اقربوا من أبنائكم واحتووهم - الهلال الإخباري

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
اقربوا من أبنائكم واحتووهم - الهلال الإخباري, اليوم الأربعاء 23 أبريل 2025 07:04 مساءً

إن الأبناء هم نعمة من أفضل النعم التي أنعم الله بها على الإنسان، وهي من أعظم المسؤوليات التي حملها الله على كاهل الآباء والأمهات، وأمانة أستودعها الله لديهم لحفظها ورعايتها وحسن تربيتها، حيث يقول المصطفى عليه الصلاة والسلام "كلكم راعٍ ومسئول عن رعيته، فالإمام راعٍ، وهو مسئول عن رعيته، والرجل في أهله راعٍ، وهو مسئول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راعٍ، وهو مسئول عن رعيته" (رواه البخاري)، وقال الله تعالى ﴿يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون﴾ (التحريم-6).

قد يتضجر بعض الآباء والأمهات من التعامل مع أبنائهم وتصرفاتهم خاصة هذه الأيام، ولكننا لو أمعنا النظر في الضغوطات والصعوبات التي يعيشها جيل هذا الزمان، قد تجعلنا نعيد التفكير في الطريقة التي سوف نمارسها في التعامل معهم وننظر للموضوع من زاوية أخرى تمثل أهمية كبرى في نجاح العلاقة بين الوالدين والأبناء، وتقرب وجهات النظر، فهذه الأجيال تواجه ضغوطا كبيرة بعد الانفتاح على العالم بشكل كبير ودخول عالم الشبكة العنكبوتية "الإنترنت" والاعتماد المفرط على التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، ومشاهير التواصل الاجتماعي، وحب العزلة والأجهزة الالكترونية، والانفصال الاجتماعي، والتنمر خاصة في المدارس، والتحدي الاقتصادي العالمي وزيادة متطلبات الحياة واختراعاتها مع التضخم الاقتصادي والاختلافات الثقافية والدينية وقلة فرص الدراسة، خاصة الجامعية، والتي تؤثر على فرص العمل، وصعوبة المواصلات وارتفاع تكلفتها، وانتشار الجرائم والعنف وتعدد وسهولة المخدرات وأنواعها رغم ما تبذله الدولة من مجهودات خارقة لمكافحتها، وغلاء السكن وغلاء المهور، والأصعب من ذلك هو انشغال بعض الآباء والأمهات معا عن الأبناء طوال النهار بسبب العمل، خاصة بعد التزايد الملحوظ في توظيف النساء ودخولهن سوق العمل بشكل كبير من أجل تحسين مستوى معيشة الأسرة المادية.

أثبت باحثون من جامعة نيوكاسل الإنجليزية أن تواصل الآباء مع الأبناء منذ نعومة أظافرهم يجعلهم أكثر نشاطا اجتماعيا وأكثر حيوية من حيث التواصل مع الآخرين وتكوين علاقات اجتماعية ناجحة، وأما التواصل المستمر مع الأبناء يرفع من قدرات التحصيل العلمي لهم، وعن مرحلة الطفولة، فقد أفادت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها الأمريكية (CDC) بأن واحد من كل 6 أطفال بين سن 2-8 أعوام يعاني من اضطراب نفسي وسلوكي بسبب ضعف التواصل بينه وبين والديه وعدم القرب منه أو اللعب معه أو ملاطفته.

إن الحوار الدائم والهادف مع الأبناء يساهم بشكل كبير وعميق في تقارب الآباء والأبناء وتسهيل دور التربية على الوالدين وتقبل الأبناء للنصح والتوجيه والإرشاد ومعرفة الصعوبات التي يواجهونها ومناقشة الحلول المناسبة لها وتدارك الأخطاء وكيفية علاجها قبل فوات الأوان، ومعرفة تفكير الأبناء وأساليب إقناعهم وكسب ثقتهم وتأصيل الهوية الذاتية لهم، وتنمية عقولهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وتحفيز قدراتهم لمواجهة الضغوطات والصعوبات، والتعبير عن آرائهم بحرية وعدم الخوف وشعورهم بالأمان النفسي والانتماء للأسرة وارتباطهم بها وحمايتهم من اللجوء للغرباء والسيئين.

وأختم بأن الوالدين هم قدوة وأسوة للأبناء وهي أهم وسائل التربية وأنفعها للأبناء، فكما ينتقل صلاح الآباء للأبناء كذلك ينتقل سوء الخلق وقبائح الأعمال والأقوال والفساد لهم، فقد ضرب الله جل وعلا مثلا في حفظ الله لأبناء الصالحين في سورة الكهف عندما حفظ الكنز لليتيمين بإرسال رجلين عظيمين هما موسى عليه السلام والعبد الصالح الخضر، فقال تعالى {وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك ۚ وما فعلته عن أمري ۚ ذٰلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا} (الكهف-82).

أخبار ذات صلة

0 تعليق