نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
دماء على رقعة الشطرنج - الهلال نيوز, اليوم السبت 1 فبراير 2025 03:05 مساءً
في مرحلة الشباب (المرحلة الجامعية) كنت من هواة قراءة الصحف المحلية والمجلات العربية مثل مجلة المجلة، اليقظة والنهضة. مجلات كانت تباع في رحاب الجامعة (عند مدخل صالة الطعام بالإسكان الجامعي)، في تلك الفترة الزمنية، أتذكر الشباب اللذين كانوا يقومون بتوزيع أشرطة الكاسيت التي تحتوي على الوعظ الديني، إلى جانب قيامهم بجمع الأموال من الطلبة الجامعيين عند مسجد الإسكان الجامعي، الهدف من جمع الأموال هو إرسالها إلى الحرب الأفغانية. الحرب التي جذبت الكثير من شباب ذلك الجيل إلى صراعات لا ناقة لهم فيها ولا جمل! شباب هلك منهم من هلك (باع عقله وأضاع مستقبله) ومنهم من خرج بالسلامة (يحمد الله عليها)!
الحرب الأفغانية كانت كابوسا مزعجا في حياة الكثير من العوائل في مجتمعنا! كيف؟ كانت هناك قوتان عظمتان في تلك الفترة الزمنية من القرن الماضي، القوة الرأسمالية متمثلة في الولايات المتحدة الأميركية، والقوة الشيوعية متمثلة في الاتحاد السوفيتي المنحل. الصراع بين تلك القوتين أدى إلى انقسام العالم إلى شطرين، شطر شرقي (يتبع السوفييت) وشطر غربي (يتبع أميركا)، دارت بين تلك القوتين العديد من الصراعات التي عرفت بمصطلح الحرب الباردة. من تلك الصراعات كان الصراع الأفغاني الذي انطلقت شرارته الداخلية بين طبقات الشعب الأفغاني. تلك البقعة الآسيوية (الأرض الأفغانية) كانت محل صراع بين القوتين العظمتين! بقدرة قادر، تحول ذلك الصراع بين الإسلام والشيوعية! كيف؟ في تلك الفترة، كان المنبر الإعلامي في نشر ثقافة الحرب الأفغانية هي أشرطة الكاسيت، نسخ (لا تحصى) توزع مجانا، فيها من القصص التي تحث الشباب (خاصة) على المشاركة في تلك الخدعة (آسف، الملحمة الكبرى)!
باختصار، صاحب هذه القصة (من شباب تلك الفترة الزمنية) ما زال حيا يرزق، قال: كنت أهرول هاربا من المنزل وأنا أحمل بندقية رشاش (كيف وصلت إلى يده؟) أريد اللحاق بركب الذاهبين إلى أفغانستان! أمي تلحق بي طالبة البقاء معها! كان يريد أن يؤتى بقميصه الملطخ بدمائه إلى أمه كي تشم رائحة دمه التي سوف تجذب سكان الحي الذي يسكن فيه!