نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ابني يأكل التراب يا دكتور!! - الهلال نيوز, اليوم السبت 1 فبراير 2025 03:05 مساءً
لا شك أن سؤال الأب العزيز يعد من الطروحات الصحية المهمة، لكون هذه المشكلة قد تحدث في أي منزل فيه أطفال صغار، وقد يتوقع البعض أنها حالة عابرة، ولكن تكرار حدوثها من الطفل بشكل يومي ودائم يستوجب التشخيص والعلاج حتى لا تحدث مشكلة صحية كبيرة (لا سمح الله).
"متلازمة بيكا" هي اضطراب في الأكل يتميز بالرغبة في تناول مواد غير مغذية والتي تشخص طبيا باضطراب غذائي وسلوكي قهري، تجعل المصاب به يتناول مواد لا تحتوي على أي قيمة غذائية، وهي شائعة بشكل خاص بين الأطفال وبعض حالات النساء الحوامل نتيجة فقر الدم الناتج عن نقص الحديد، وتشمل أعراض متلازمة بيكا الرغبة في تناول مواد مثل التربة أو الطين أو الأزرار أو الصابون أو الطباشير أو الورق أو الشعر أو الثلج بكميات كبيرة، ورقائق الدهان (البوية)، أعقاب السجائر، وقد يكون أسبابها نقص المعادن مثل الحديد والزنك والاضطرابات النفسية واضطرابات النمو، ومن أبرز أعراضها الرغبة المستمرة في تناول المواد غير المغذية التي ذكرت أعلاه، ويستمر هذا السلوك عادة لمدة شهر واحد على الأقل وأكثر، ولتشخيص متلازمة بيكا يجب أن يكون عمر الطفل سنتين على الأقل، لأنه عند الأطفال الصغار يمكن ملاحظة سلوك وضع مواد غير مناسبة في الفم، إذ يميل الأطفال الرضع إلى وضع الأجسام الغريبة التي يجدونها في الأرض خلال فترات الزحف والتسنين إلى أفواههم، بينما في متلازمة بيكا قد تتطور الحالة لدى الأطفال الذين يستمرون في أخذ الأجسام الغريبة إلى الفم رغم تقدمهم في العمر.
وهناك العديد من المخاطر الصحية التي قد تترتب على هذه المتلازمة، إذ قد يتعرض الفرد سواء كان طفلا أو كبيرا لمشاكل هضمية خطيرة، مثل انسداد الجهاز الهضمي والإمساك الشديد وانثقاب الأمعاء ومخاطر التسمم بالرصاص، إذا استمر الطفل في تناول مواد تحتوي رقائق الدهان، بجانب التعرض للالتهابات الخطرة بسبب البكتيريا والطفيليات والأوساخ والتي بدورها تسبب الضرر للكلى والكبد.
ومن المسببات التي قد تجعل الأطفال يتناولون تلك المواد الغريبة إلى عدم تناول كميات كافية من الكربوهيدرات والدهون والبروتينات والمعادن (الزنك والحديد والنحاس) والفيتامينات الضرورية للجسم، فعندما تتأثر التغذية لأسباب مختلفة وتقل إمكانية الحصول على المواد الغذائية الأساسية مثل الحليب والبيض واللحوم والأسماك والجبن، يحاول الجسم تعويض نقص الغذاء بمواد مختلفة، وذلك قد يهيئ الأرضية لتكوين "متلازمة بيكا".
وعن التشخيص يعتمد الطبيب على عدة أمور منها دراسة حالة الشخص من الجوانب الاجتماعية والنفسية، وأيضا التغذوية من خلال معرفة المواد التي يتناولها الفرد المصاب وأنماط الأطعمة التي يفضلها والتاريخ المرضي له، بجانب إجراء بعض الفحوصات وتحاليل الدم لقياس نسب الزنك والحديد في الدم والعناصر الغذائية الأخرى الدالة على الإصابة بمتلازمة بيكا، فإذا كان المصاب يعاني من أزمات نفسية فلا بد أن يتم عرضه للطبيب النفسي؛ فإن الاحتواء يساعد على الخروج من المشكلة، وتجب متابعة الحالات المرضية المتداخلة مع هذا الاضطراب وعلاجها، من خلال الأدوية المناسبة والتقنيات النفسية الفعالة، خاصة فيما يتعلق بالوسواس القهري والفصام والإعاقات الذهنية، كما يعتبر العلاج النفسي من العلاجات الفعالة لاضطراب بيكا، والذي يهدف إلى مراقبة السلوك الغذائي وتصحيحه من خلال الاستراتيجيات السلوكية وبرامج التربية العلاجية، كما تجب مراقبة الأطفال والحرص على عدم تعزيز هذه العادة لديهم حتى لا يصبح ذلك سلوكا مستمرا في حياتهم، وإذا افترضنا أن سوء التغذية الذي ينتج عنه نقص العناصر الغذائية والإصابة بفقر الدم هو الذي يسبب هذا الاضطراب لدى بعض الأفراد، فمن الواجب تعويض هذه المواد من خلال العلاج الطبي.
الخلاصة: يجب عدم تجاهل عرض الطفل والحالات التي تعاني من "متلازمة بيكا" للطبيب المختص لتحديد التشخيص والعلاج، فمتلازمة بيكا اضطراب يندرج ضمن اضطرابات الأكل والسلوك القهري، إذ يجعل المصاب بها يتناول مواد لا تحتوي على أي قيمة غذائية، وتحدث في أغلب الأحيان لدى الأطفال والبالغين وبعض حالات النساء الحوامل، وأيضا الأشخاص الذين يعانون إعاقات ذهنية، فالمصاب بمتلازمة بيكا يتناول أشياء غريبة بانتظام مثل الثلج، والصابون والأزرار والشعر والصمغ والطباشير والطين والورق، وقد يؤدي ذلك إلى حدوث مخاطر صحية تشمل حالات التسمم (مثل التسمم بالرصاص)، والالتهابات الطفيلية (مثل داء السهميات وديدان الأسكارس)، وحدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي كالمشاكل المعوية والإمساك والتقرحات والثقوب، والاختناق، وحدوث مشاكل في الأسنان كفقدانها وتآكل شديد فيها وتصدُّعها. وسلامة صحتكم.