نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«عربات جدعون» توسع حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة - الهلال الإخباري, اليوم الأحد 18 مايو 2025 01:00 صباحاً
وسّع الجيش الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، وأطلقت عملية «عربات جدعون» شنت خلالها ضربات مكثفة أسفرت عن عشرات الضحايا الفلسطينيين، ودفعت بقوات للاستيلاء على مناطق عدة، في أخطر تصعيد للحرب تعتبره أوساط في تل أبيب «العملية الأخيرة» التي قد تستغرق شهوراً وتنتهي بالتهجير القسري للفلسطينيين.
يأتي تصعيد الحرب في اليوم ال61 للعدوان، قصف الجيش الإسرائيلي مناطق مختلفة في قطاع غزة، طالت 150 هدفاً في الساعات الأولى من صباح أمس السبت، وخلفت عشرات الضحايا، فيما وزَّع جيش الاحتلال غزة منشورات قال فيها: «يا سكان غزة، الجيش الإسرائيلي قادم». وقالت مصادر فلسطينية إن القوات الإسرائيلية قصفت مناطق في شمال القطاع وفي الوسط، بينما بدأت قوات المشاة بالتقدم نحو مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وهي واحدة من المناطق القليلة في غزة التي لم تشهد بعد عمليات برية موسعة في العمق.
وذكرت مصادر طبية أن 66 فلسطينياً قتلوا في غارات، أمس السبت، أكثر من نصفهم بمدينة غزة وشمالي القطاع. وأمس أيضاً، قالت السلطات الصحية الفلسطينية إن 146 شخصاً على الأقل تأكد مقتلهم في اليوم الثالث من حملة القصف الإسرائيلية الأخيرة، وهي واحدة من أعنف موجات الغارات منذ انهيار وقف إطلاق النار في مارس الماضي.
وأفاد بيان للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة بارتفاع عدد مراكز وتكايا توزيع الطعام التي استهدفها الجيش الإسرائيلي إلى 68 مركزاً وتكية ضمن سياسته الممنهجة لتجويع المدنيين في القطاع منذ بداية الحرب. ودعا البيان المؤسسات الحقوقية والإعلامية إلى توثيق هذه الجرائم البشعة والعمل على محاسبة الاحتلال الإسرائيلي.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن العملية الجارية في قطاع غزة الآن تهدف في نهاية الأمر إلى احتلال القطاع والاحتفاظ به، بعد دفع السكان المدنيين الفلسطينيين نحو جنوب القطاع، وتشمل العمليةُ خطةً لضرب حركة «حماس»، ومنع الجماعة من السيطرة على إمدادات المساعدات الإنسانية.
وأفاد الإعلام العبري بتفاصيل حول المراحل المختلفة لعملية «عربات جدعون»، التي بدأت فجر أمس. ووفقاً لما نشرته هيئة البث الإسرائيلي مطلع شهر مايو الحالي، يأتي هدف عملية «عربات جدعون» تحقيق سيطرة كاملة على قطاع غزة. وأشارت التقارير إلى أن العملية ستكون طويلة المدى، وربما تمتد لأشهر عديدة، وتشمل عملية تهجير شاملة لسكان القطاع من مناطق المواجهة، خاصة شمال غزة، نحو مناطق جنوبية يُخطَّط أن تبقى خاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي في حال دخولها.
وأوضحت صحيفة «يديعوت أحرونوت» على منصتها الإلكترونية تفاصيل المراحل الثلاث للعملية. وتشمل المرحلة الأولى من التصعيد العسكري، التي بدأت بالفعل، قصفاً مكثفاً وتوسيع رقعة المواجهات، بينما تجمع المرحلة الثانية وهي قيد الإعداد، بين تنفيذ عمليات جوية وبداية تحرك بري، مع دفع سكان غزة إلى مناطق يُعتقد أنها ستكون أكثر أماناً، ولا سيما إلى رفح جنوب القطاع، في حين تتمثل المرحلة الثالثة في الدفع بقوات مشاة بشكل تدريجي إلى داخل غزة، بهدف بسط السيطرة العسكرية على أجزاء كبيرة من القطاع تمهيدًا لبقاء طويل الأمد للقوات الإسرائيلية هناك. وأشارت الصحيفة إلى نية الجيش الإسرائيلي فرض قبضته تدريجياً على كامل القطاع وإطالة أمد وجوده، بحجة ضرب حركة «حماس» بشكل نهائي وتدمير الأنفاق بشكل كامل، في عملية قد تستمر لشهور. وأضافت أن الاستعدادات جارية على نطاق واسع، إذ تلقى عشرات الآلاف من جنود الاحتياط أوامر بالاستعداد للمشاركة في القتال، بحسب ما نقلت الصحيفة في تقرير لها الأسبوع الماضي.
يذكر أن تسمية العملية ب«عربات جدعون» ذات خلفيات تاريخية ودينية وعسكرية، إذ استعملت إسرائيل اسم «عملية جدعون» خلال نكبة عام 1948 في سياق حملتها للسيطرة على مناطق فلسطينية وتهجير سكانها. واختيار هذا الاسم اليوم يحمل دلالات حول الطابع الاستيطاني والاحتلالي المخطط له في قطاع غزة وفق الخطط الإسرائيلية المعلنة.
على صعيد آخر، طالب وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، أمس السبت، بوقف الحرب الإسرائيلي الدموية على قطاع غزة، قائلاً «لم نعد نحتمل رؤية معاناة الشعب الفلسطيني، كفى هجمات على غزة». وخاطب تاياني، في تصريحات نقلها عنه المتحدث باسمه خلال زيارة إلى صقلية جنوبي البلاد، إسرائيل: «دعونا نتوصل إلى وقف لإطلاق النار، لقد قمتم بالرد، اضمنوا استقلالكم وأمنكم، لنطلق سراح المحتجزين، ولكن لنحقق السلام». (وكالات)
0 تعليق