رسائل أمريكية سياسية لترامب: ليست لديك السلطة لإجبار سكان غزة على المغادرة - الهلال الإخباري

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رسائل أمريكية سياسية لترامب: ليست لديك السلطة لإجبار سكان غزة على المغادرة - الهلال الإخباري, اليوم الأربعاء 5 فبراير 2025 09:42 مساءً

اعتبرت الصحف الأمريكية تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة واحتلال الولايات المتحدة للقطاع انتهاكًا للقانون الدولى وغير واقعية، حيث لا يملك الرئيس الأمريكى أى سلطة لتنفيذها.

وقال محلل الأمن القومى والسياسى ديفيد سانجر إن القانون الإنسانى الدولى يحظر إبعاد مجموعة من الناس عن أراضيهم الأصلية، مما يثير تساؤلات حول خطة ترامب «للسيطرة» على غزة وتشجيع تهجير الفلسطينيين الذين يعيشون فى القطاع، حسبما نقلت شبكة «سى إن إن» الأمريكية.

وتابع: «كيف تقنع الفلسطينيين بمغادرة أرضهم.. وماذا تفعل إذا لم يغادروا؟ لأن اتفاقيات جنيف واضحة تمامًا فى أنه لا يمكنك نقل السكان قسرًا من وطنهم».

وأضاف: «تحظر اتفاقيات جنيف- المعيار الدولى للقانون الإنسانى فى حالات الصراع- النقل القسرى للمدنيين، وتنص على أنه لا يجوز إصدار أوامر بتهجير المدنيين ما لم يتطلب أمن المدنيين المعنيين أو أسباب عسكرية ملحة ذلك».

وأوضح أن خطة ترامب المقترحة تُثير مجموعة من التساؤلات حول كيفية تنفيذ مثل هذا الاستيلاء على الأراضى، وما السلطات القانونية التى ستتخذها ومن سيدفع ثمن الجهد؟، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ليس لديها أى سلطة لإجبار سكان غزة على المغادرة، حتى إن الغزو الأمريكى للعراق وأفغانستان لم يتبعه تهجير قسرى للسكان.

وتابع سانجر: «هذا ما يحدث عندما تجلب مطورًا عقاريًا إلى البيت الأبيض، يأتى بخبرة ٤٠ عامًا فى بناء المبانى ويضعها فى قطاع مزقته الحروب».

وأكدت شبكة «سى إن إن» أن تصريحات «ترامب» بشأن غزة تتناقض مع تصريحاته خلال الحملة الانتخابية، التى أكد فيها أنه سيعمل على إنهاء حروب الشرق الأوسط، وسيقلل من التدخلات الأمريكية فى الدول الأخرى وتعهده بإعادة الاستثمارات الأمريكية للداخل.

وأشارت الشبكة إلى أن «ترامب» لا يتمتع بأى سلطة قانونية لتفريغ القطاع من سكانه، كما أنه لم يحدد أدوات التمويل التى سيلجأ لها من أجل تنفيذ مخططه.

وأوضحت أن فى منطقة الشرق الأوسط لن يجد «ترامب» أى مؤيد لمخططاته بالرغم من ادعائه بأن الجميع يحب هذه الخطة، حيث رفضت مصر والأردن بالفعل تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، لإدراكهما أنه لن يسمح لهم بالعودة مرة أخرى.

وأوضحت الشبكة الأمريكية أن «ترامب» قال، فى تصريحاته، إنه يعتقد أن الفلسطينيين لا يرغبون فى الحياة فى غزة وهو ما يتناقض مع ما يحدث على أرض الواقع، حيث أصر مئات الآلاف من الفلسطينيين على العودة إلى منازلهم فى شمال القطاع سيرًا على الأقدام بالرغم من الدمار الهائل الذى لحق بمنازلهم وممتلكاتهم، كما أنه طيلة ١٥ شهرًا من الحرب الوحشية لم يحاول أيًا منهم الخروج من القطاع.

وقال ترامب، وهو مطور عقارى سابق، خلال مؤتمره الصحفى، إنه درس الأمر «عن كثب، على مدى أشهر عديدة».

وكانت هذه التعليقات فى أعقاب اقتراحه فى وقت سابق بأنه سيتم نقل سكان غزة إلى موقع جديد توفره دولة أو أكثر فى الشرق الأوسط.

وأضافت الشبكة الأمريكية أن اقتراح «ترامب» بأن يغادر سكان غزة القطاع بشكل دائم يرقى إلى موقف استفزازى من شأنه أن يجعله محبوبًا لدى أكثر السياسيين المحافظين فى إسرائيل، ولكنه بشكل عام غير مقبول بالنسبة للدول العربية التى تتمسك بموقفها بإقامة دولة فلسطينية مستقلة تشمل الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة.

وقالت صحيفة واشنطن بوست، فى تقرير لها، إن اقتراح ترامب للولايات المتحدة «بالسيطرة» على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين بشكل دائم «بمثابة انحراف كبير عن التزام البلاد المستمر منذ عقود بحل الدولتين»، الذى من شأنه أن يخلق دولتين متميزتين إقليميًا للإسرائيليين والفلسطينيين، ويتكون الأخير من الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والقدس الشرقية.

وقالت الصحيفة الأمريكية، فى تقرير لها، حمل عنوان: «اقتراح ترامب يخالف النهج الذى تنتهجه الولايات المتحدة منذ فترة طويلة تجاه غزة»، إن الولايات المتحدة دفعت لعقود من الزمن من أجل حل الدولتين، والتى سبقته فكرة إنشاء إسرائيل فى عام ١٩٤٨، وإنه قبل ذلك اقترحت الأمم المتحدة تقسيم الأراضى المعروفة فى ذلك الوقت باسم فلسطين الانتدابية إلى قسمين.

وأضافت: «على مدى العقود الثلاثة الماضية، دعمت الولايات المتحدة اتفاقيات أوسلو، التى وقّعها القادة الإسرائيليون والفلسطينيون فى التسعينيات لإنشاء دولة فلسطينية. ومع ذلك، توقفت المفاوضات لسنوات».

وانتقد عدد من الديمقراطيين والجمهوريين الأمريكيين خطة ترامب، ووصفوها بـ«النكتة السيئة» و«المتهورة».

وقال السيناتور الديمقراطى كريس مورفى عن ترامب: «لقد فقد عقله تمامًا». وأضاف: «إن غزو الولايات المتحدة غزة من شأنه أن يؤدى إلى مذبحة للآلاف من القوات الأمريكية وعقود من الحرب فى الشرق الأوسط. إنها مثل نكتة سيئة ومريضة».

ووصف النائب الديمقراطى جيك أوكينكلوس الاقتراح بأنه «متهور وغير معقول» ودعا إلى فحص دوافع ترامب، التى قال إنها غالبًا ما تحتوى على «أنانية»، حسب «الجارديان».

من جهتها، وصفت عضو الكونجرس رشيدة طليب اقتراح ترامب بـ«التطهير العرقى». وقالت، فى منشور على منصة «إكس»: «هذا الرئيس يدعو علانية إلى التطهير العرقى بينما يجلس بجانب مجرم حرب إبادة جماعية».

وأضافت: «هو مع قطع التمويل الفيدرالى عن الأمريكيين العاملين، بينما يستمر التمويل للحكومة الإسرائيلية فى التدفق».

كما سخر بعض الجمهوريين من الاقتراح. فقد شعر جاستن أماش، العضو الجمهورى السابق فى الكونجرس الذى طردت القوات الإسرائيلية والده من منزله عام ١٩٤٨، بالفزع. 

وقال: «إذا نشرت الولايات المتحدة قواتها لإبعاد المسلمين والمسيحيين بالقوة- مثل أبناء عمى- من غزة، فلن تتورط الولايات المتحدة فى احتلال متهور آخر فحسب، بل ستكون مذنبة أيضًا بجريمة التطهير العرقى. لا ينبغى لأى أمريكى يتمتع بضمير حى أن يقف مكتوف الأيدى أمام هذا».

فيما أكدت مجلة «بوليتيكو» الأمريكية أن تعهد ترامب «الغامض» بأن الولايات المتحدة «ستسيطر على قطاع غزة» أثار ردود أفعال سريعة وارتباكًا بين بعض حلفائه الرئيسيين فى مجلس الشيوخ الأمريكى الذى يسيطر عليه الجمهوريون.

ولم يقدم «ترامب» أى تفاصيل، خلال مؤتمر صحفى عقده أمس الأول الثلاثاء، مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، حول كيفية حصول الولايات المتحدة على غزة، لكنه قال إن الولايات المتحدة «ستمتلكها وستكون مسئولة». وقال زعيم الأغلبية فى مجلس الشيوخ جون ثون، فى مقابلة قصيرة، إنه لم يرَ البيان، مضيفًا: «أعتقد أننا جميعًا مهتمون بشكل واضح بتسهيل حل للشرق الأوسط، وخاصة مع الوضع برمته فى غزة».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق