إعداد: محمد عزالدين
كشف تحليل جديد لبقايا بشرية، عمرها 18 ألف سنة، عثر عليها في كهف مازيكا بالقرب من مدينة كراكوف في بولندا، أجراه باحثون إسبان من المعهد الكاتالوني لعلم البيئة البشرية القديمة والتطور الاجتماعي، أن الجماعات الأوروبية القديمة «العصر المجدلي» (قبل 23000 إلى 11000 سنة)، كانت تأكل لحوم البشر، من خلال استئصال آذان جثث الأعداء المهزومين واستخراج أدمغتها.
وقال فرانشيسك مارغينيداس، الأستاذ بالمعهد، والباحث الرئيس في الدراسة: «استخدمنا تقنيات الفحص المجهري ثلاثي الأبعاد المتقدمة لدراسة 53 عظمة، عثرنا عليها في الموقع، تعود لعشرة أفراد بينهم 6 بالغين وأربعة أطفال، ووجدنا أن 68% من العظام تحمل علامات قطع وكسور، ما يثبت أن هذه الإصابات كانت نتيجة عمليات متعمدة، وليس نتيجة لهجمات حيوانية أو حوادث عرضية».
وأوضح أن «بالنظر إلى 20 شظية من الجمجمة، تمكنا من تحديد الجروح الناتجة عن سلخ فروة الرأس ونزع الجلد وإزالة الأذنين والفك، بالإضافة إلى ذلك، تشير الكسور على طول خيوط الجمجمة إلى أن الناس كانوا يكسرون جماجم الجثث لإزالة الأدمغة، ويمكن رؤية المزيد من الأدلة على الذبح على عظام الكتف والذراع والساق».
وأضافت بالميرا سالاديه، من المعهد، وباحثة مشاركة في الدراسة: «إن السبب وراء سلوك أكل لحوم البشر لا يزال غير واضح، ولكن الأدلة الأثرية من كهف مازيكا، تشير إلى أن حالات أكل لحوم البشر لم تكن مرتبطة باحتياجات البقاء على قيد الحياة، لأن العصر المجدلي، تميز بزيادة عدد السكان والمجاعة تفسير غير محتمل لأكل لحوم البشر الآخرين».