نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
دروز سوريا، مسمار جحا الإسرائيلي - الهلال الإخباري, اليوم الخميس 8 مايو 2025 12:28 صباحاً
الدروز في إسرائيل يشكلون قاعدة اجتماعية وسياسية مهمة، وتُعتبر أي خطوة لحمايتهم أو حماية أقاربهم في سوريا وسيلة لتعزيز الولاء لإسرائيل. التحرك لحماية دروز سوريا قد يُظهر إسرائيل كدولة تهتم برفاهية جميع مكوناتها الاجتماعية، مما يساهم في تقوية العلاقة بين الحكومة الإسرائيلية والطائفة الدرزية.
وتتحرك إسرائيل أيضا استجابة للضغوط التي يمارسها الدروز في إسرائيل، حيث يضغطون على إسرائيل لمساعدة إخوانهم في سوريا.
حيث خرج دروز إسرائيل إلى الشوارع، مساء الخميس وصباح الجمعة، مطالبين الحكومة الإسرائيلية بالتدخل لحماية الدروز في سوريا.
وتراجعت الاحتجاجات بعد مناشدة الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، الشيخ موفق طريف، والنائب في الكنيست أحمد عمار، المتظاهرين تهدئة الأوضاع.
وفي يوم الجمعة أجرى طريف مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وشكره على إصدار أوامره بحماية دروز سوريا.
إسرائيل ترى في الدروز السوريين عاملا يمكنه مساعدتها في خلق الاستقرار في الجزء الشمالي من مرتفعات الجولان. وبحسب المفهوم الإسرائيلي، فإن المساحة بين الحدود وعمق 80 كيلومترا داخل الأراضي السورية يجب أن تكون منزوعة السلاح.
ترى إسرائيل أن التدخل لحماية الأقليات الدينية، مثل الدروز، يمكن أن يستخدم كوسيلة لتحسين صورتها دوليا. في ظل الانتقادات المستمرة لسياستها تجاه الفلسطينيين، تسعى إسرائيل إلى تقديم نفسها كقوة إقليمية مسؤولة تهتم بحماية الأقليات وحقوق الإنسان.
التدخل لحماية دروز سوريا قد يساعد إسرائيل في تحقيق أهداف استراتيجية داخل الأراضي السورية. من خلال دعم الدروز، يمكن لإسرائيل أن تُنشئ حليفا محتملا في المنطقة، أو على الأقل تضمن ألا تنضم هذه الطائفة إلى الجماعات المناهضة لها.
من ناحية أمنية فإن عدم استقرار المناطق المحاذية للجولان السوري المحتل يُعتبر تهديدا مباشرا لأمن إسرائيل. إذا تعرضت مناطق الدروز في جنوب سوريا لهجمات من قبل تنظيمات متطرفة مثل داعش أو غيرها، يمكن أن يؤدي ذلك إلى موجات من اللاجئين نحو الحدود الإسرائيلية، مما يُشكل عبئا أمنيا واقتصاديا.
خلال الحرب السورية برزت جماعات متطرفة استهدفت الأقليات الدينية، بما في ذلك الدروز. إسرائيل تخشى أن يؤدي تدهور الوضع في مناطق الدروز إلى زيادة نفوذ هذه الجماعات، مما يهدد أمنها المباشر.
تتعرض إسرائيل أحيانا لضغوط داخلية من الطائفة الدرزية، وكذلك لضغوط دولية لحماية الأقليات في مناطق النزاع. هذا قد يدفعها إلى اتخاذ خطوات تظهر التزامها بحماية المدنيين والمجتمعات الدينية.
تشير تقارير إلى أن إسرائيل قدمت دعما لوجستيا وماديا لبعض المجموعات الدرزية في سوريا للدفاع عن مناطقها ضد الجماعات المتطرفة. كما قدمت إسرائيل مساعدات طبية وإنسانية للدروز على الحدود، بما في ذلك علاج الجرحى في المستشفيات الإسرائيلية.
إسرائيل تواجه تحديا في التوفيق بين دوافعها الإنسانية والسياسية دون أن تُظهر تدخلها كخطوة انتهازية لخدمة أجندتها الإقليمية.
تدخل إسرائيل في سوريا لحماية الدروز يعبر عن مزيج معقد من الدوافع السياسية، الأمنية، والإنسانية. بينما تظهر إسرائيل نفسها كمدافع عن الأقليات، تظل هناك أهداف أوسع تتعلق بحماية مصالحها الاستراتيجية في المنطقة. ومع ذلك، فإن هذا التدخل يُواجه تحديات كبيرة، أبرزها ردود الفعل الإقليمية واحتمالية تصعيد التوترات مع القوى الفاعلة الأخرى. يبقى السؤال مفتوحا حول مدى فعالية هذه السياسات في تحقيق أهدافها دون التسبب في تداعيات سلبية على المدى الطويل.
MBNwaiser@
0 تعليق