من أجل ليمونة! - الهلال الإخباري

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
من أجل ليمونة! - الهلال الإخباري, اليوم الأحد 11 مايو 2025 12:19 صباحاً

دخل إلى المطعم غاضبا صوته يعلو على "الكاشير"، يلومه على عدم وضع الليمونة - كما هي العادة - في طبق "النودلز" الذي اشتهر به المطعم.

حاول "الكاشير" تهدئة الشاب الغاضب الأصلع مفتول العضلات صاحب "الشنب" الذي يذكرنا بـ "أبضايات" باب الحارة!

وعندما هدأ الشاب قليلا قال للكاشير "احمد ربك أنني تفقدت الطبق في السيارة قبل وصولي للمنزل، وإلا كنت سأدعو عليك!"

لست أدري ما الذي حلّ ببعض البشر حتى صارت أعصابهم تنهار من أبسط التفاصيل وأهون الأمور!

هل فقدنا إدراك النعم؟ أم أن التفكير السطحي أصبح المسيطر؟ أم لعدم جدية الأهداف في هذه الحياة؟

قد تكون "قشة" قصمت ظهر البعير، تراكمت المشكلات ولم تجد سبيلا للتنفيس عنها، فكانت هذه الليمونة المفقودة مجرد رمز لبراكين الضغوط المخفية.

وهذا يذكرني بالرجل الذي ظل يقاوم ضغوط الديون والفواتير والغرامات والمصاريف والالتزامات المالية الأخرى، فلما طلب طفله درهما واحدا انفجر في وجهه وضربه!

سئل حكيم: لماذا صارت أخلاق الناس ضيقة؟

قال: أمر طبيعي يا بني، فإننا نعيش في زمن صاخب متسارع.

قيل: فكيف نعالج ضيق النفوس والأخلاق؟

قال: نذهب إلى الخياط ليوسعها!

قيل: أتستهبل وأنت الحكيم؟!!

قال: لا، إنما السخرية من آلامك يسهّل عليك تجاوزها، وإنك إن أدركت فناء الدنيا وسرعة انقضائها كان ذلك مدعاة ألا تضيع لحظة منها في نكد أو عبوس.

ثم إنني أخذت طلبي ممنيا نفسي بوجبة شهية من "النودلز" بنكهات مميزة، فلما فتحت الطبق لم أجد الليمونة، عندها غضبت وانفعلت وصديقي يحاول تهدئتي.. حسبي الله عليهم!

أخبار ذات صلة

0 تعليق