مجلس ضاحي خلفان الرمضاني يدعو لترسيخ ثقافة التبرع بالأعضاء - الهلال الإخباري

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مجلس ضاحي خلفان الرمضاني يدعو لترسيخ ثقافة التبرع بالأعضاء - الهلال الإخباري, اليوم الأحد 23 مارس 2025 12:06 مساءً

دبي: سومية سعد
أوصى المشاركون في المجلس الرمضاني، الذي أقامته وزارة الصحة ووقاية المجتمع بمنزل الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، بضرورة ترسيخ ثقافة التبرع بالأعضاء والتوعية بدلالاتها الإنسانية والمجتمعية.
وشهد المجلس، الذي حمل عنوان «برنامج حياة من أجل استدامة الحياة» والذي يهدف إلى التبرع وزراعة الأعضاء وزراعة الأنسجة، بحضور نخبة من كبار المسؤولين في قطاعات حكومية وخاصة.
وناقش الحاضرون، أهمية إبراز إنجازات برنامج «حياة» في ظل توجيهات ودعم القيادة الرشيدة، وتوطيد الشراكات الاستراتيجية المثمرة بين القطاعين الحكومي والخاص.
واستعرض الحاضرون استكشاف أنماط الحياة الصحية الكفيلة بتحسين العمر البيولوجي وتعزيز فرص التبرع عند الحاجة.
ودعا المشاركون إلى تعزيز الريادة الإماراتية إقليمياً في هذا المجال الحيوي، مع الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في حملات التوعية.
واستهل المجلس الفريق ضاحي خلفان تميم، بالترحيب بالحضور والإشادة بالدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة للقطاع الصحي في الدولة والتزامها الراسخ بجعل الإنسان محور اهتمامها وأولوية استراتيجية في جميع الخطط التنموية.
وقال ضاحي خلفان، في المجلس الذي أداره المجلس الإعلامي وليد الاصبحي، إن نشر برنامج حياة عبر مواقع التواصل الاجتماعي يحقق انتشاراً واسعاً، حيث أصبحت هذه المنصات وسيلة فعالة للوصول إلى أبعد الحدود، فالأثر الحقيقي يُصنع بمن يبدعون ويقدمون الإيجابية، ووجه الشكر للدكتور أمين الأميري على جهوده المخلصة في خدمة بلاده، بدعم من القيادة الحكيمة التي تضع الصحة في مقدمة أولوياتها.
وأشار إلى أن ثقافة التبرع والعطاء متجذرة في النسيج الإماراتي، ومتأصلة في هويتنا الوطنية المستمدة من قيمنا الإسلامية وينسجم، كما ينسجم البرنامج مع تطلعات عام المجتمع في تعزيز ثقافة الإخاء والترابط بين الأسر الإماراتية والمقيمة، ما يجسد أسمى صور التكافل والتعاضد الإنساني.
وقال إن تنظيم هذا المجلس الرمضاني، عن برنامج التبرع بالأعضاء، يأتي انسجاماً مع قيم العطاء والبذل والإيثار التي يجسدها هذا الشهر الفضيل، ونحن نتطلع بثقة إلى ترسيخ ثقافة التبرع بالأعضاء في المجتمع، وتحفيز المزيد من المبادرات النوعية التي تعزز الروابط المجتمعية وتسهم في منح المرضى أملاً متجدداً وفرصة حياة كريمة جديدة.
برنامج «حياة» قصة نجاح إماراتية 
وقال الدكتور أمين حسين الأميري، الوكيل المساعد لقطاع التنظيم الصحي بالوزارة، أن دولة الإمارات تبوأت اليوم مكانة مرموقة وباتت نموذجاً يحتذى في منظومة التبرع بالأعضاء وزراعتها على المستويين الإقليمي والعالمي، بعدما نجحت في إطلاق برنامج وطني متكامل الأركان يمزج بين التميز الطبي العالمي والأبعاد الإنسانية السامية. 
دعم واسع ومعايير واضحة
وأكد الأميري أن 60% من الأعضاء البشرية المُتبرع بها يتم التبرع بها في دبي، مشيراً إلى أن برامج «حياة» تحظى بدعم من مختلف الجهات، وعلى رأسها شرطة دبي، مع وجود ضوابط ومعايير واضحة لتنظيم عمليات التبرع.
كما أوضح أنه يمكن للرجل التبرع للسيدة، وكذلك يمكن للسيدة التبرع للرجل، مؤكداً أن الجينات لا تُنقل إلى الشخص المتلقي، ما يعني أن الصفات الوراثية مثل الغضب أو غيرها من السمات الجينية الأخرى لا تنتقل من المتبرع إلى المتلقي.
وأضاف: يُعد التبرع بالأعضاء عملاً إنسانياً نبيلاً يجسد أسمى معاني العطاء، ويمنح الآخرين أملاً جديداً في الحياة ويعزز جودتها في صورة مضيئة للتكاتف المجتمعي، حيث يقوم الفرد من خلاله بهبة أعضائه لإنقاذ حياة شخص آخر بحاجة إليها، ما في ذلك مرضى السرطان والمصابين بأمراض القلب والفشل الرئوي، والتليف الكبدي، والفشل الكلوي، وغير ذلك.
وأوضح الأميري: ينقسم المتبرعون بالأعضاء إلى نوعين رئيسين: المتبرعون بالأعضاء خلال الحياة، حيث يمكن للشخص التبرع خلال الحياة بإحدى الكليتين أو جزء من الكبد.
أما النوع الثاني، فهو تسجيل الرغبة في التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، حيث يمكن للمتبرع بالأعضاء التبرع بما يصل إلى ثمانية أعضاء بعد الوفاة وهي: القلب، الرئتين، الكبد، الكليتين، القرنيات، والبنكرياس. 
وقال كيف نحافظ على حياتنا في الحياة والممات والإنسان له عمران العُمر الزمني عدد السنوات التي يقضيها أحدنا على قيد الحياة، وهو بالطبع غير قابل للتغيير، فتاريخ ميلادنا ثابت ومحدد بالدقيقة والثانية، لكن في المقابل نجد أن العُمر البيولوجي يعبّر عن عُمر الخلايا والأنسجة داخل الجسم، وبالتالي فإن العُمر الزمني لا يتطابق مع العُمر البيولوجي في كثير من الأحيان، فالشخص الذي يمتلك صحة جيدة قد يكون عمره البيولوجي أقلّ من عمره الزمني، وقد يفوق العُمر البيولوجي العُمر الزمني في حالة المرض، لكن بصورة عامة العُمر البيولوجي هو الأكثر دقة للتنبؤ بحصول المرض أو الوفاة مقارنة بالعُمر الزمني.
وقال الأميري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِما كَثِيرٌ مِن الناسِ: الصِّحَّةُ والفَراغُ ) ولذا لابد من المحافظة على العمر البيولوجي والاهتمام بالصحة وأولها النوم الجيد، كما قال ديننا الحنيف النوم المبكر والقيام مبكر والمحافظة على صلاة الفجر والعامل النفسي والبعد عن التوترات ورؤية اللون الأخضر والبحر فلهما تأثير جيد على صحة الإنسان ونبحث عن ماذا ناكل يمنح الغذاء المتوازن الجسم جميع العناصر الغذائية التي يجتاح إليها، والرياضة لها تأثير جيد في صحة الإنسان وعدم زيادة الوزن وخاصة في منطقة البطن وينصح بممارسة التمارين الرياضية للحفاظ على صحة الجسم ودعم المناعة، لتعزيز الوعي بقيم وأهداف برنامج «حياة» في الدولة، ودوره في إعادة الأمل لمرضى القصور العضوي.
وقال: «يجسد برنامج «حياة» قصة نجاح إماراتية، تعكس بوضوح الرؤية الاستشرافية لقيادتنا الحكيمة في ابتكار حلول إبداعية للتحديات الصحية، وتكرس قيم العطاء والبذل المتجذرة في نسيج مجتمعنا. 
وأوضح أن إنجازات برنامج «حياة» تعكس تضافر جهود الشركاء الاستراتيجيين من القطاعين الحكومي والخاص لتأسيس منظومة صحية متطورة تحقق أرقى المعايير العالمية، مع الحرص على غرس ثقافة مجتمعية متجذرة داعمة للتبرع بالأعضاء.
وكشف عن نتائج الجهود الوطنية المتفانية، حيث نجح برنامج «حياة» للتبرع بالأعضاء في تسجيل 30 % نمواً بعدد التبرع بالأعضاء بعد الوفاة في 2024، مقارنة بعام 2023، كما بلغت نسبة التبرع بالأعضاء بعد الوفاة (11.6) متبرعاً لكل مليون نسمة في سنة 2024.
ونحن نشهد اليوم تحولاً نوعياً ملموساً في وعي المجتمع وتفاعله الإيجابي مع البرنامج، وهو ما يتجلى في التنامي المطرد لأعداد المسجلين والقصص الإنسانية الملهمة للمرضى الذين استعادوا شعلة الأمل لحياة جديدة كريمة.
إنجازات برنامج حياة 
واستعرض الدكتور علي العبيدلي، رئيس اللجنة الوطنية للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية، حصيلة الإنجازات النوعية لبرنامج «حياة» وخططه الطموحة. حيث ارتفع عدد المسجلين للتبرع في برنامج «حياة» إلى 32,704 أفراد مسجلين للتبرع، كما بلغ عدد المتبرعين في الإمارات 331 شخصاً، في حين وصل عدد الأعضاء المزروعة في الدولة إلى 1216 عضواً، كما ارتفع إجمالي عدد المرضى الذين أجريت لهم عمليات زرع أعضاء داخل البلاد إلى 1167 شخصاً بحلول عام 2024، وذلك في إطار الإنجازات النوعية في مجال التبرع ونقل وزراعة الأعضاء والأنسجة.
وأضاف أن الجهود الوطنية مستمرة بعزيمة وإصرار نحو الارتقاء بالبرنامج وتطوير منظومته وتعزيز معاييره وفق أرقى الممارسات العالمية المعتمدة، كما تصب الجهود في تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية التبرع بالأعضاء ودوره المحوري في إنقاذ الأرواح ومنح الأمل للمرضى وأسرهم.
وأضاف إن اختيار اسم «حياة» للبرنامج جاء بحكم أن نقل وزراعة الأعضاء يعيد الحياة إلى المريض في حال كان بحاجة إلى زراعة قلب أو رئتين أو قرنية أو كلى، وفي ما يختص ببرنامج زراعة الأعضاء، ويعكس التزام الدولة بتطوير قطاع صحي متكامل، ورفع مستوى الوعي المجتمعي حول أهمية التبرع بصفته رسالة نبيلة.

ديفيد.. قصة نجاح ملهمة 
من بين القصص الناجحة، التي تم عرضها في مجلس ضاحي خلفان الرمضاني، تبرز قصة الشاب البريطاني ديفيد، الذي خاض رحلة علاجية ملهمة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وبدأت قصة ديفيد قبل عشر سنوات، حيث كان يعيش حياة طبيعية إلى أن أصيب بمرض في الكبد. وعلى الرغم من تأقلمه مع المرض، كان يعلم أن حاجته إلى عملية زرع كبد ستكون حتمية في المستقبل. وبعد انتقاله إلى الإمارات قبل ست سنوات، استمر في إدارة حالته الصحية بشكل جيد، إلى أن تدهورت حالته فجأة من مستقرة إلى حرجة.
مع التدهور السريع لحالته، أصبح إجراء عملية الزرع أمراً ضرورياً وعاجلاً. وفي غضون أربعة أسابيع من دخوله المستشفى، حصل على فرصة نادرة، حيث كان من بين المؤهلين الأوائل للبرنامج المتقدم غير المشروط للعلاج. وبفضل منظومة الرعاية الصحية المتطورة في الإمارات، خضع ديفيد لعملية زرع كبد ناجحة، وهو اليوم يستعيد عافيته ويعيش حياة جديدة مملوءة بالأمل.
تجربة ديفيد تعكس الدور الرائد لدولة الإمارات في تقديم حلول طبية متقدمة لمرضى القصور العضوي، كما تسلط الضوء على أهمية برامج التبرع بالأعضاء في إنقاذ الأرواح ومنح المرضى فرصة ثانية للحياة.

الإطار القانوني للتبرع 
تجيز دولة الإمارات عمليات نقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية وفقاً للأطر القانونية التي تنظم هذا المجال، وذلك لضمان سلامة الإجراءات وحماية حقوق المتبرعين والمستفيدين.
في البداية، كان هذا المجال محكوماً بأحكام المرسوم بقانون اتحادي رقم (5) لسنة 2016، الذي هدف إلى تنظيم عمليات نقل وزراعة وحفظ الأعضاء والأنسجة البشرية، ومنع الاتجار بها، وحماية حقوق جميع الأطراف المعنية، ومنع استغلال حاجة المريض أو المتبرع. كما حظرت الدولة بموجب هذا القانون الاتجار بالأعضاء البشرية، استناداً إلى القانون الاتحادي في شأن مكافحة الاتجار بالبشر، المُعدل بالقانون الاتحادي رقم (1) لسنة 2015.
وفي إطار تطوير التشريعات، تم تحديث القانون ليصبح وفق المرسوم بقانون اتحادي رقم (25) لسنة 2023 بشأن التبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية، والذي يسري على جميع العمليات التي تتم داخل الدولة، بما في ذلك المناطق الحرة، بهدف تعزيز ثقافة التبرع بالأعضاء وتحقيق أفضل الممارسات الطبية والأخلاقية في هذا المجال.

المعايير
معايير خدمات التبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية (للمتبرع المتوفى) تشمل بروتوكولات التبرع بعد الوفاة الدماغية (DBD) والتبرع بعد الوفاة القلبية، وتُطبَّق وفقاً للأطر التشريعية والاعتبارات الأخلاقية لضمان سلامة الإجراءات وتحقيق أفضل النتائج لعمليات زراعة الأعضاء. كما تهدف هذه المعايير إلى توسيع قاعدة المتبرعين، وتعزيز ثقافة التبرع، وزيادة فرص إنقاذ حياة المرضى الذين يحتاجون إلى زراعة الأعضاء.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق