حذر مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في مدينة القدس المحتلة، اليوم الاثنين، من التصعيد الكبير في انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين بحق المسجد الأقصى المبارك خلال فترة عيد الفصح العبري، واصفًا هذه الانتهاكات بأنها غير مسبوقة، أكد المجلس أن عدد المقتحمين اليوم بلغ 1149 مستوطنًا، الذين اقتحموا المسجد الأقصى بحماية من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، مما يزيد من حالة التوتر في المنطقة.

مجلس الأوقاف يندد بالانتهاكات

في بيان رسمي أصدره اليوم، دان مجلس الأوقاف اقتحام المسجد الأقصى بأعداد كبيرة، مشيرًا إلى أن هذه الانتهاكات تأتي في إطار سياسة الاحتلال التي تستهدف فرض تغييرات ديموغرافية ودينية في المسجد الأقصى. 

ووفقًا للبيان، فقد مارس المستوطنون عدة انتهاكات استفزازية داخل المسجد، منها أداء صلوات تلمودية، والانبطاحات، والرقصات الجماعية، بالإضافة إلى التجمهر عند أبواب المسجد وعرقلة دخول المصلين. كما أكد البيان على استمرار الدعوات لتقديم ما يُعرف بالقرابين داخل المسجد الأقصى.

الشرطة الإسرائيلية تسهل الانتهاكات

وأشار المجلس إلى أن شرطة الاحتلال الإسرائيلي تمكنت المتطرفين من المقتحمين من ممارسة طقوسهم المختلفة داخل المسجد الأقصى دون أي تدخل. 

إضافة إلى ذلك، استهدفت الشرطة العاملين في دائرة الأوقاف، حيث قامت بملاحقة خطباء المسجد الأقصى، وعلى رأسهم الشيخ محمد سليم، الذي تم استدعاؤه يوم الجمعة الماضي وسلمته الشرطة قرارًا بإبعاده عن المسجد بحجة الإخلال بالنظام العام.

دعوات للوقف الفوري للانتهاكات

في ضوء هذه الانتهاكات، ناشد مجلس الأوقاف الدول الإسلامية والعربية بتكثيف جهودها وتحمل مسؤولياتها تجاه المسجد الأقصى، واتخاذ إجراءات جادة وفعالة لوقف هذه الاعتداءات. 

وأكد المجلس أن المسجد الأقصى هو حق خالص للمسلمين ولا يحق لأي طرف آخر التدخل فيه، مشددًا على أن المسجد لم يكن في أي وقت بؤرة لصراع ديني، وأنه يجب الحفاظ على الوضع القائم تاريخيًا ودينيًا وقانونيًا.

محافظة القدس تدين التصعيد الإسرائيلي

من جانبها، أعربت محافظة القدس عن "مخاوفها الشديدة" إزاء التصعيد الخطير الذي تشهده المدينة بحق المسجد الأقصى، مشيرة إلى أن هذا التصعيد بلغ ذروته خلال فترة الأعياد اليهودية الحالية. 

واعتبرت المحافظة اقتحام عضو الكنيست المتطرف عميت هاليفي برفقة الحاخام شمشون إلباوم، اعتداء صارخًا على حرمة المسجد الأقصى وانتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالحفاظ على الوضع القائم في المدينة المقدسة.

تصعيد المتطرفين والمستوطنين في القدس

وفي الوقت الذي تواصل فيه مجموعات المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى إحياءً لعيد الفصح العبري، فرضت شرطة الاحتلال إجراءات مشددة على الفلسطينيين في محيط المسجد. 

وشملت هذه الإجراءات منع الفلسطينيين من دخول المسجد خلال فترة الاقتحامات الصباحية، إضافة إلى حجز هويات بعضهم، مما يزيد من المعاناة اليومية التي يعيشها المواطنون الفلسطينيون في القدس.

دعوات فلسطينية للتصدي للمستوطنين

في سياق متصل، تتصاعد الدعوات من القوى الإسلامية والوطنية الفلسطينية للحشد والرباط في المسجد الأقصى، في مواجهة التصعيد الذي يقوم به المستوطنون والجماعات المتطرفة خلال عيد الفصح العبري. 

ودعت جمعيات استيطانية إلى إدخال القرابين إلى المسجد الأقصى وذبحها داخل المسجد، في خطوة وصفها الفلسطينيون بأنها محاولة لتغيير الوضع التاريخي والديني للمسجد، وفرض سيطرة كاملة على المنطقة.