امتطِ صهوة التاريخ وانطلق بفخر وعزة نحو بداية الحكاية، في سبيل الوصول إلى الجذور، والاهتداء لعمق الأساس المتين، الذي قامت عليه هذه البلاد المباركة وما زالت، بفضل الله عز وجل ثم بتضحية أبطال عظماء، ارتوت الأرض بدمائهم، وخلد التاريخ أسماءهم، وستجد أن الجهالات المتكاثفة حولك ستبدد، وأن الأكاذيب المتكررة على مسامعك ستتجلى، فشعاع الشمس لا يُخفى، ونور الحق لا يُطفأ.

مفزع الدول العربية، وواجهة الدول الإسلامية، هكذا هي المملكة العربية السعودية، والتي استحقت هذه المكانة الرفيعة، والريادة العالمية، بفضل الله أولا وآخرا، ثم بحفاظها على أصالة هويتها، وتفعيل قراراتها الحكيمة، وتلاحم قيادتها وشعبها، تنصر المظلومين وتغيث المنكوبين وتعين المحتاجين وتجبر المكسورين، فأحبها العباد في مختلف البلاد، ومع ذلك لم تسلم من حقد وحسد وكره وكيد من أعوان الشيطان وخدامه، يتركون الحقائق الواضحة الجلية والمواقف المشرفة المعلنة، ويلفقون الأكاذيب ويروجون الشائعات، بغرض بث الفرقة وإفساد السمعة، ولكن المثل المتجسد على أرض الواقع (القافلة تسير والكلاب تنبح).

لهذا الوطن العظيم بداية مشرقة، وقصة مشوقة، إن أردنا الحقيقة فما علينا سوى أن نقرأ من المصادر الموثوقة، ونشاهد المرئيات المعتمدة، فتتشكل في عقولنا صورة ذهنية صادقة نافعة، تكون هي الإطار العام لتقدمنا، والقلب النابض لهويتنا، تسري في العقول فتنتعش، وتتلقفها القلوب فتزهر، صورة ذهنية حقيقية مفادها: أن هذه الدولة المباركة منذ ثلاثة قرون، قامت على التوحيد وما زالت، وأولت اهتمامها الكبير لخدمة الدين، ورعاية الحرمين الشريفين، وتحقيق الوحدة والأمن والاستقرار، والاستمرار في البناء والتنمية.