وصف الكرملين، أمس، نشر أي أصول عسكرية بريطانية في أوكرانيا بموجب الاتفاق الجديد، بأنه تدخل فادح في الشؤون الداخلية لروسيا، متوعداً بالرد بحزم، فيما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تعرض العاصمة كييف لهجوم روسي «شنيع» بصواريخ باليستية أودى بحياة ثلاثة أشخاص، بينما اعتبرتها موسكو رداً انتقامياً.
وقالت وزارة الخارجية الروسية، أمس السبت، إن أوكرانيا وبريطانيا «ليس لديهما مجال» للتعاون في بحر آزوف، وذلك تعليقاً على اتفاق شراكة جديد مدته 100 عام بين كييف ولندن أعلنه زعيما البلدين يوم الخميس.
وقال الكرملين إن نشر أي أصول عسكرية بريطانية في أوكرانيا بموجب الاتفاق الجديد سيمثل مصدر قلق لموسكو، ولاسيما في بحر آزوف، الذي تعتبره روسيا واقعاً تحت سيادتها، وهو ما أكدته وزارة الخارجية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في تعليق نشر على موقع الوزارة: «أي مطالبات بهذه المنطقة المائية تشكل تدخلاً فادحاً في الشؤون الداخلية لبلدنا وسوف تُواجه بحزم».
إلى ذلك، أعلن زيلينسكي أن هجوماً روسياً بصواريخ باليستية أودى بحياة ثلاثة أشخاص في كييف، في حين تعرّضت مدينة زابوريجيا الجنوبية لضربة ليلية أسفرت عن إصابة عشرة أشخاص.
وأعلن الجيش الروسي من جهته أنه قصف موقعاً عسكرياً في كييف ردّاً على استخدام أوكرانيا صواريخ «أتاكمس» الأمريكية. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن «القوّات المسلّحة الروسية نفّذت ضربة مجمّعة بواسطة أسلحة دقيقة التوجيه على منشآت عسكرية صناعية أوكرانية، أبرزها موقع لتصنيع صواريخ بعيدة المدى».
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الأوكراني أندريي سيبيغا أنه «دليل إضافي على أن بوتين يريد الحرب وليس السلام».
وصرّح الرئيس الأوكراني عبر مواقع التواصل الاجتماعي: «كلّ من يساعد الدولة الروسية في هذه الحرب ينبغي أن يخضع لضغط شدّته بشدّة هذه الضربات. ولا يسعنا أن نحقّق ذلك سوى بالاتحاد مع العالم أجمع».
وتناثر حطام الصواريخ التي تمّ إسقاطها في حيّ شيفشينكيفسكي في وسط كييف، ما ألحق أضراراً بمبنى صناعي وممرّ مؤدٍّ إلى المترو وبنايات سكنية وأثّر مؤقتاً في إمدادات المياه.
وشاهد صحفي المياه تغمر الشارع، حيث وقع الهجوم ومطعم ماكدونالدز متفحّم.
وشُغّلت الدفاعات الجوّية في العاصمة طوال الليل، وفق ما أفاد رئيس بلدية المدينة على وسائل التواصل الاجتماعي. وأعلنت القوّات الجوّية الأوكرانية أنها أسقطت صاروخين باليستيين من نوع إسكندر و24 مسيّرة هجومية روسية في خلال الليل.
إلى ذلك، شنّت القوّات الروسية هجوماً على وسط زابوريجيا في الجنوب، أسفر عن عشرة جرحى، وفق ما أفاد صباح، أمس السبت، حاكم المنطقة إيفان فيدوروف الذي قال إن روسيا استهدفت «بسفاهة» وسط المدينة «فيما كان الجميع نائماً».
وأعلنت روسيا من جهتها، أمس السبت، أنها استولت على بلدتين جديدتين في شرق أوكرانيا. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان عبر تيليغرام، إن قوّاتها حرّرت بلدتي فريميفكا وبيتروبافليفكا الواقعتين في منطقة دونتسك.
وأعرب وزير الدفاع الألماني من جهته، أمس السبت، عن انفتاحه على فرضية إرسال جنود ألمان إلى أوكرانيا، في حال أقيمت منطقة منزوعة السلاح لضمان تنفيذ وقف إطلاق النار إذا ما أُقرّ مع روسيا. (وكالات)