

إن صناعة الأبناء وليس مجرد إنجابهم هو شعار تدريبي لا بد من أن نرفعه إذا وجدنا بالفعل أن المنهج المدرسي لم ينجح في تأسيس مفاهيم تربوية صحيحة لدى عدد من التلاميذ الذين أصبحوا فيما بعد آباء وأمهات، ولم يتمكنوا من صناعة أطفالهم الصناعة الصحيحة، وهذا يعني أن ثمة خللا في الفكر التربوي لدى البعض، وهنا يتطلب الأمر تدخلا على نطاق التدريب والتأهيل.

إن تأهيل الآباء والأمهات قبل الإنجاب أو بعده بقليل ليس سوى عمل أخلاقي يسعى إليه كل أب وكل أم، لأنهما يدركان حقيقة المسؤولية التي تحملاها تجاه الدولة والمجتمع والوطن ككل! إننا لا نصنع أبناءنا لأنفسهم فقط، وإن كان هذا هو الأساس، ولكننا أيضا يجب أن نصنعهم لمجتمعهم ووطنهم.

وصناعة الأبناء تلك الصناعة التي تلبي حاجاتهم الفردية وحاجة مجتمعهم، تعني جعلهم قادرين على قيادة التحديث والتطوير والابتكار في مجتمعهم، ولا يمكن لأبناء تلقوا تربية غير سليمة أن يقوموا بشيء من هذا الدور المهم.

الأبناء ذكور وإناث ومنذ سنوات طفولتهم المبكرة بحاجة إلى برامج تربوية، واستمرار التربية بطرق بدائية وارتجالية في زمان تطور إدراك العقل البشري لمفاهيم جديدة فارقة في مسيرة تنمية الدول، تلك التجربة التربوية المتاحة داخل العديد من الأسر عبر الارتجال والتجربة لا تخدم المشروع الطموح لمملكتنا للانتقال إلى مرحلة تصبح فيها المملكة تمتلك الكادر البشري الوطني المبتكر والمبدع، والذي يحتاج إلى تنشئته داخل منظومة أسرة تحفظ لجميع أفراده كرامتهم الإنسانية منذ سنوات الطفولة المبكرة، لتنمو فيهم الشخصية القيادية بكل مفاعيلها وإمكاناتها وأدواتها، ولتنحسر في شخصية كثير من الشباب مظاهر ضعف الشخصية.

hananabid10@

أخبار ذات صلة

0 تعليق