نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تفاصيل المكالمة الأخيرة قبل حريق سنترال رمسيس.. القصة الكاملة - الهلال الإخباري, اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025 04:30 مساءً
لا تزال أثار الحريق الهائل الذي اندلع عصر الاثنين 7 يوليو 2025، في سنترال رمسيس بقلب القاهرة، تمتد على قطاعات حيوية في مصر، بعدما أسفر عن 4 قتلى و27 مصاباً، إلى جانب تعطل واسع في خدمات الاتصالات والإنترنت والمعاملات المالية.
اللحظات الأولى..ألسنة اللهب تتصاعد وسط العاصمة
اندلع الحريق في السطح العلوي للمبنى، قبل أن تمتد النيران بسرعة إلى الطوابق السفلية، مهددة حياة العشرات من العاملين داخل المبنى.
هرعت سيارات الإطفاء والإسعاف إلى المكان، وسط تصاعد أعمدة الدخان التي شاهدها المارة من فوق الكباري المجاورة.
المكالمة الأخيرة التي كشفت اللحظات المأساوية في حريق سنترال رمسيس
كشفت إحدى موظفات الشركة المصرية للاتصالات عن تفاصيل المكالمة الأخيرة التي جمعتها بزميلها وائل مرزوق من إدارة الموارد البشرية، والذي قضى نحبه في الحريق المدمر الذي اندلع داخل سنترال رمسيس بالقاهرة.
روايتها جاءت مليئة بالحزن، وسلّطت الضوء على اللحظات الأخيرة المؤلمة التي عاشها الضحايا المحتجزون داخل المبنى وسط الأدخنة الكثيفة وانقطاع الكهرباء.
لا أرى شيئاً..لا قطط ولا بشر
قالت الموظفة إنها حاولت الاتصال بوائل فور علمها باندلاع الحريق، وسألته بقلق:
«أنت بخير يا أستاذ وائل؟ أنت فين؟ والقطط فين؟»
في إشارة إلى القطط التي كانا يتشاركان في إطعامها داخل المبنى.
فأجاب بصوت خافت ومضطرب:«أنا مش شايف حاجة، لا قطط ولا بشر، إحنا محبوسين في المكتب، فصلوا الكهرباء، والدخان شديد، وخايفين نتخنق».
وتابع:«أعتقد أن قوات الحماية وصلت..بس الدخان جامد»
سألته الموظفة إذا كانت قوات الحماية المدنية قد وصلت، فقال بصوت متهدج: أعتقد وصلت، بس الدخان جامد.
وكان يسعل بشدة من شدة الاختناق، ثم انقطع الخط فجأة.
حاولت الموظفة الاتصال به مجدداً عدة مرات، حتى رد أخيراً، لكن صوته كان مختنقاً:
«لا، مش عارف أخرج..اقفلي..إحنا كده خلاص».
ثم سُمِع صوت تحطم زجاج، تلاه صمت تام وانقطاع نهائي في الاتصال.
ضحايا ومصابون..حصيلة مأساوية في أول بيان رسمي
أعلنت وزارة الصحة والسكان مصرع 4 من العاملين داخل السنترال، ونقل 27 إلى مستشفيات (القبطي، صيدناوي، المنيرة، الهلال، الدمرداش).
كما تلقى عدد من المصابين الرعاية الإسعافية ميدانياً بسبب حالات اختناق.
المصرية للاتصالات تنعى ضحاياها وتكشف عن موقع الاشتعال
نعت الشركة المصرية للاتصالات ضحاياها، مؤكدة أن الحريق بدأ في صالة مخصصة لاستضافة مشغلي الاتصالات، وأنه امتد إلى أدوار أخرى نتيجة شدته.
وقال المهندس محمد نصر، الرئيس التنفيذي للشركة، إن كل صالة تضم مشغلاً منفصلاً للخدمة.
خدمات تتوقف..القاهرة تعيش لحظات من الصمت الرقمي
أدى الحريق إلى تعطل جزئي في خدمات الاتصالات والإنترنت على مستوى الجمهورية.
وأفادت منصة NetBlocks أن الاتصال بالإنترنت في مصر انخفض إلى 62% فقط من المعدلات الطبيعية.
كما تعطلت خدمات الهاتف المحمول في مناطق واسعة.
البنوك والأسواق تتأثر..والبورصة تعلق التداول
أفاد مصدر مصرفي أن الحريق تسبب في تعطل أجهزة الصراف الآلي وخدمات بطاقات الائتمان بسبب ضعف الشبكة.
كما قررت البورصة المصرية تعليق جلسة التداول أمس الثلاثاء حفاظاً على تكافؤ الفرص وسط صعوبة تواصل شركات السمسرة.
وضاعفت البنوك الحد الأقصى للسحب اليومي من الفروع إلى 500 ألف جنيه في محاولة للتغلب على أزمة الكاش بسبب تعطل ماكينات الصراف الآلى والدفع الإلكتروني.
كما وجّهت وزارة المالية والكهرباء نحو التعامل النقدي مؤقتاً لحين استقرار الخدمة.
النيابة تبدأ التحقيق..والاشتباه في ماس كهربائي
أكد مصدر أمني أن الفحص المبدئي يرجح أن السبب ماس كهربائي.
وأعلنت النيابة العامة بدء التحقيقات وانتداب فريق من الأدلة الجنائية لمعاينة موقع الحريق وتحديد المسؤوليات المحتملة.
تواصل النيابة العامة تحرياتها، في ظل مؤشرات أولية تُرجّح أن الحريق قد يكون ناتجاً عن ماس كهربائي.
كما يجري فحص نظم السلامة بالمبنى، وإجراء معاينة تصويرية، والاستماع لأقوال مسؤولي الشركة، وشهود العيان، تمهيداً لتحديد المسؤوليات بدقة.
الشرطة تؤمّن الموقع والحكومة تتابع التطورات ميدانياً
فرضت قوات الشرطة طوقاً أمنياً حول المبنى، بينما تابع وزير الاتصالات الدكتور عمرو طلعت الموقف ميدانياً فجر الثلاثاء، وأكد أن خلال 24 ساعة ستعود جميع خدمات الاتصالات تدريجياً.
وقام مصطفى مدبولي رئيس الوزراء المصري بتفقد موقع الحادث والخسائر صباح اليوم الأربعاء.
الطيران يتجاوز الأزمة..وعودة الحركة الجوية لطبيعتها
أعلنت وزارة الطيران المدني أن الرحلات التي تأثرت بخلل الاتصالات أقلعت بنجاح، وأن حركة مطار القاهرة الدولي عادت إلى طبيعتها بالكامل بحلول صباح الثلاثاء.
استعادة الخدمات الطبية العاجلة تدريجياً
أكد المتحدث باسم وزارة الصحة، حسام عبد الغفار، أن الأرقام المخصصة للإسعاف والطوارئ (123 و137) عادت للاستقرار، مع إمكانية التواصل عبر رقم النجدة 122 في حال وجود أعطال.
لماذا انهارت الاتصالات في مصر
لا يُعد سنترال رمسيس مجرد مبنى لتشغيل خطوط الهاتف الأرضي، بل يُمثل المركز العصبي للبنية التحتية للاتصالات في مصر. فهو يضم:
•سويتشات رئيسية تربط شبكات الهاتف والإنترنت
•كوابل فايبر مركزية تمتد إلى باقي المحافظات
•مسارات أساسية لمرور الترافيك الرقمي بين مختلف المناطق
بمعنى آخر، سنترال رمسيس هو نقطة محورية في تشغيل الخدمات الرقمية التي تعتمد عليها قطاعات الأعمال والمواطنين.
أسباب تعطل شبكات الإنترنت والمحمول رغم استقلال الشركات
رغم أن شركات مثل فودافون وأورنج تُشغّل بنيتها الخاصة، إلا أنها تعتمد جزئياً على وصلات الربط (Backhaul) المملوكة للمصرية للاتصالات، بموجب اتفاقات مشاركة البنية التحتية.
لذلك عند احتراق سنترال رمسيس، تضررت مسارات مهمة يمر من خلالها الإنترنت، ما أدى إلى بطء الخدمة أو انقطاعها مؤقتاً، حتى لمستخدمي الشبكات الخاصة، بحسب شبكة CNN.
تعطل الخدمات المصرفية والدفع الإلكتروني..ما السبب؟
تعتمد الخدمات المصرفية الرقمية والدفع الإلكتروني على:
•اتصال ثابت وآمن بالإنترنت
•خوادم مركزية (سيرفرات) مربوطة بشبكات الاتصال
•كابلات اتصال رئيسية في القاهرة
عندما تضررت هذه النقاط الحيوية بسبب الحريق، حدث انقطاع مفاجئ للاتصال بأنظمة الدفع وال ATM، وأدى ذلك إلى تعليق المعاملات البنكية مؤقتاً، خاصة في المناطق المرتبطة بخطوط سنترال رمسيس.
كيف تأثرت محافظات أخرى خارج القاهرة؟
سنترال رمسيس يخدم عدداً كبيراً من المحافظات عبر كوابل فايبر مركزية تمتد من قلب العاصمة.
ولذلك، فإن أي خلل في هذه النقطة الحرجة يؤدي إلى ما يُعرف بموجة ارتدادية (Ripple Effect) تضرب أداء الشبكة في المدن البعيدة، بسبب الاختناق الشبكي (Network Congestion) الناتج عن فقد المسارات الرئيسية.
أين النسخ الاحتياطية من هذه الكارثة؟
رغم وجود أنظمة نسخ احتياطي، إلا أن:
•بعضها لا يعمل في الزمن الحقيقي (Real-Time)
•بعض الشركات لا تطبق توزيع الأحمال (Load Balancing) بكفاءة
•وهناك اعتماد مفرط على مواقع مركزية مثل سنترال رمسيس
كل ذلك أدى إلى بطء عملية التعافي الكامل من الأزمة، رغم جهود الطوارئ والجهات المعنية.
0 تعليق