تأملات مسترسلة - الهلال الإخباري

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تأملات مسترسلة - الهلال الإخباري, اليوم الاثنين 30 يونيو 2025 12:46 صباحاً

من الأسئلة التي أقضي وقتا لا بأس فيه تأملا فيها وتقليب النظر حولها، كيف يمكن للإنسان أن يكوّن نمط حياة وشخصية وعادات تساعده على التعامل مع تحديات الحياة بشكل صحيح وحكيم؟ وكيف يصبح هذا النمط قوة داخلية تدفعه للتفاعل الإيجابي في أغلب الأوقات، وتمنحه حماية وحصانة نفسية تساعده على النمو والنضج بشكل طبيعي ومستمر، أعرف أنه سؤال مفتوح ويحتمل عشرات الإجابات، ولكن سأحاول أن أجيب عنه كخاطرة تأمل قد يكون فيها شيء من الصحة وإلا من كرم نفسك عزيزي القارئ بأن لا تثريب على تلك الخواطر والتأملات المسترسلة.

من التأملات الجميلة التي أعتقد أنها تضيف نموا وتطورا في النفس والعقل عندما يكون هناك تدبر غير متحيز لجذور الأشياء والأفكار والآراء، لأنها وبكل بساطة إما أن تعزز فكرة وموقعا إحداثيا سابقا صحيحا لديك في البنية الشخصية أو تغير مفهوما اعترضه شيء من الخطأ، وفي ظني أن هذه الخصلة الحميدة كفيلة بأن تجعل التسارع في النضج الشخصي في أفضل صورة له، وأثره ممتد ليتسع في فعالية أدوار الحياة التي نعيشها.

ركيزتان أساسيتان ما إن تواجدت في البنية الشخصية وكانت محل رقابة وتحت المجهر إلا وكان لها أثر كبير على شكل الحياة الإيجابية التي نعيشها، المنهجيات في التفكير أو دعنا نقولها بطريقة أخرى التفكير بشكل صحيح وسلم القيم، وهذان الجانبان أتصور أنهما بمثابة الجناحين التي ترفرف بالإنسان في هذه الحياة، وتجعله يدور في فلك الحياة الطيبة والتأثير الإيجابي.

تأمل في أي خطأ بشري أيا كان مشربه، ستجد وراءه أو دوافعه الجذرية إما نمط فكري خاطئ أو ضمور في القيم أو خليط فيما بينهما. فعدم وجود ركائز واضحة في منهجيات التفكير الصحيحة سيقود بالتأكيد إلى الأخطاء والتناقض والعشوائية واهتراء سلم القيم أيضا، بالتأكيد سيجعل من البوصلة الأخلاقية مفتقدة لاتجاهها الشمالي. فالأول سيقودك للتأملات الصحيحة تجاه الأمور قدر الاستطاعة في البنية الفكرية لديك، والآخر سيجعل دوران القرارات والأفعال الشخصية حول حاكمية الأمور الصحيحة والنزاهة تجاهها وحتى لو كانت على خلاف أفكارك القديمة.

والتأمل المستمر تجاه هذين المحورين في تفاعلات الحياة كافة من خلال استنطاق طرق التفكير الصحيحة أو استنطاق القيم منها سيعزز حتما انتقالها وممارستها لديك على الواقع الشخصي، شريطة أن يكون ذلك ابتداء موضع اهتمام وأولوية لديك، وبمجرد أن تصبح هذه الخصلة مرتبطة في واقعك الفكري أو القيمي بمثابة سياق تلقائي لديك ستجد من نفسك في حالة متطورة وديناميكية تجاه التغييرات الإيجابية الكبرى في حياتك وكأنها أساسات تحتمل أن تبنى عليها شخصية ناطحة سحاب غير محددة الطول.

وأعتقد أيضا أنه لا يمكن للنسق الشخصي الذي يجمع بين التفكير السليم والبوصلة الأخلاقية أن يؤتي ثماره الحقيقية أو يظهر أثره الإيجابي في حياة الإنسان بمجرد أن يكون حبيسا في الجانب المعرفي فقط دون وجود ممارسات وتطبيقات، أو بحماسة عابرة ومؤقتة تظهر بين حين وآخر. فبناء هذا النسق هو عملية مستمرة وطويلة، تمتد طوال حياة الإنسان، ورحلة تراكمية لا تنتهي.

والله أعلم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق