نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ماذا نريد من ترامب في زيارته الثانية؟ - الهلال الإخباري, اليوم الأحد 11 مايو 2025 12:10 صباحاً
يدل اختيار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرياض لتكون أول محطاته الخارجية على أهمية المملكة العربية السعودية على الصعيد الإقليمي والدولي، ويأتي ذلك معززا لما قام به حال توليه الرئاسة، إذ كان أول اتصال هاتفي أجراه بقائد دولي مع سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وفي ذلك إقرار رسمي بأهمية السعودية ودورها السياسي المتصاعد إقليميا ودوليا.
كما تأتي زيارته للمنطقة وهي في أشد حالاتها التهابا، حيث تتصاعد وتيرة الحرب الباكستانية الهندية، وتتزايد عربدة إسرائيل وانتهاكاتها القانونية والإنسانية والسياسية في الأراضي المحتلة بفلسطين وسوريا ولبنان، مع عمل حكومتها اليمينية المتطرفة لتوريط الجيش الأمريكي في عملياتها العسكرية ومخططاتها التدميرية في المنطقة، وهو ما سيدخل القوات الأمريكية في نفق لا نهاية له ولن يكون له أي طائل، والصراع مع اليمن مؤخرا نموذجا لذلك، الأمر الذي تنبهت له القيادة الأمريكية، وعملت على وقف عملياتها بصيغة تفاهم مقبولة بوساطة عمانية، وهي الوساطة نفسها التي تدير مفاوضاتها غير المباشرة مع إيران، بغية الوصول إلى حل يؤدي إلى تنفيس المنطقة وفق مصالح مختلف الأطراف، باستثناء ما تريده حكومة إسرائيل اليوم التي تعمل على إشعال فتيل الحرب بدماء الجيش الأمريكي.
يأتي الرئيس ترامب حاملا ملفات اقتصادية تستهدف مزيدا من الاستثمار الخليجي في الولايات المتحدة، لكن استدامة ذلك بشكل ناعم ودائم يستوجب التحلل من أعباء القرن العشرين وأحماله السياسية الثقيلة، وذلك بإنهاء حالة الصراع في المنطقة، وإحلال السلام والأمن والاستقرار بشكل كلي، ولن يتأتى ذلك إلا بإدراك القيادة الأمريكية لأهمية دعم مسار حل الدولتين في الصراع الإسرائيلي العربي الذي تتبناه القيادة السعودية، والتفكير بمسؤولية لإيقاف الاعتداءات الإسرائيلية في غزة، مع دعم المجتمع المدني وإعادة إعمار المقاطعة، وهو ما سيخفض من حدة التوتر البيني في إقليم الشرق الأوسط، وينعكس إيجابا على سلاسل الإمداد الاقتصادية، وطرق التجارة الدولية.
أخيرا فقد أعلن ترامب عن نيته تأكيد اسم العربي في تسميته للخليج، وبدأ محرك Google في تغيير المسمى تدريجيا، فإذا بحث مستخدم من الدول العربية في خرائط Google عن الخليج فسيظهر له باسم «الخليج العربي»، وإذا بحث مستخدم من إيران فسيظهر له اسم «الخليج الفارسي»، أما إذا بحث مستخدم من دول لا ترتبط بالخلاف حول التسمية فسيظهر له الاسمان «الخليج الفارسي» و»الخليج العربي» بين قوسين.
وواقع الحال وإن كان ذلك مهما كمكسب سياسي، لكنه يأتي ثانيا بعد إقرار السلام العادل في المنطقة، ووقف الدعم اللامحدود لإسرائيل التي تستهدف إعادة تشكيل الخارطة الجيوسياسية بنظر ودعم وموافقة الغرب بقيادة الولايات المتحدة، وهو أمر مرفوض كليا، ولن يستكين له العرب قطعا.
0 تعليق