هل هناك فوائد بالأديان والثقافات الأخرى؟ - الهلال الإخباري

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل هناك فوائد بالأديان والثقافات الأخرى؟ - الهلال الإخباري, اليوم الأربعاء 4 يونيو 2025 05:43 مساءً

قال تعالى (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة) أي أن إرادة الله هي أن تكون هناك عدة شرائع ومناهج للحياة، ولو شاء جعل كل الناس مسلمين لجعلهم لكنه لم يرد ذلك لحكمة، وسبب أساسي للحروب الدينية والإرهاب بدافع ديني هو عدم معرفة حكمة الله هذه، فما هي حكمة الله من وجود شرائع ومناهج متعددة بدل أن يكون الناس أمة واحدة؟

الجواب سيتوصل إليه من اطلع على الأديان المختلفة؛ فكل دين تخصص بجانب من جوانب التكريس الجوهري للإنسان؛ فالبوذية تخصصت بجانب التأمل العقلي الذي يضبط أنماط عمل عقلية ونفسية الإنسان. عديد من السجون بالعالم أدخلت تقنية بوذية تسمى "التأمل المتبصر" فيباسانا /Vipassana وحققت معجزات باستصلاح عتاة المجرمين خلال 10 أيام، ومن الأفلام الوثائقية التي توثق هذا وتوجد باليوتيوب (The Dhamma Brothers)
(Doing Time, Doing Vipassana)، (Vipassana in Mongolian Prisons). والهندوسية تخصصت بمجال الطاقة وما يكرسها من الرياضات الروحية كاليوجا التي يوصي بها الأطباء كعلاج طبيعي، والمسيحية تخصصت بجانب التبتل وخدمة المحتاجين (وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية)، واليهودية جانب الميتافيزيقية الروحية - حسب رواية بتفسير ابن كثير اعتقد يهود المدينة أنهم يعرفون من خلال تراثهم دلالات الحروف المقطعة بأوائل سور القرآن - وديانات المجتمعات البدائية/الشامانية لديها جانب الروحانية الطبيعية، والإسلام جانب القوانين الدينية، والحضارة الغربية جانب العلوم والتكنلوجيا والديمقراطية وحقوق الإنسان، بخاصة حقوق النساء، والصين جانب النهضة الصناعية والتجارية، ولذا يمكن لمن يطالع تراث الأديان والثقافات المختلفة أن يستفيد من الجانب الذي برزت فيه، والله قال بالقرآن إن من ينفون وجود حقائق وفوائد بأديان الآخرين هم الجهلاء الذين لا يعلمون (وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم).

في كل دين وثقافة مهما كانت هناك جواهر من الفوائد على الإنسان أن يستخرجها من بحار تلك الأديان والثقافات، وهذا المنظور يمكنه أن ينشر ثقافة الاحترام المتبادل بدل ثقافة العداء، والله قال إن الحكمة من تنوع البشر هو أن يتعرف الناس على من يختلفون عنهم كما يتعرف الجنسان على بعضهما بالزواج (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) فالقاعدة تقول إن الضد بالضد يعرف، فالإنسان حتى ليفهم ذاته الفردية والجماعية يحتاج أن يقارنها مع من يختلف عنها.

بقدر سعة اطلاع الإنسان يكون تطوره العقلي والنفسي، وهذا ما يجعله أكثر رقيا وحكمة، بينما قصور مطالعة الإنسان، واكتفاؤه بما عرفه في بيئته المحدودة يؤدي لعدم تطوره العقلي والنفسي، وهذا يتركه رهينة لمنظومة عادات وتقاليد لم يقيم مدى صوابها من عدمه، وهذا يفسر سبب تعصب البعض لعادات وتقاليد سيئة، فهم لم يطالعوا ما يختلف عنها لكي يستطيعوا تقييمها بشكل نقدي، ولذا علاج التعصب جعل المتعصبين يطالعون الجوانب الإيجابية لمن يختلفون عنهم، فالذين لديهم تعصب ضد تولي النساء للمناصب العليا يجب أن يطالعوا الدراسات التي أثبتت أن أداء النساء فيها يتفوق على الرجال "دراسات: النساء قائدات ومديرات أفضل من الرجال، عكاظ، الجمعة 4 أبريل 2025"، ومطالعة النماذج الناجحة لدى الآخرين توفر عقودا من الزمن والكثير من الموارد المهدرة في إعادة اختراع العجلة؛ فمشكلة الشعوب المتخلفة أنها تصر على إعادة اختراع العجلة، أي تبدأ من الصفر بدل الاقتداء بما وصل إليه الآخرون من تقدم وتطور والبدء من حيث انتهى الآخرون.

وجميع الأديان لهم خبرات بالحروب الدينية والإرهاب والتطرف، وكل الظروف السلبية التي يعاني منها المسلمون حاليا، ولو طالعها المسلمون وعرفوا كيف تجاوزها الآخرون لوفروا على أنفسهم فوضى الحروب والإرهاب التي دمرت دولهم، وعلى سبيل المثال؛ كيف تجاوزت أوروبا قرونا من الحروب الدينية والقومية آخرها حرب قتلت 60 مليون إنسان ليتحدوا بشكل سلمي بكيان موحد هو الاتحاد الأوروبي. "تقوم الساعة والروم أكثر الناس، فقال له عمرو: أبصر ما تقول، قال: أقول ما سمعت من رسول الله، قال: لئن قلت ذلك، إن فيهم لخصالا أربعا: إنهم لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرة بعد فرة، وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف، وخامسة حسنة جميلة؛ وأمنعهم من ظلم الملوك" رواه مسلم.

أخبار ذات صلة

0 تعليق