ختام فعالية "غصن الزيتون يحتج" في نيقوسيا - الهلال الإخباري

دنيا الوطن 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ختام فعالية "غصن الزيتون يحتج" في نيقوسيا - الهلال الإخباري, اليوم الاثنين 12 مايو 2025 03:38 مساءً

بعد مرور أسبوع من الاعتصام الرمزي تحت شجرة الزيتون في قلب العاصمة القبرصية نيقوسيا، أُعلن ختام اعتصام "غصن الزيتون يحتج" على لسان الناشط القبرصي في مجال حقوق الإنسان لويس ألان، الذي كان في طليعة من اعتصموا، إلى جانب أبناء حـــركة (فتـــح) يمثلهم أمين الســر معين السعيد، حيث اتخذوا من شجرة الزيتون منبرًا رمزيًا لصمود غــــزة، ومرآة لمعاناة أهل فلســـطين.

كان هذا الاعتصام صرخة من بين الأغصان، واستمرارًا لصوت لا يريد أن يُدفن تحت ركام الصمت. وُلدت الفكرة من رحم الغضب والأمل، وسرعان ما تحوّلت إلى لوحة حية شارك فيها نشطاء فلســـطينيون ومتضامنون قبارصة وأجانب، على رأسهم الناشط ألان، وأبناء حركة (فتـــح) على رأسهم معين السعيد أمين سر الحركة في قبرص، حيث اختاروا شجرة زيتون معمّرة على مقربه من السفارة الأميركية والجامعة الأوروبية لتكون منبرًا رمزيًا للاعتصام ولتذكير العالم بصمود غــــزة، ومرآة لمعاناة أهلها وأهل فلســـطين كافة.

صوت من فوق الشجرة

قال السعيد: "نمنا فوق أغصان الزيتون لأن فلســـطين تنزف، وهذا الشجر الذي يُقتلع ويُقتل كما يُقتل أبناؤنا، يرمز لصمودنا وسلامنا."

لم تكن الأغصان ملاذًا فحسب، بل منصة رمزية نخاطب منها الضمير العالمي، وخاصة الطلاب والمارّة وسكان نيقوسيا. وقد تجاوب الكثير من القبارصة مع هذه الرسالة، معبّرين عن تعاطفهم واستعدادهم للتضامن رغم ما واجهوه من مضايقات واستفزازت وقد أظهروا ايمانهم بالحرية وبحق الانسان بعيش كريم رافضين آلة القتل الهمجية.

استفزازات مرفوضة ومحاولة لإسكات الصوت

خلال أيام الاعتصام، تعرّض المعتصمون لمضايقات واستفزازات من قبل بعض الشبان الاســـرائيـــليين المقيمين في قبرص، الذين حاولوا تشويه الفعالية والتضييق على المعتصمين عبر محاولات لاحراق علم فلســـطيني ولكنها محاولات باءت بالفشل نتيجة لتصدي المعتصمين لهم. لقد دانت حركة (فتـــح) في قبرص هذا السلوك الاستفزازي، واعتبرته انتهاكًا صارخًا لحرية التعبير، وإساءة لقيم الديمقراطية والسيادة القبرصية
ورغم هذه الاعتداءات، بقي الصوت الحر أعلى من محاولات القمع والتشويش، وبل وتصدى له الأحرار القبارصة بكل ثبات وايمان وهكذا استمرت الفعالية حتى أخر الاسبوع.

حضور شعبي وتفاعل إنساني

الاعتصام أثبت أن التضامن لا يحتاج إلى لغة مشتركة، فالإحساس بالعدل والظلم كفيلان بكسر الحواجز وتجاوز بلاغة اللغة بل تجمعها حقوق الانسان .تلقى المعتصمون تجمعًا إضافية شارك فيه طلاب وسكان محليين من المنطقة، إذ رُفعت اللافتات باللغات الثلاث، وعلت الأصوات بـ"Free Palestine"، ووصلت رسائل التضامن حتى من داخل السيارات المارة.

كما حضر عدد من المتضامنين القبارصة إلى موقع الاعتصام وجلسوا تحت الشجرة، بينهم عدد من العازفين الذين عزفوا لفلسطين وسط أجواء إنسانية مؤثرة وهتفوا لها، ولوقف الإبادة الجماعية، وللحرية والعدالة وللضمير الانساني في العالم. كانت لحظات تفيض بالعاطفة، وتؤكد أن قلوب الناس ما زالت تنبض بالحق، حتى وسط العجز الدولي.

إضراب عن الطعام ورسالة إنسانية

لم يكن الحضور الرمزي وحده كافيًا. قرر المعتصمون خوض إضراب رمزي عن الطعام تضامنًا مع أهل غــــزة المحاصرين وهذه كانت فكرة الناشط القبرصي الأن الذي اضرب عن الطعام منذ يومه الاول، في محاولة لمشاركة ولو جزء يسير من الألم، ولإيصال رسالة: لسنا بعيدين عن معاناتكم، ونحن هنا لنذكّر العالم أن الجوع والألم ليسا مجرّد أرقام في نشرات الأخبار.

نهاية الاعتصام... واستمرار القضية

نختتم اليوم هذا الاعتصام، ولكننا لا نغلق ملفه. ننهي فعالية رمزية على الأرض، لتبقى جذورها ممتدة في كل فعل وتعبير قادم. نقول للعالم من قبرص: غــــزة ليست وحدها، وفلســـطين لا تزال تنبض رغم الجراح.

لفتة تقدير... ودرع من خارطة فلســـطين

وفي ختام الاعتصام، ووفاءً للدور الإنساني النبيل الذي جسّده الناشط القبرصي في مجال حقوق الإنسان السيد لويس ألان، قام معين السعيد بتقديم درع شكر وتقدير له، تجسّد على هيئة خارطة فلســـطين، كرمز للوفاء، والانتماء، والامتنان لمواقفه الداعمة. هذه اللفتة جاءت تعبيرًا عن التقدير العميق للمبادئ التي جمعتنا: الكرامة، الحرية، والحق في مقاومة الظلم، مهما اختلفت الأوطان وتنوعت اللغات.

كما تم شكر كل من شارك، دعم، أو حتى مرّ وأبدى تعاطفه. كما تم التأكيد أن الرسالة ستظل مستمرة بأشكال مختلفة: بالكلمة، بالصورة، بالفعل السلمي، وبالإيمان العميق بأن الحرية حق لا يسقط بالتقادم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق