نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
طبيب برلين يقتل مرضاه ويحرق منازلهم لإخفاء الأدلة.. جريمة تهز ألمانيا - الهلال الإخباري, اليوم الأربعاء 16 يوليو 2025 02:40 مساءً
بدأت في العاصمة الألمانية برلين محاكمة طبيب يبلغ من العمر 40 عاماً، يُشتبه في قيامه بقتل 15 مريضاً كانوا تحت رعايته ضمن فريق الرعاية التلطيفية، وهي رعاية تُقدَّم للمرضى في المراحل الأخيرة من حياتهم لتخفيف الألم بدلاً من العلاج.
ووجهت النيابة العامة الألمانية للطبيب، المعروف إعلامياً باسم «يوهانس إم» (Johannes M.)، تهماً بالقتل العمد بدافع خبيث مع سبق الإصرار، في قضايا وقعت بين سبتمبر 2021 ويوليو 2023، وتتراوح أعمار الضحايا بين 25 و94 عاماً.
مطالب بعقوبة قصوى ومنع نهائي من ممارسة الطب
تسعى النيابة العامة إلى إصدار حكم بالسجن المؤبد مع اعتبار الذنب بالغ الجسامة، مما يعني أن الطبيب لن يكون مؤهلاً للإفراج بعد 15 عاماً، كما هو معتاد في النظام القضائي الألماني.
ويُطالب الادعاء أيضاً بحظر دائم على ممارسة الطب وفرض احتجاز وقائي بعد انتهاء العقوبة.
ضحايا قُتلوا بهدوء في منازلهم
وفقاً للتحقيقات، قام الطبيب بحقن مرضاه بمزيج من مخدر عام ومادة تُرخي العضلات، دون علمهم أو موافقتهم، مما أدى إلى شلل عضلات التنفس ووفاة سريعة خلال دقائق. وأغلب الحالات وقعت داخل منازل المرضى في برلين، وكان الضحايا يعانون أمراضاً خطرة، لكن لم يكونوا في مرحلة يحتضرون فيها.
إخفاء الأدلة وإشعال الحرائق
وجهت النيابة للطبيب أيضاً اتهامات بمحاولة إخفاء الأدلة عبر إشعال حرائق في منازل بعض الضحايا، مما زاد من فظاعة الجريمة. وقد تم توقيفه في 6 أغسطس 2023، ومنذ ذلك الحين يقبع في السجن الاحتياطي.
توسع التحقيقات إلى مئات الحالات
أسست شرطة برلين فريق تحقيق خاصاً بالتعاون مع الادعاء العام لمراجعة ملف الطبيب، حيث تم فتح تحقيقات في 395 حالة وفاة مرتبطة به. وتم التأكد من الاشتباه في 95 حالة، لا تزال 75 منها قيد التحقيق حالياً، ومن المتوقع إجراء خمس عمليات استخراج للجثث لاستكمال الفحوص.
المثير للقلق أن من بين الحالات قيد التحقيق وفاة حماته المصابة بالسرطان، التي توفيت خلال زيارة منه، مما يفتح الباب أمام اتهامات أوسع.
مريضة تم إنعاشها.. ثم توفيت لاحقاً
من بين القضايا المعروضة حالياً في المحكمة، حالة امرأة تبلغ من العمر 56 عاماً توفيت في سبتمبر 2023.
ووفقاً للائحة الاتهام، قام الطبيب بحقنها بنفس تركيبة العقاقير دون مبرر طبي، ثم اتصل بالإسعاف مدعياً كذباً أنه عثر عليها في حالة تحتاج للإنعاش.
وبالفعل، تمكن المسعفون من إنعاشها ونقلها إلى المستشفى، لكن الطبيب لاحقاً تواصل مع ابنتيها واعتذر لهما، وأخبرهما أن أمّهما رفضت الإنعاش في وصيتها، وبتوافقهما، تم وقف أجهزة التنفس، وتوفيت الأم بعد ثلاثة أيام.
الطبيب يلتزم الصمت.. والمراقبة النفسية مستمرة
حتى الآن، لم يدلِ المتهم بأي تصريح للمحكمة، ورفض الخضوع لمقابلة نفسية قبل بدء المحاكمة. وسيقوم الطبيب النفسي المكلف بمراقبة سلوكه خلال الجلسات، والاستماع لشهادات الشهود، لتقييم مدى مسؤوليته العقلية.
وحُددت 35 جلسة محاكمة مبدئياً حتى يناير 2026، فيما يمثل 13 من أقارب الضحايا كمدعين مشتركين، ومن المتوقع الاستماع إلى أكثر من 150 شاهداً خلال فترة المحاكمة.
مقارنات مع قضايا مشابهة
تعيد هذه القضية إلى الأذهان محاكمة الممرض الألماني نيلي هويغل الذي حُكم عليه بالسجن المؤبد في عام 2019 بعد إدانته بقتل 87 مريضاً، مما جعلها أكبر جريمة قتل متسلسلة في تاريخ ألمانيا الحديث.
وتتزامن هذه المحاكمة مع إعلان النيابة الألمانية في مدينة إيتسهوي عن فتح تحقيق آخر مع طبيب يُشتبه في تسببه بوفاة عدد من المرضى أيضاً.
0 تعليق