تسريحات لاعبينا حرفنة وخرفنة - الهلال الإخباري

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تسريحات لاعبينا حرفنة وخرفنة - الهلال الإخباري, اليوم الأحد 9 فبراير 2025 08:37 مساءً

لن أدخل في حرمة أو كراهية القزع الذي انتشر في ملاعبنا الرياضية في المواسم الماضية بشكل لافت، والقول المشهور لدى علماء الحديث وحاذقي الفقه وأصوله في ذلك، واقتفاء أثر الخلاف بينهم، في الأحكام المفضية للتحريم وخلافه، سيكون بابي وهو باب واسع للنقاش ولطرح التساؤلات لتلك الموضة التي طال أمدها ولم تنصرع حتى الممات مع بقية صرخات الموضات الأخرى التي سرعان ما برزت بين ظهرانينا وبطرفة عين اضمحلت، فالقزع التي يتسابق عليه الرياضيون السعوديون على وجه التحديد تتبع آخر صيحاته وتشكيلاته، طال أمده واستشرى في المجتمع وأصبح ينتشر بسرعة البرق كانتشار النار في الهشيم، وتحديد الرياضيين السعوديين لم يكن هدفا مستقصدا، بل لأنهم هم من يقود الآخرين للتفرد في تقليدهم وتتبع مسيرتهم في التسريحات التي ينصبونها في كل زاويا ملاعبنا وصالاتنا الرياضية، وباستعراض لثقافات مجتمعية دخيلة على مجتمعنا المحافظ.

مرت الملاعب السعودية طيلة عقودها الخمسة الماضية بتحولات ثقافية وبانفتاح على المجتمعات الخارجية، وتلقت عددا من الثقافات والموضات سواء في المظهر الخارجي أو في تسريحات الشعر وكذا خطوط الذقن، إلا أن رياح التغير ودورته الزمانية السريعة جرفتها وطويت صفحاتها للنسيان، إلا ظاهرة القزع الحالية التي تشبثت بقواعدها وأصبح اقتلاعها من جذورها كاقتلاع نظرية المؤامرة لدى عقول بعض جماهير الأندية، ومن المهام التي يصعب السيطرة عليها ما لم يراجع اللاعبون عقولهم ويدققوا في ضمائرهم، لا سيما الذين تجاوز العقد الثالث من أعمارهم وباتوا على شفرة من الاعتزال وتوديع الملاعب.

أمام المجتمع بأسره مسؤولية محاربة الثقافات الدخيلة، فالقصات الغريبة والشعر المجدل غير المستوحى من ثقافتنا الإسلامية والمجتمعة المحافظة، يجب أن يكون لها وقفة من جميع مؤسسات المجتمع، إذ نريد أن يكون للرياضي السعودي شخصية مستقلة بذاته وتعبر عن مكونات المجتمع السعودي والمعتز بدينه، والأصيل بثقافته والعزيز بتربيته، فمثل ما صدرت التوجيهات بإلزام منسوبي الجهات الحكومية السعوديين المدنيين بارتداء الزي الوطني «الثوب والغترة أو الشماغ» منذ دخولهم لمقرات عملهم حتى خروجهم، ما عدا الذين تقتضي طبيعة عملهم ارتداء «زي مهني» معيّن مثل الأطباء والممارسين الصحيين والمهندسين ونحوهم. لماذا لا يكون هناك توجيه وزاري من قبل وزارة الرياضة بالالتزام بالتسريحات التي تتناسب مع الذوق ويتقبلها المجتمع، ولا سيما أن أغلب المنشآت تتبع للحكومة.

ولو أفاض القراء والمتابعون بمشاعرهم لمظاهر بعض لاعبينا ورياضيينا (المقززة في بعض الأحيان) فلا أشك أن الأغلبية يشمئز من بعض تلك المظاهر والقصات والتسريحات العجيبة.

أثق يقينا أن بعض هؤلاء الرياضيين سينتقدون أنفسهم على الأخذ بتلك الصيحات لقص الشعر بعد أن يتقدموا قليلا من الزمن، كون كل مرحلة عمرية لها موضتها، ولكن عليهم أن يراجعوا مواصلة هذا (اللوك) الذي يفتقد للجمال ولا يعبر عن الأناقة بأي صلة، بل إنه في أحيان كثيرة جاء على حساب أدائهم في الميدان في وقت أصبح اللاعبون يتسابقون على توفير حلاقة خاصة في غرفهم بالمعسكرات قبل النزال الكروي، ويتفاخرون في اختيار أغلى طبيب جراحة وتجميل.

ختاما، أقول لأمثال هؤلاء الرياضيين دعوا عنكم تلك الحرفنة والخرفنة في رؤوسكم، وأعيدوا لنا مظهر ماجد وأناقة النعيمة، وتسريحة الثنيان وشوشة عبدالجواد والقائمة لا تنتهي!!

أخبار ذات صلة

0 تعليق