شنّت إسرائيل سلسلة من الضربات على أنحاء إيران أمس الجمعة وقالت إنها استهدفت منشآت نووية في نطنز وفوردو ومصانع صواريخ وقتلت عدداً كبيراً من القادة العسكريين منهم قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي ورئيس هيئة الأركان محمد باقري، إضافة إلى علماء نوويين وعشرات المدنيين.

أعلن الحرس الثورة الإيراني، مساء أمس الجمعة، بدء تنفيذ عملية عسكرية أطلقت عليها اسم »الوعد الصادق 3«، وذلك بمئات الصواريخ رداً على الغارات الإسرائيلية. وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) إن «مئات الصواريخ الباليستية أُطلقت باتجاه أهداف عسكرية وحيوية داخل إسرائيل «. وأفاد الإسعاف الإسرائيلي بإصابة 21 في الهجمات الصاروخية الإيرانية، في حين نقلت «القناة 13» الإسرائيلية عن مسؤولين أن هناك دمارا «غير مسبوق» في منطقة تل أبيب الكبرى. وقال إعلام إسرائيلي إن حريقا اندلع قرب مقر وزارة الجيش في تل أبيب، مشيرا إلى سقوط صواريخ على 7 مناطق وسط إسرائيل.

وأعلنت إسرائيل فجر أمس الجمعة، بدء هجوم استباقي دقيق ومتكامل لضرب برنامج إيران النووي استند إلى معلومات استخبارية نوعية، وذلك ضمن عملية أطلقت عليها اسم «الأسد الصاعد». ودوّت انفجارات في أنحاء طهران، وقالت إسرائيل إنها استهدفت مواقع نووية وعسكرية في شمال وغرب ووسط إيران. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن العملية «ستستمر بقدر ما يلزم من الأيام»، وذلك بعيد تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من ضربة عسكرية إسرائيلية وشيكة للمواقع النووية في الجمهورية الإسلامية.

وقال الجيش الإسرائيلي إن منشأة تخصيب اليورانيوم الإيرانية الرئيسية الموجودة في نطنز تعرضت لأضرار جسيمة. وأضاف أن 200 مقاتلة إسرائيلية شاركت في الضربات، وقصفت أكثر من 100 هدف، ولا تزال هناك أهداف أخرى، وأن العملية قد تطول، فيما أكد التلفزيون الرسمي الإيراني أن الغارات استهدفت مرّات عدّة منشأة نظنز النووية، المنشأة الرئيسية لتخصيب اليورانيوم وسط إيران، وعرض مشاهد لدخان كثيف يتصاعد من الموقع، وهو الأمر الذي أكدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقال مصدر أمني إسرائيلي إن قوات كوماندوز من جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) عملت في العمق الإيراني قبل الهجوم، وإن الموساد والجيش نفذا أيضاً سلسلة من العمليات السرية على ترسانة إيران الصاروخية.

وأضاف المصدر أن إسرائيل أقامت أيضاً قاعدة هجوم بطائرات مسيّرة قرب طهران. وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف الدفاعات الجوية الإيرانية ودمر«عشرات من أجهزة الرادار وقاذفات صواريخ سطح-جو»، وسُمع دويّ عدد من الانفجارات في مدينتي«كرمانشاه» و«همدان» غربي إيران بالقرب من قاعدة «نوجه» الجوية.

كما استهدفت الضربات الإسرائيلية الأولى منازل كبار القادة العسكريين الذين اغتالت عدداً منهم، من بينهم رئيس أركان القوات المسلحة الجنرال محمد باقري وقائد الحرس الثوري حسين سلامي وقائد القوة الجو فضائية في الحرس الثوري أمير علي حاجي زادة واللواء غلام علي رشيد قائد غرفة العمليات المشتركة. وأفادت مصادر بمقتل ما لا يقل عن 20 قائداً كبيراً، أكثرهم شهرة علي شمخاني، وهو مستشار كبير في الدائرة الضيقة للمرشد الأعلى، وتولّى مناصب استراتيجية خلال فترات دقيقة من تاريخ إيران الحديث، فيما ضمت قائمة اغتيالات العلماء النوويين ستة قُتلوا في الغارات، أبرزهم محمد مهدي طهرانجي، وفريدون عباسي. وأفاد موقع«نورنيوز» الإيراني للأنباء بأن 78 شخصاً قتلوا وأصيب 329 آخرون في هجمات إسرائيلية على مناطق سكنية في طهران.

وعقب مقتل عدد من كبار قادة القوات المسلحة، أصدر المرشد الأعلى علي خامنئي سلسلة من التعيينات العسكرية، عين بموجبها اللواء عبد الرحيم موسوي رئيساً لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، خلفاً للفريق محمد باقري، واللواء محمد باكبور قائداً عاماً للحرس الثوري، بعد مقتل حسين سلامي.

وقال خامنئي في بيان إن إسرائيل «كتبت لنفسها مصيراً مريراً، وستلقاه بالتأكيد»، وشدد على أن يد القوات المسلحة الإيرانية لن تترك إسرائيل. (وكالات)