نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«التلي» قصة إماراتية تتألق في كل خيط - الهلال الإخباري, اليوم الخميس 6 فبراير 2025 06:53 مساءً
الشارقة: هدى النقبي
التلي حرفة تقليدية مارستها النساء في الماضي داخل المنازل، حيث اعتمدوا على إنتاج شرائطه لتزيين الملابس النسائية، وتُعدّ جزءاً من التراث الثقافي العريق الذي انتقل عبر الأجيال، ليصبح رمزاً للهوية الثقافية.
في الماضي، اعتمد الحرفيون على أدوات تقليدية لتثبيت القماش وتنفيذ التصاميم بدقة وإتقان، من بين هذه الأدوات «الدين»، المصنوعة من المعدن أو الخشب، وأيضاً «المخدة» لها دور مهم في تسهيل عملية النسج من خلال إحكام القماش عليه وباستخدام «البتول» تستخدم لصنعها ست بكرات أو «دحاري»، وهي خيوط بألوان، مثل الأبيض، الأسود، الأحمر، والذهبي، وكذلك «الإبرة» كانت أداة أساسية تتطلب مهارة كبيرة لحياكة الخيوط على القماش واستخدام المقص.
وهذه الأدوات التقليدية كانت جزءاً من الحرف اليدوية، التي تشكل جزءاً من التراث الثقافي، خصوصاً في الإمارات، ويستخدم غالباً على أكمام «الكندورة» أو «الثوب»، و«الفستان»، أما البادلة الصغيرة والكبيرة تركب على السراويل.
وقالت حليمة بورشيد، من كبار السن اللواتي مارسن هذه الحرفة منذ الطفولة: «كنا نجتمع في أحد المنازل، ونعمل على حياكة خدمة «التلي»، ونتعاون لساعات طويلة لننجز عملنا إلى أن يعود أزواجنا من العمل، وإلى الآن هذه الحرفة لم تغادر منازلنا، ونعلم فيه بناتنا، لأنها حرفة أمهاتنا».
وأضافت عائشة خميس، أن التلي كان جزءاً من جهاز العروس، وكنا نتعلمها من أمهاتنا والجيران، فبعد الانتهاء منه نضعه على «الكندورة» و«العباة» و«البشت»، أما الآن يزينون به المفارش والمداخن والأكواب.
حرفة «التلي» دليل على تقدير الإمارات لتراثها العريق، ودور الأمهات والجدات في نقل هذا الفن للأجيال القادمة، وليس مجرد قطعة زخرفية، بل قصة ثقافة وهوية تتألق في كل خيط ونسج، ما يجعل الحفاظ عليها ونقلها للأجيال القادمة مسؤولية لتعزيز ارتباط المجتمع بجذوره الثقافية وتراثه العريق.
0 تعليق