نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ضباب السلام في أوكرانيا.. تأجيل محادثات لندن وسط صفقات غير معلنة وتحركات أمريكية روسية - الهلال الإخباري, اليوم الأربعاء 23 أبريل 2025 04:19 مساءً
في تطور يعكس تعقيد المسار الدبلوماسي لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، أعلنت الحكومة البريطانية تأجيل اجتماع وزراء الخارجية الذي كان مقررًا عقده في لندن لبحث سبل التوصل إلى سلام دائم في أوكرانيا، هذا التأجيل جاء في لحظة حرجة تشهد فيها الساحة الدولية جهودًا أمريكية مكثفة وتحركات روسية متواصلة، وسط تجاذبات سياسية وتصريحات متناقضة من الأطراف الرئيسية.
وذكرت وزارة الخارجية البريطانية، وفق ما نقلته وكالة "فرانس برس"، أن "الاجتماع الوزاري حول السلام في أوكرانيا قد تأجل، فيما لا تزال المحادثات قائمة على مستوى المسؤولين الفنيين والدبلوماسيين".
وكان الاجتماع المرتقب سيضم وزراء خارجية من الولايات المتحدة، وأوكرانيا، ودول أوروبية عدة، في محاولة لإحياء مبادرات السلام وسط التصعيد المستمر في الميدان.
زيارة أمريكية وتحركات روسية
بالتوازي مع تأجيل اجتماع لندن، أكّد البيت الأبيض أن المبعوث الرئاسي الأمريكي، ستيف ويتكوف، سيزور موسكو هذا الأسبوع، في زيارة تُعد الرابعة من نوعها منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السلطة.
وتأتي الزيارة في إطار تحرك دبلوماسي أمريكي متعدد المسارات، يشمل مفاوضات مباشرة وغير مباشرة، بالتزامن مع مساعٍ لتنسيق المواقف مع الحلفاء الأوروبيين.
في المقابل، استأنفت روسيا هذا الأسبوع ضرباتها الجوية على مواقع أوكرانية بعد هدنة قصيرة بمناسبة عيد الفصح، في مؤشر على استمرار التصعيد العسكري.
ورغم هذه التطورات، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده "لن تدخل في مفاوضات مباشرة مع روسيا قبل التوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار"، وهي نقطة خلاف جوهرية تعيق أي تقدم نحو تسوية سلمية.
ترامب والمقترح المثير للجدل
في سياق موازي، أفادت تقارير إعلامية بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدرس الاعتراف بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم، وهي خطوة وُصفت بأنها "تنازل استراتيجي" لموسكو في إطار خطة سلام غير معلنة المعالم.
ويُقال إن المقترح طُرح للمرة الأولى خلال اجتماع استضافته باريس الأسبوع الماضي، بحضور وزراء خارجية من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، بالإضافة إلى مسؤول ألماني رفيع.
وقد أثارت هذه الفكرة جدلًا واسعًا، خصوصًا مع التلميح إلى أن ترامب قد يتخلى عن جهود الوساطة الأمريكية ما لم تُحرز تقدّمات ملموسة خلال فترة زمنية قصيرة.
هذا التوجه، إن تحقق، من شأنه أن يعيد خلط أوراق المشهد الدولي بشأن أوكرانيا، ويزيد من تعقيد العلاقات بين واشنطن والعواصم الأوروبية المتحفّظة على أي اعتراف بشرعية التحركات الروسية.
ضبابية الخطة الأمريكية
وفي ختام اجتماع باريس، صرّح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أنه قدّم خطة أمريكية متكاملة لإنهاء النزاع، لكنه امتنع عن كشف تفاصيلها.
وأشار إلى أنه ناقش الخطّة أيضًا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في مكالمة هاتفية تلت الاجتماعات، ما يوضح أن الإدارة الأمريكية تعمل على مسارين: تنسيق مع الحلفاء، وقنوات اتصال مباشرة مع موسكو.
رغم ذلك، لا توجد حتى الآن مؤشرات على قرب التوصل إلى اتفاق نهائي، لا على مستوى وقف إطلاق النار، ولا على صعيد تسوية سياسية شاملة.
ويخشى المراقبون من أن يكون تأجيل محادثات لندن إشارة إلى تصاعد الخلافات داخل المعسكر الغربي حول الاستراتيجية الواجب اتباعها حيال موسكو.
قراءة تحليلية
المشهد الحالي يكشف عن مفارقة واضحة، فبينما تُعلن واشنطن رغبتها في إنهاء الحرب خلال "24 ساعة"، كما وعد ترامب في خطاباته الانتخابية، تستمر الضربات الجوية الروسية وتتراجع فرص التفاهم السياسي.
كما أن إقحام ملف القرم في طروحات السلام قد يثير اعتراضات أوروبية وأوكرانية على السواء، ما يُبقي آفاق الحل مفتوحة على سيناريوهات غير محسومة.
ومن الواضح أن الحرب في أوكرانيا تجاوزت حدودها الجغرافية لتصبح ساحة اختبار لصياغة توازنات دولية جديدة، تكون فيها الدبلوماسية أداة ضغط، لا وسيلة تسوية فقط.
0 تعليق