التطورات التقنية أزالت الحواجز أمام المبدعين - الهلال الإخباري

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
التطورات التقنية أزالت الحواجز أمام المبدعين - الهلال الإخباري, اليوم الجمعة 21 فبراير 2025 10:13 مساءً

أكّد منتجون وصنّاع أفلام على أهميّة الابتكار في السرد القصصي ودوره المحوري في صناعة السينما باعتباره حرفة قائمة بحدّ ذاتها، مستعرضين كيف أسهمت التطورات التقنية في إزالة الحواجز أمام المبدعين، ما أتاح للجميع فرصة سرد قصصهم بطرق مبتكرة ومؤثرة.
جاء ذلك خلال جلستين حواريتين ضمن فعاليات المهرجان الدولي للتصوير «اكسبوجر 2025»، أدارها بيورن لاوين، وكانت الأولى بعنوان «تطور سرد القصص: الماضي - الحاضر - المستقبل»، بمشاركة كلّ من المخرج والمنتج جلين جينور، وصانع الأفلام ترافون فري، والمخرج السينمائي سراج جهافري. والأخرى بعنوان «دور التكنولوجيا في السرد القصصي الحديث»، وشارك فيها خبراء الإنتاج الفنّي، سانتياغو ليون، ويوهان واديا، وآرثر باوم، وسراج جهافري.
تناول المتحدثون في الجلسة الأولى تطور تقنيات السرد القصصي عبر الزمن، والتحديات التي تواجه صناع الأفلام، وكيفية الاستفادة من التطورات التكنولوجية في تقديم قصص مؤثرة. 
وأكد جلين جينور أن صناعة الأفلام كانت دائماً صناعة دقيقة، لكن بالإصرار والابتكار يمكن تجاوز العقبات. وشدد على أن الابتكار في السرد القصصي هو مفتاح رئيسي للنجاح في هذا المجال.
من جانبه، أشار ترافون فري إلى أن الإمارات بلد ملهم يضم العديد من صُنَّاع الأفلام الشباب، مؤكداً أن صناعة السرد القصصي تشهد إقبالاً متزايداً.
بدوره، ركّز سراج جهافري على أهمية المنصات القوية في دعم نجاح الأفلام وانتشارها، مؤكداً أن الفيلم الذي يحمل قصة محكمة السرد يصل إلى الجمهور بسرعة أكبر، حتى لو كان قصيراً.
كما شدد على ضرورة انسجام فريق الإنتاج لضمان تقديم قصة مؤثرة، مؤكداً أن القصة العظيمة تمنح المشاهد درساً مهماً، وتساعده على اكتساب تجارب حياتية قيّمة.
في الجلسة الثانية، أوضح سانتياغو ليون أن التكنولوجيا لم تسرّع عملية السرد فحسب، بل جعلتها أكثر تأثيراً وعمقاً، مما أتاح للمبدعين تحويل أفكارهم إلى واقع ملموس.
من جانبه، شدّد يوهان واديا على أن سرعة الإنتاج التي تتيحها التكنولوجيا لا تعني الاستغناء عن الإبداع أو التقليل من قيمته، مؤكداً أن التقنيات الحديثة قد تجعل العملية أكثر كفاءة وسلاسة، لكنها لا تُغني عن أهمية القصة الجيدة التي تبقى جوهر العمل السينمائي..
وفي السياق ذاته، تناول آرثر باوم التأثير العميق للبرمجيات الحديثة في صناعة المحتوى، مسلطاً الضوء على التغيرات الجوهرية التي أحدثتها التطورات التقنية في بيئة عمل صُنّاع الأفلام، حيث بات تحريك المشاهد وبناء العوالم الافتراضية أكثر سهولة وبتكاليف أقل مما كان عليه الوضع قبل عقدين من الزمن.

مغامرة تحت الماء.. رسالة لإنقاذ الكوكب

لم يكن فرانك جازولا مجرد مصور مغامر، بل إنه رجل استجاب لنداء البحر منذ أكثر من عشر سنوات، وغاص في أعماقه، مسجّلاً بعدسته تحولاته الحيوية والبيولوجية، وصار واحداً من أبرز المصورين البيئيين الذين وهبوا حياتهم لرصد الجمال الهش تحت الماء، والتحذير مما يهدده.

في حديثه خلال جلسة ملهمة على هامش مهرجان التصوير الدولي «إكسبوجر» 2025، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، استعاد جازولا لحظة التحوّل الأولى في مسيرته، قائلاً: «كان لقاءً عابراً مع مصور شهير، أعلنت أمامه عن رغبتي بأن أصبح (مصوراً مهماً)»، فدعاه الأخير للانضمام إلى مشروع استكشاف في غرينلاند، إلا أنه لم يكن يعلم آنذاك أن تلك الدعوة ستغير مجرى حياته، وتأخذه إلى حيث لا نهاية للمغامرة. يقول جازولا: «منذ ذلك الحين لم أنفصل عن اللون الأزرق، فهو يحيطني، ويسكنني، ويدفعني لمواصلة التوثيق، ليس فقط لحياة المحيطات، بل أيضاً للآثار التي يتركها الإنسان عليها بسبب السياسات البيئية غير الرشيدة». وهكذا امتزج شغفه بالمغامرات بمهمة أعمق، وهي الدفاع عن الكوكب، عبر عدسة تكشف للعالم ما يجري تحت سطح الماء.

لم يكن التصوير وحده سلاحه، فقد أصبح محاضراً في مجال حماية البيئة البحرية، مسلطاً الضوء على تدهور الشعاب المرجانية، والتلوث الناجم عن البلاستيك، والتغير المناخي. لكن شغفه هذا لم يكن بلا ثمن.

تحدث جازولا عن أحد أكثر تجاربه تحدياً: «مكثت شهراً في القطب الشمالي، أمارس الغطس في المياه المتجمدة. كان ذلك شاقًا للغاية، ولكنني لم أتمكن من التوقف، لأنني أحب ما أفعله». ولم تكن تلك المغامرة الوحيدة، فقد جاب ألاسكا أكثر من مرة، وواجه الدببة القطبية وجهاً لوجه. وأفاد «كان يمكنني أن أبتعد عن المخاطر، لكنني لم أفكر يوماً في التراجع. هذا الشغف يجذب محبيه حتى النهاية».

ضمن هذا المشروع، غاص مع فريقه حتى 80 متراً تحت سطح الماء، وهناك واجهوا أكثر من مرة خطر هجوم الكائنات البحرية. لكنه يؤمن أن مواجهة المخاطر جزء لا يتجزأ من المهنة، ما دام الهدف هو حماية البيئة البحرية.

وقال جازولا: «إكسبوجر» ليس مجرد منصة للصور، بل فضاء يعيد تعريف دور المصورين، ويمنحهم الفرصة لإيصال رسائلهم إلى العالم.

«الفطر».. قصص لا يعرفها أحد

«لو أراد الفطر أن يتكلم، فما الذي سيقوله؟». بهذا السؤال بدأ المصور أغوراستوس باباتسانيس خطابه، حيث كشف عن عالم الفطر المذهل الذي لا يزال غامضاً للكثيرين. وأوضح كيف يمكن للصورة أن تمنح الفطر صوتاً بصرياً يروي قصصاً غير معروفة عن الطبيعة، مشيراً إلى أن هذا النبات الفريد، رغم كونه مألوفاً، يخفي وراءه عوالم من السحر والجمال والتنوع البيئي، مؤكداً أن تصوير الفطر يتجاوز كونه توثيقاً لنبات، إلى رحلة بصرية تسد الفجوة بين الفن والعلم، وتقدم منظوراً جديداً للطبيعة من خلال عدسة المصور.

جاء ذلك في خطاب ملهم بعنوان «سحر الفطر» ضمن فعاليات المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر 2025»، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في منطقة الجادة ويستمر حتى 26 فبراير الجاري، حيث استعرض باباتسانيس خلال حديثه مسيرته في توثيق الفطر منذ عام 1990، متحدثاً عن الجولات الاستكشافية التي خاضها، والأبحاث التي شارك فيها، وتضمنت فحص الفطر تحت المجهر، إلى جانب ترجمة وكتابة العديد من الكتب حول هذا المجال.

الجوع.. سرد مختلف

في خطاب مُلهم خلال اليوم الأول من فعاليات المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر 2025»، سلّطت المصوّرة الإسبانيّة ليز أرانجو الضوء على قضيّة الجوع كأزمة إنسانيّة معقدّة تتطلب سرداً مختلفاً، وكشفت عبر مشاريعها الوثائقيّة عن الجوانب الخفيّة لهذه الأزمة، من خلال توثيق قصص شخصيّة وجماعيّة للمتضررين من انعدام الأمن الغذائي حول العالم، مؤكّدة على دور التصوير في إعادة تشكيل الوعي العالمي حول هذه الأزمة الإنسانيّة، موظفة الإثارة البصريّة لتصوير الحقائق اليوميّة.

«لا يمكنك أن ترى الأطفال وهم يموتون جوعاً»، بهذه الكلمات القوية استهلّت المصورة المعروفة بسرد القضايا البيئية والاجتماعيّة حديثها، وأضافت: «الجوع الذي أتحدث عنه فهو معاناة مستمرّة لا تقتصر على إحساس عابر بل تترك بصمتها العميقة على الجسد والعقل». وفي عام 2024، اتخذ مشروعها بعداً آخر، حيث عملت على الربط بين الجوع والصراعات المسلحة في كولومبيا. وجاءت أكثر مشاهدها تأثيراً في يوليو من العام نفسه، عندما وثّقت آثار الحرب الإسرائيلية على لبنان.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق