التقنية الحيوية وندرة الفرص - الهلال الإخباري

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
التقنية الحيوية وندرة الفرص - الهلال الإخباري, اليوم الخميس 26 يونيو 2025 12:00 صباحاً


تمر أسواق الأسهم الأمريكية مؤخرا خلال عام 2025 بمرحلة صعبة، تقلصت نافذة الطروحات العامة الأولية (IPO) للشركات الناشئة، ومعاناة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) من الاضطرابات، وتقلصت بشكل ملحوظ ميزانيات المعهد الوطنية للصحة الأمريكي (NIH) في ظل هذه الأجواء عزيزي القارئ، تبدو الصورة العامة قاتمة أمام المستثمرين ورواد الأعمال في الولايات المتحدة الأمريكية. ولكن في عمق هذه الأزمة، تتبلور فرص ذهبية استثنائية لشركات التقنية الحيوية الناشئة.

عزيزي القارئ، يطرح «بروس بوث» Bruce Booth في مقاله على منصة LifeSciVC في أبريل 2025 منظورا مغايرا للوضع الحالي، مبينا أن الظروف الصعبة لا تعني بالضرورة انعدام الفرص، بل على العكس، قد توفر بيئة مثالية لبدء في مشاريع مختلفة في مجال التقنية الحيوية. ويرجع ذلك إلى ظاهرة الندرة في تأسيس الشركات الناشئة خلال هذه الفترة، ما يعني تنافسا أقل على الموارد الأساسية مثل التمويل والمواهب والكفاءات العلمية.

وتؤكد البيانات الحديثة عزيزي القارئ، من منصة Pitchbook أن الربع الأول من عام 2025 شهد أقل مستوى لتأسيس شركات التقنية الحيوية الناشئة في الولايات المتحدة منذ عشر سنوات على الأقل. ويشير ذلك إلى تراجع حاد بلغ حوالي 70% مقارنة مع الذروة التي وصل إليها القطاع في أوائل عام 2021، حين شهد السوق انتعاشا قويا وتدفقا استثماريا غير مسبوق في تلك السنة.

تفسر هذه الظاهرة من منظور الاقتصاد الجزئي عزيزي القارئ، فالشركات الناشئة في قطاع التقنية الحيوية تعمل في إطار من العرض والطلب لرأس المال الجريء. عندما يرتفع الطلب على الاستثمار في الأسهم في الأسواق المنتعشة، تتدفق عشرات الشركات الناشئة الجديدة على السوق، كما حدث بالفعل في الربع الأول من عام 2021، حيث تلقت أكثر من 170 شركة ناشئة تمويلها الأول. ولكن مع انكماش الطلب، ينهار العرض أيضا، وهو ما نراه اليوم بوضوح.

عزيزي القارئ، هذا الانكماش والتراجع في تأسيس الشركات الناشئة لا يجب النظر إليه كمؤشر سلبي بحت، بل يجب فهمه كفرصة كبيرة. شركات رأس المال الجريء مثل «شركة أطلس» ترى أن ظروف الندرة في تأسيس الشركات توفر مناخا ممتازا للتركيز على جودة الفرص بدلا من الكم. ففي زمن الازدهار الزائد، تكون المنافسة شرسة للغاية، مما يقلل فرص نجاح الشركات الناشئة الجديدة.

من الناحية الاستثمارية، توفر هذه المرحلة فرصة ذهبية للمستثمرين في المراحل المبكرة. يمكن للمستثمرين أن يحصلوا على حصص ملكية أكبر وبشروط أفضل، مما يمنحهم فرصة الاستفادة من ارتفاع قيمة هذه الاستثمارات عندما تتحسن الظروف الاقتصادية لاحقا.

في الواقع عزيزي القارئ، تلخص هذه الظروف ثلاثة عناصر رئيسية تضمن نجاح الشركات الناشئة المدعومة برأس المال الجريء، وهي: التقنية والموهبة ورأس المال. في زمن الندرة الحالية، تتوافر هذه العناصر بشكل أفضل مما هو عليه في الأوقات التي تكثر فيها الشركات الناشئة الجديدة.

وفي الختام عزيزي القارئ، إن الظروف الحالية في هذا العام 2025 التي تبدو في ظاهرها صعبة، قد تمثل في الحقيقة فرصة نادرة لتأسيس شركات ناجحة وقوية في مجال التقنية الحيوية. فالتركيز على الجودة والتميز والاستثمار في شركات ذات أسس علمية وتقنية رصينة وفريق عمل متميز هي مفاتيح النجاح في هذه المرحلة. لذا، قد يكون هذا العام نقطة تحول حقيقية في قطاع التقنية الحيوية، إذا أحسن رواد الأعمال والمستثمرون استغلال الظروف الحالية لتأسيس شركات مبتكرة وقادرة على تحقيق اختراقات علمية وطبية مؤثرة.

nabilalhakamy@

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق