العلاقات بين مصر وجزر القمر.. شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد - الهلال الإخباري

الفجر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
العلاقات بين مصر وجزر القمر.. شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد - الهلال الإخباري, اليوم الأحد 4 مايو 2025 12:16 مساءً

 

 

تُعد العلاقات بين جمهورية مصر العربية وجمهورية القُمر المتحدة نموذجًا للتعاون الإفريقي القائم على الاحترام المتبادل والدعم التنموي، حيث تمتد هذه العلاقات إلى مجالات السياسة والاقتصاد والتعليم والثقافة والأمن.


أولًا: العلاقات السياسية

بدأت العلاقات الدبلوماسية بين مصر وجزر القمر بعد استقلال الأخيرة عن فرنسا عام 1975، حيث كانت مصر من أوائل الدول التي اعترفت بالاستقلال وأقامت علاقات رسمية.

حرصت مصر على دعم وحدة جزر القمر وسلامتها الإقليمية في المحافل الدولية، كما ساهمت في الدفاع عن موقف جزر القمر في قضية جزيرة مايوت المحتلة من فرنسا.

شهدت العلاقات السياسية دفعة جديدة خلال حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، خاصة في إطار رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي عام 2019، حيث تم تكثيف التنسيق حول قضايا القارة.


ثانيًا: التعاون الاقتصادي والتنموي

يشمل التعاون الاقتصادي تقديم المساعدات التنموية والفنية من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية المصرية.

تركز التعاون على قطاعات الزراعة، الصحة، والتعليم، وتدريب الكوادر الفنية، لكن حجم التبادل التجاري لا يزال محدودًا نسبيًا بسبب صغر حجم اقتصاد جزر القمر وبعد المسافة الجغرافية.

تعمل مصر على تشجيع رجال الأعمال المصريين للاستثمار في جزر القمر، خاصة في مجال المصايد البحرية والبنية التحتية والسياحة البيئية.

 

ثالثًا: العلاقات الثقافية والتعليمية

تحظى جزر القمر بدعم مصري قوي في المجال الثقافي، حيث تقدم منحًا دراسية سنوية للطلاب القمريين للدراسة في الجامعات والمعاهد الأزهرية المصرية، بما في ذلك جامعة الأزهر الشريف.

يوجد تعاون في تعليم اللغة العربية والدراسات الإسلامية، إلى جانب إرسال بعثات دعوية وأئمة إلى جزر القمر لدعم التعليم الديني المعتدل.

ساهمت مصر في ترميم بعض المساجد والمراكز الإسلامية بالجزر، كما تقدم مساعدات ثقافية خلال المناسبات الدينية.

 

رابعًا: التعاون العلمي وبناء القدرات

تقدم مصر منحًا دراسية وبرامج تدريبية للكوادر القمرية في مجالات الطب، الهندسة، الزراعة، الإعلام، والقانون.

هناك تعاون مستمر بين الجامعات المصرية ونظيراتها القمرية لتبادل الخبرات، إلى جانب مشاركة باحثين قمريين في المؤتمرات العلمية بمصر.

 


خامسًا: التعاون الأمني والعسكري

تشمل التعاون العسكري تقديم منح تدريبية للضباط والكوادر العسكرية القمرية في الكليات والمعاهد العسكرية المصرية.

ساهمت مصر في دعم قوات الشرطة والأمن القمري عبر برامج تدريبية قصيرة ومتوسطة الأجل.

رغم أن التعاون العسكري ليس واسع النطاق، إلا أنه يمثل جانبًا مهمًا في العلاقات الثنائية خاصة في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.


في النهاية تتميز العلاقات بين مصر وجزر القمر بأنها علاقات أخوية تاريخية قائمة على الدعم والمساندة دون شروط سياسية، مع طموح مشترك لتطويرها بما يخدم مصالح الشعبين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق