نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ريهام الزيني تكتب: سيناء...شرف الزمان وقدسية المكان ؟! - الهلال الإخباري, اليوم الخميس 1 مايو 2025 11:12 مساءً
حديثنا اليوم عن واحدة من أهم الأماكن النادرة التى شرفها الله وكرمها بالتحدث عنها صراحة في القرآن الكريم والتي تحتل مكانا خاصة لله من بداية الزمان وقبل نزول الوحي والقرآن، حديثنا عن الأرض المقدسة بقلوبنا وأرواحنا والتي سيظل أحفاد القدماء المصريين يحاربون من أجلها حتي نهاية الزمان، إنها أرض التجلي الاعظم، وجبل الطور، والتين والزيتون، وعاصمة التوحيد، أرض السلام والأمان، وشرف الزمان وقدسية المكان، حديثنا عن الأرض المباركة الذي التقي فيها العبد الصالح الخضر عليه السلام مع سيدنا موسي عليه السلام، حديثنا عن قدسية المكان والمكانة التي شرفها الله بها أرض سيناء المقدسة أرض الفيروز والجمال أرض الحرب والسلام ودرع مصر الشرقي ورمز التضحية والفداء والبطولات إلي أخر الزمان.
كل شئ كان مواتيا لها، بالأمس، إشتق إسمها الذي باركه الله ويلعن لاعنيه من حرف "السين" الذي إنفرد بالإجلال والتقديس والتكريم والأسرار واللطائف الربانية فى كل الشرائع السماوية والبرديات التاريخية، سار فى دروبها الأنبياء والأولياء والصالحين، توالت عليها الأزمنة والهجرات فكانت لديها القدرة علي فك الأقواس والألغاز وإعادة صياغة الأفكار وتصحيح المعتقدات وإضافة الإستراتيجيات الحياتية والوطنية والإنسانية الجديدة إلي متن نصها المصري الأصلي الصميم، شأنها شأن طبيعتها الروحية والنفسية الخلابة، وكما هو الحال. مع طبيعتها الدينية المقدسة والتاريخية والثقافية المتنوعة، والتي تعكس دورها الفريد من بداية الزمان في تعزيز الوعي الجمعي علي مر العصور والتاريخ والأجيال، منها دخلت الفتوحات الإسلامية والإنتصارات التاريخية، ومنها طرد فرعون و الهكسوس مدحورين علي يد الملوك المصريين، ومنها لفظ الإسرائليون الصهاينة مهزومين.
كل شيء مازال مواتيا لها، لم تكن مجرد بوابة مصر الشرقية فقط ولكنها إعتادت أن تكون "كوة" ومنفذ يشع نور العلم والمعرفة والأمل ليضيء كون الروح ومحيط الوجود، وشعاع من نور ينير القلوب الحائرة والأرواح اليائسة وتجعلها خارقة قادرة ومفعمة بروح العلم والإيمان والوعي والإبداع الذى يبدد الجهل العالمي المقدس في زمن دين بلا ثقافة وثقافة بلا دين وفصل الدين عن الدولة ينتج عنه التعصب والسطحية والكفر والإلحاد ، فهي مصدر إلهام وفخر المليارات وبوابة الخير ودرع الأمن والأمان والسلام والتاريخ والهوية يعبر من خلالها العالم كله.
كل شيء سيبقي مواتيا لها، لذلك تبدو الصورة شديدة الإتساق، فهي صاحبة شخصية مصر الحقيقة تاريخيا ودينيا وسياسيا وأمنيا، وصاحبة العقدة الطبيعية التي تلحم قارة أسيا بإفريقيا وكما أنها إفريقية بالجغرافيا فإنها آسيوية بالتاريخ، وصاحبة الهواء النقي الذي ينبه الحواس ويقوي البصيرة والإستبصار ويزيد من نشاط الروح والعقل وإكتشاف الذات العليا والشرارة الإلهية للتخلص من الهموم والمشكلات والطاقات السلبية الشيطانية وشحن المزيد من الطاقات الإيجابية النورانية المباركة، وصاحبة الإطلالة الفريدة الشامخة اللامعة التي تذكرنا بالحديث النبوي الشريف "الناس نيام فإذا ماتوا إنتبهوا" أي أن الإنسان لا يستطيع إكتشاف الحقائق الإ في أماكن ولحظات تأملية باهرة بعيدا عن بعثرة الأفكار والإتجاهات العشوائية الغير مفهومة ولا مدروسة، فهي الأرض التي كتب عليها قلم التاريخ صفحات وصفحات، وحين كان ماء النيل يروي الوادي والمراعي ويسقي الأرض والصحاري، ويغذي الكائنات والكيانات والماشية والحيوانات والزهور والنباتات، كان دماء شهداء مصر الشرفاء الوطنين المختارين من الله يروي رمالها علي مر التاريخ والزمان، وكل حبة رمل تحكي قصة كفاح شعب لا يهزم ولا يفني، كل حبة رمل تروي حكاية شعب صامد مبتلي يعاني من قسوة الأعداء وخذلان الأصدقاء.
إنها سيناء، التي مازلنا نغفل عن قداستها وأهميتها الروحية والروحانية النورانية والعلمية والثقافية والكونية والتاريخية العالمية، إنها موطن النداء الإلهي الوحيد والفريد منذ فجر الإنسانية والتاريخ التي ستظل تجابه حربا شرسة ضد أهل الظلام حتي أخر الزمان، وتزرع الحياة والجمال فى وجه الموت والدمار وكيف لا تكون وهى أرض الفيروز وموطن التجلى الأعظم لله عز وجل؟، إنها أغلى وأطهر بقعة أرض منذ نشأة الكون وتطوره وبدء الصراع بين النور والظلام.
إنها سيناء، التي ضل فيها سيدنا موسى نفسه الطريق ومن معه من أهله في ليلة باردة ظلماء في قوله تعالي : {فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آمنين آنس من جانب الطور نارا قال لأهله امكثوا إنى آنست ناراً لعلى آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون}، {فلما أتاها نودى من شاطئ الواد الأيمن فى البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إنى انا الله رب العالمين}، وفى سورة طه {إنى إنا ربك فاخلع نعليك أنك بالواد المقدس طوى وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى}.
إنها سيناء، التي كانت ومازلت وستظل تلفظ كل أعدائها في الداخل والخارج تقديسا وإجلالا لله عز وجل وتأكيدا علي قدسيتها وطهارتها، فهي الأرض الطاهرة التي لا تحتوي الإ الاطهار والأبرار وتلفظ أي خائن وغدار إلي أعالي البحار بسبب الخزي والعار.
إنها سيناء، التي إحتارت الحروف والكلمات والأدب والأشعار أن تعبر عنها، إحتارت والشعوب والحضارات والكيانات والكائنات من شعب لا يهزم ولا يقهر ولا يعرف الضعف و الإستسلام، إحتارت فيمن تشفع من شعب صامد مبتلى يعاني من قسوة الأعداء وخذلان الأصدقاء، إحتارت من شعب تعلقه بثوابته وحقوقه وأصله وتاريخه يجعل من يحاربه كمن يجري خلف سراب، إحتارت من شعب شعاره الأبدي هو "عذرا فلا تكفير عن خذلاننا".
إنها سيناء، المكان والمكانة والأرض المباركة والشجرة المقدسة صاحبة المعجزات والنباتات للعلاج من مختلف الحالات، إنها البقعة الطاهرة التي مر منها وصلي بها سيدنا محمد صل الله عليه وسلم في رحلتي الإسراء والمعراج.
إنها سيناء، مسرح المعحزات الإلهية ومعبر الرسل والأنبياء والأولياء، إنها سيناء مسرح ثلاثة عشر معجزة لم تحدث في أي مكان أخر، أهمها معجزة كلام المولي عز وجل وصوت العلي القدير الذي جلجل وكرم أرض سيناء وسمعه سيدنا موسي وتجليه لجبل الطور، ثم كانت معجزة فلق البحر، وعصا موسي، وخوار العجل، وبياض اليد، ونزول المن والسلوي، وإنفجار عيون موسي الإثني عشر، والغمام, وموت بني إسرائيل وبعثهم من جديد، وإرتفاع جبل الطور فوق بنى إسرائيل، والبقرة وإحياء الميت، وتبرئة موسى من الأذى، وتحريك الحجر وغيرها الكثير من المعجزات المعروفة والغير معروفة.
إنها سيناء، شرف المكان والمكين والدفاع عنها عهد لا رجع فيه، وكيف لا تكون وهي البقعة المقدسة الوحيدة فى الأرض التي نالت شرف التجلي العظيم للمولى عز وجل عند الشجرة المباركة التي ذكرت في القرآن الكريم ومازالت يانعة فى سانت كاترين.
إنها سيناء، أرض التجليات الإلهية وصاحبة المعجزات الربانية التاريخية المدهشة والمزلزلة لعروش دول وحكومات وتاريخ وحضارات وأفكار ومخططات وشرائع ومعتقدات محرفة منذ الأف السنين، منها كلم الله سيدنا موسي وشفي سيدنا أيوب وعبرت العائلة المقدسة.
إنها سيناء، شرف الزمان والمكان في طمأنينة وأمان المليئة بالأسرار المصونة في الجواهر المكنونة والروحانيات العلوية النورانية المسنونة الذى لا يعلم حقيقتها الإ العابدين المحققين والأولياء الصالحين المحبين لله ورسوله الصادق الأمين.
وما فضل الله عز وجل تقديس بعض الأزمنة والأمكنة على بعض إلا لخصائص قامت بها ظاهرا أو باطنيا، مما يدل علي التطهير والتعظيم والتنزيه من النجاسات المادية والمعنوية المنزه من كل نقص والطاهرة عن كل عيب.
لذا إننا لا نبالغ عندما نقول سيناء وجبل الطور هما من أفضل جبال الأرض وأطهرها وأعلاها شرفا وقداسة وتميزا ربانيا ونورانيا بمنح جغرافية وتاريخية وروحية ولوجستية مما جعلها مركز جذب ومطمع وإمتداد لأهل الشر والظلام والإرهاب في تحويل سيناء إلي تورا وبؤرا تحتضن العصابات التكفيرية الصهيونية من كل حدب وصوب منذ فجر التاريخ وإلي أخر الزمان، الأمر الذي يفرض ويلزم علي القيادة المصرية الوطنية أهمية التواجد العسكري المكثف في سيناء وهم علي أهبة الإستعداد للردع والهجوم في أي وقت وخصوصا هذة الفترة الحرجة من عمر الوطن الذي تحارب فيه مصر علي كل الجبهات في آن واحد، بل وتتسابق مع الزمن بوضع إستراتيجية قومية وطنية عملاقة لسرعة تنمية سيناء ومدن القناة وحمايتها، إيمانا بأن تنمية سيناء أصبحت ضرورة وطنية ملحة لحماية الأمن القومي المصري والعربي علي كافة الأصعدة ومن زوايا متعددة.
وقد قدر لسيناء أنها تحتل مركزا بارزا ورائدا بين الأراضي المقدسة حول العالم، وتكون بوابة مصر الجائزة الكبري التي يتوهم خفافيش الظلام أنها ستكون موطنا لهم في أخر الزمان، ولكن هيهات هيهات فقد قدر لمصر أن تظل تقاتل وتقاتل وتعيد تنظيم صفوفها بإستمرار للدفاع عنها علي مر العصور والزمان وإستعدادا للجولة الاخيرة للمشهد العظيم والحرب الكبري في آن واحد، وسيناء واحدة من أهم وأبرز القادة والجنود الخفية في هذة الملحمة التاريخية المصيرية الحاسمة والتي بدء التمهيد لها بالفعل.
وما يزعج هؤلاء أن مصر تعبر أصعب المعارك والحروب والظروف التي واجهتها، وأن تصبح مصر صمام الأمن والأمان والسلام للوطن العربي والعالم كله، في وقت تراهن فيه قوى دولية وإقليمية عالمية على استكمال مخططاتها الماسونية والصهيونية في المنطقة في غياب الوعي العربي والفعل القادر على حماية المصالح العربية من المتآمرين وعملائهم ومن يدعمونهم في الداخل والخارج فى خضم الحرب العالمية الدائرة الراهنة للحصول علي الجائزى الكبري سيناء بوابة مصر ودرعها الواقي علي مر الزمان لشرف الزمان وقدسية المكان، لهذا تستمر المعركة وتبقى التحديات.
وأختم مقالي بالتأكد على ضرورة الإستمرار في دعم الفعاليات الدينية والوطنية الخاصة بسيناء ، بإعتبارها مرآة صادقة للواقع المصري، وجزءا لا يتجزأ من نسيج الثقافة الدينية والروحية والوطنية، خاصة في لحظات الإحتفال بالإنتصارات المجيدة والأعياد الوطنية والمناسبات الرسمية كالذكرى العزيزة لتحرير أرض سيناء أرض إستجابة الدعاء.
وأخيرا وليس أخرا، تاريخ سيناء زاخر بالأحداث والقصص والحكايات والرموز التي تشكل ذاكرة جماعية دينية وثقافية وطنية لا يجوز التفريط فيها، وهو ما يجعلني أطرح مجموعة أسئلة للحوار الوطني تزامنا مع سباق دولي إتسم باللاعقلانية واللاسياسة الماسونية والصهيونية الدجالة الشيطانية:-
أين دور الدراما والسينما المصرية الوطنية لإستلهام القصص التاريخية السيناوية الغنية التي تحمل في طياتها عناصر درامية فنية وتاريخية فريدة بالتفاصيل الإنسانية والوطنية والبطولية التي تستحق التناول على الشاشة، أين صوت الأرض المقدسة وموطن التجلي الأعظم التي تحمل من الصدق والعاطفة والروحانية والروح الوطنية ما يجعلنا أقرب من الله أولا ومن وجدان الناس في كل مكان ثانيا في إطار إيماننا العميق بأن تاريخ سيناء ليس مجرد ماض بل هو ماض وحاضر ومستقبل وإمتداد حي في وجدان المصريين؟
أين دور الصحافة الوطنية في تسليط الضوء علي تاريخ سيناء الحقيقي وقضاياها التي ظلت لعقود طويلة تواجه مخططات العزل والتهميش، أين إعلام الحرب وأبواق المثقفين وأقلام الكتاب الوطنيين من حماية مقدسات سيناء وتسليط الضوء عليها للحديث والتعريف بها وبأصولها وتاريخها؟
والأهم أين دور الأزهر الشريف منارة الإسلام في الأرض من أرض التجلي الأعظم لله وموضع قدم الرسل والأنبياء، وموطن إستجابة الدعاء، ونجاة لهداة وهلاك للعصاة في نقل الصوت الحقيقي والأصيل لأرض التجلي الأعظم إلى قلب المشهد السياسي والثقافي المصري والعربي والعالمي، وتفنيد الصورة النمطية التي طالت سيناء طويلا ... ممكن تسألوهم؟
وللحديث بقية...
0 تعليق