انطلاقا من وعيه بالتأثير السلبي لتلوث الهواء الناتج عن الحركة المرورية، وما ينتج عنها من عوادم المركبات، مدركاً أنها قضية بيئية تمس صحة وحياة الناس يوميًا.
اختار المفتش البيئي صالح اليامي أحد منسوبي المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي عنوان رسالته في الماجستير في علوم البيئة، "توزيع ارتفاع تلوث الهواء الناتج عن حركة المرور في وسط المدينة" بجامعة أبردين في اسكتلندا، مطلع عام 2024.
ولخصت أطروحة اليامي إلى أن هذا النوع من التلوث، يرتفع في المناطق الحضرية المكتظة، ويؤثر بشكل مباشر على صحة الأطفال وكبار السن، مما يجعله من أولويات الرقابة البيئية، وبالتالي فإن مخرجات البحث ركزت على تطبيق نظام المناطق منخفضة الانبعاث، الذي من شأنه يسهم في الحد من التلوث وخفض مستويات الانبعاثات والمواد العالقة؛ بإجاد حلول علمية مدروسة لخلق تأثير أوسع في الحد من تأثير العوادم على جودة الهواء.
وفي شرح له يوضح تقاطع مخرجات دراسته مع مهام وأهداف المركز؛ بين اليامي: بأن حصيلة بحثه أظهرت أن تركيز الجسيمات الدقيقة كان أعلى خلال فترة الظهيرة مقارنةً بالذروة الصباحية، مما يشير إلى وجود مصادر تلوث إضافية وقت الغداء، كما لوحظ أيضا أن اتجاه الرياح الجنوبي والجنوب الشرقي ساهم في زيادة التلوث بسبب قرب المنطقة من الميناء، وذلك يعكس أهمية العوامل الجغرافية والمناخية في توزيع الملوثات.
هذه النتائج تعزز أهمية السياسات الرقابية المستندة إلى بيانات علمية، وهو ما يتوائم بالتأكيد مع توجهات المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي، الذي يُعنى برصد مصادر التلوث، وفهم العوامل المساهمة في انتشاره، والعمل على تقنيات توجيهية تسهم في خفضه ضمن مختلف القطاعات، بما في ذلك قطاع النقل.
ويؤكد اليامي أن التزام أصحاب المركبات بإجراء الفحص الدوري يسهم بشكل مباشر في خفض الانبعاثات الضارة، وهو أحد صور الامتثال البيئي التي يعمل المركز على ترسيخها من خلال التوعية والمتابعة والتفتيش المستمر.
ويرى صالح اليامي منذ التحاقه بالمركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي في نوفمبر 2022 أن عمله رسالة سامية، ومسؤولية وطنية تتجاوز حدود الوظيفة، فهو يؤمن بأن حماية البيئة واجب تجاه الإنسان والوطن، مبديًا فخره بانتمائه لمجال يرتبط ارتباطًا وثيقًا برؤية المملكة 2030، التي وضعت الاستدامة البيئية في صميم أولوياتها وأحد محاورها الرئيسة.
ويعبر اليامي عن امتنانه للمركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي، قائلا: وجدت من المركز كل الدعم والمساندة في مسيرتي العلمية، وهذا التوجه ليس بمستغرب، حيث يمثل تعزيز الكفاءات البشرية والإمكانيات الفنية، جزءًا من أهداف المركز الاستراتيجية، إضافة إلى تشجيع البحث والابتكار بالتعاون مع الجامعات ومراكز الأبحاث المحلية والعالمية. ويطمح صالح أن يسهم بحثه في المستقبل تطوير السياسات البيئية وصياغة حلول طويلة المدى.
الجدير بالذكر أن صالح اليامي تم تكريمه من قبل وزارة البيئة والمياه والزراعة، لحصوله على درجة الماجستير ضمن أول دفعة من مبتعثي برنامج التدريب وتنمية القدرات البشرية، بحضور وكيل الوزارة لشؤون البيئة الدكتور أسامة فقيه، والرئيس التنفيذي للمركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي المهندس علي الغامدي.
تُعد تجربة صالح اليامي نموذجًا واقعيًا لأحد مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي جعلت من الاستدامة البيئية، وتنمية رأس المال البشري، وتمكين الشباب من فرص العمل، دعائم رئيسة لبناء مستقبل أكثر ازدهارًا.