تمتلئ جغرافيا المملكة بالكنوز الطبيعية في باطن الأرض، ما جعلها وجهة محببة لهواة التنقيب والاستكشاف من جميع أنحاء العالم، لاسيما في الباحة جنوب المملكة، حيث ولدت فكرة تأسيس نادي هواة "التنقيب والاستكشاف" ضمن البوابة الوطنية للهوايات "هاوي"، إحدى مبادرات برنامج جودة الحياة.

فقد قرر مجموعة من الشغوفين أن يجمعوا شمل هواة التنقيب والاستكشاف تحت سقف واحد، ليشكلوا فريقاً في هواية البحث عن الكنوز الطبيعية والثقافية التي تزخر بها أرض الوطن.

قبل ثمانية أشهر تقريبًا، وتحديدًا في شهر فبراير من عام 2024، أسس مبروك الغامدي وعماد الغامدي نادي "التنقيب والاستكشاف"، والذي يعنى بجمع هواة البحث عن المعادن والأحجار الكريمة والآثار، انطلاقاً من إيمانهم بأهمية تطوير الهوايات وتحويلها إلى أنشطة منظمة تساهم في خدمة المجتمع.

يقول عماد الغامدي نائب القائد في النادي: "بدأ النادي رحلته بأربعة أعضاء، ثم توسع ليشمل ستة أعضاء، واستطاع بفضل جهودهم المتواصلة أن يجذب أكثر من ثلاثمائة عضو حتى الآن، مع طموح كبير للوصول إلى عشرة آلاف عضو في المستقبل القريب".

رحلات استكشافية متنوّعة
لا يقتصر شغف أعضاء نادي هواة التنقيب والاستكشاف على مجرد البحث عن الكنوز المدفونة، بل يتعداه إلى استكشاف أعماق الأرض وفهم التكوينات الجيولوجية التي شكلتها على مر العصور.

فمن خلال رحلاتهم الاستكشافية المتنوّعة، يزور أعضاء النادي الكهوف العميقة، ويتسلقون الجبال الشاهقة، ويستكشفون الوديان الخفية، ليس هذا فحسب، بل يسعون أيضاً إلى توثيق اكتشافاتهم وإجراء الأبحاث العلمية عليها، مما يساهم في إثراء المعرفة العلمية حول التراث الجيولوجي والثقافي للمملكة.

ومن أجل تحقيق أهدافه الاستكشافية بطريقة علمية، يحرص النادي على تنظيم ورش عمل تدريبية متخصصة، حيث يتعلم الأعضاء كيفية استخدام أدوات الاستكشاف الحديثة، وتطوير مهاراتهم في مجال الجيولوجيا.

تطور النادي بعد الانضمام لـ "هاوي"
وبحسب الغامدي لعب انضمام النادي إلى البوابة الوطنية للهوايات "هاوي"، دورًا محوريًا في تطوير أنشطة النادي بشكل كبير، حيث قدمت البوابة التسهيلات اللازمة للحصول على التراخيص الرسمية، وساهمت في التعريف بالنادي وجذب المزيد من المهتمين.

وقد لمس أعضاء النادي فرقًا كبيرًا منذ انضمامهم إلى البوابة، حيث انتقلوا من ممارسة هوايتهم بشكل فردي وعشوائي إلى العمل ضمن فريق منظّم، يستفيد من الخبرات المتراكمة لأعضائه.

ويؤكد الغامدي أن النادي يشهد نشاطًا ملحوظًا من خلال تنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة المتعلقة بالتنقيب عن الأحجار الكريمة والمعادن والآثار في مختلف مناطق المملكة.

ويسعى النادي جاهدًا ليكون مرجعًا في مجال الاستكشاف، حيث يقدم برامجه وأنشطته لجميع فئات المجتمع، بغض النظر عن العمر أو الخبرة.

توسيع الأنشطة وزيادة الخبرات
وعن أهداف النادي المستقبلية، يقول نائب القائد: "نطمح مستقبلا إلى الحصول على الاعتراف الرسمي من جميع الجهات المعنية بالتنقيب والاستكشاف، وذلك لضمان تنظيم هذه الأنشطة بشكل قانوني ومهني، وتجنب أي تداخل مع الأنشطة الأخرى. كما نسعى إلى تطوير قدرات الأعضاء من خلال تنظيم دورات تدريبية وورش عمل متخصصة، وتبادل الخبرات مع النوادي والمؤسسات المهتمة بهذا المجال على المستوى المحلي والعالمي".

يذكر أن قطاع الهوايات في المملكة، شهد نموًا متسارعًا منذ إسناد كل ما يرتبط بالقطاع إلى مركز برنامج جودة الحياة الذي يشكل المظلة المعنية بقطاع الهوايات "هاوي"، والتي تعمل على تقديم الدعم والتمكين للهواة من الجنسين في مختلف الهوايات، إلى جانب التوعية المستمرة بأهمية ممارستها، وفق مستهدفات رؤية المملكة 2030.