تحقيق: محمد أبو السمن

مع اقتراب نهاية العام الدراسي تتسارع وتيرة حجز المقعد الدراسي للعام الدراسي الجديد في المدارس الخاصة في أبوظبي، حيث تتواصل إدارات المدارس مع أولياء الأمور لحجز مقاعد أبنائهم للعام الدراسي المقبل. ويتطلب تأكيد الحجز دفع مبلغ تأمين يُحتسب نسبة من الرسوم السنوية في حال استمرار الطالب في المدرسة، وهو إجراء يُعد التزاماً رسمياً من ولي الأمر، ويُسهّل التخطيط الأكاديمي للمدارس.

وبدأت كثير من المدارس خلال مايو الجاري إعادة تسجيل الطلبة المستمرين للعام الدراسي المقبل، بشرط سداد الرسوم الدراسية كاملة، لحجز المقعد الدراسي.

ويُشترط لحجز المقعد دفع مبلغ يُحسب نسبة من الرسوم الدراسية السنوية، عادةً ما يكون 5% في حد أقصى، وفقاً لسياسات التسجيل وإعادة التسجيل.

التقت «الخليج» عدداً من مديري المدارس ومسؤولي أقسام التسجيل في المدارس الذين استعرضوا آليات التسجيل المتبعة، وتحدثوا عن النسب المعتمدة لحجز المقاعد، مشيرين إلى بعض التحديات التي تواجههم سنوياً.

شرط الحجز

قال عدنان عباس، مدير تنفيذي في إحدى المدارس الخاصة: إن الحجز المسبق يشمل إرسال رسائل لأولياء الأمور لتأكيد رغبتهم في استمرار أبنائهم في المدرسة، ويُشترط لدخول هذا الحجز دفع مبلغ يُحسب نسبة من الرسوم الدراسية السنوية، عادةً ما يكون 5% في حد أقصى وفقاً لسياسات التسجيل وإعادة التسجيل.

وأضاف: هذه الدفعة جزء من الرسوم الإجمالية، ويُعاد حسمها لاحقاً من القسط الأول، وهي التزام رسمي من ولي الأمر، وتسهم في تحديد عدد المقاعد الدراسية المشغولة، لتسهيل عملية التخطيط للعام الدراسي التالي من حيث الكادر التعليمي والتجهيزات.

مرونة الدفع

أكد أن بعض المدارس تمنح أولوية خاصة في القبول لحالات وجود إخوة داخل المدرسة، خصوصاً عند وجود شواغر محدودة في بعض الصفوف. مبيناً أن هناك مرونة في الدفع تشمل قبول أقساط بشيكات مؤجلة، مراعاةً للأوضاع المالية لبعض الأسر، لكن ضمن معايير واضحة ومدروسة.

وأوضح أن كل مدرسة لديها طاقة استيعابية لا يمكن تجاوزها، حيث يُسمح كحد أقصى بثلاثين طالباً في الصف الواحد، مع تقليص العدد إلى خمسة وعشرين في المراحل التمهيدية، بما يتوافق مع معايير المساحة المخصصة لكل طالب، مشيراً إلى أن المدرسة تعتمد نظاماً إلكترونياً بالكامل في عمليات التسجيل، من دون الحاجة لأي معاملات ورقية، حيث يُفتح باب التقديم عبر منصة رقمية خاصة في المدارس، ويُجرى امتحان القبول والمقابلات إلكترونياً أيضاً، ما يسهل الوصول ويضمن الشفافية.

ضوابط الانسحاب

وعن مسألة استرداد المبالغ، أكد أن الطالب الذي ينسحب قبل بدء العام الدراسي الجديد يحق له استرداد كامل «العربون»، في حين يطبق حسم جزئي إذا التحق الطالب ثم غادر خلال أيام أو أسابيع، وفقاً للسياسات المحددة.

وشدد على أن أي تجاوز في نسب الحجز أو الرسوم يعرض المدرسة للمساءلة، حيث تخضع لرقابة صارمة من الجهة الرقابية والمشرفة، ويحق لولي الأمر التقدم بشكوى رسمية تُتابع بدقة.

تسجيل الجدد

أكدت عُلا المرعي، رئيسة قسم التسجيل في إحدى المدارس الخاصة، أن التسجيل للطلبة الجدد يبدأ فعلياً في يناير من كل عام، بالتزامن مع بداية الفصل الدراسي الثاني، مشيرة الى أن المدرسة تعتمد نظام تسجيل إلكترونياً بالكامل وقبول الطالب يصبح رسمياً فقط بعد اجتياز التقييم واستكمال الإجراءات.

أما بخصوص إعادة التسجيل للطلبة المستمرين للعام الدراسي المقبل، فأوضحت أن المدرسة تبدأ هذه المرحلة في شهر مايو، وبعد سداد الرسوم الدراسية كاملة. مشددة على أن الأهم من عملية الدفع إعلام المدرسة بنية الاستمرار في الدراسة، لتفادي حجز مقاعد من دون تأكيد، وهو ما قد يحرم طلاباً آخرين من فرص التسجيل.

أعداد الطلاب

أفادت إحدى مسؤولات التسجيل في مدرسة خاصة بأن آلية التسجيل للعام الدراسي الجديد تبدأ بإرسال رسائل لأولياء الأمور الحاليين لإعادة تسجيل أبنائهم، ويحجز المقعد بدفع 1000 درهم تأمين، وهو غير قابل للاسترداد في معظم الحالات، ويُعامل كل طالب بملف منفصل، حتى في حال وجود إخوة، مشيرة إلى أن المدرسة تقدم تسهيلات في الدفع وحسماً للأشقاء، وتراعي الأحوال الخاصة لبعض أولياء الأمور.

وأكدت أن المدرسة لا يمكنها فصل أي طالب أو رفض تسجيله، من دون الرجوع للجهة الرقابية المعنية، حتى في حال وجود مستحقات مالية متأخرة، ويجري التعامل مع مثل هذه الحالات وفق لوائح واضحة، تشمل إرسال تنبيهات رسمية وخطط سداد قبل اتخاذ أي إجراء قانوني.

جهود المدرسة

التقت «الخليج» عدداً من أولياء ألأمور، حيث أوضح بلال زويد الشامسي أن إجراءات التسجيل للعام الدراسي الجديد تُنفذ وفق خطوات منظمة تبدأ بتسوية الرسوم المستحقة للعام الدراسي الجاري، تليها إعادة التسجيل عبر النظام الإلكتروني. والمدرسة تطلب لاحقاً مبلغاً من الرسوم السنوية لحجز المقعد الدراسي، يُدفع بعد الانتهاء من مرحلة إعادة التسجيل وتسلّم إشعاراً عبر البريد الإلكتروني.

حجز المقعد

أكّد محمد سلامة، والد لطفلين، أن عملية التسجيل للعام الدراسي الجديد مشروطة بتسديد الرسوم الدراسية المستحقة عن العام السابق، وأن العربون المطلوب لإعادة التسجيل يُقدّر بـ5% من القسط السنوي، أي ما يعادل نحو 1000 درهم، ولا يُمكن حجز مقعد للطالب من دون دفعه، ولا تقبل إعادة تسجيل أي طالب ما لم تُصفَّ حساباته المالية، ورغم وجود إمكانية للتقسيط على عشرة أشهر، فإن العبء المالي يبقى قائماً، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بتسجيل أكثر من طفل في الوقت نفسه.

وبيّن أن المدرسة تفرض على أولياء الأمور مسؤولية متابعة إجراءات إعادة التسجيل ضمن المهل المحددة، وإلا قد يُفقد المقعد. وبعض الأسر تسجل أبناءها في أكثر من مدرسة، ثم تختار لاحقاً بحسب الرسوم، إلا أن رسوم حجز المقعد تحدّ من هذه الحالات.

التسجيل الإلكتروني

أكد محمد بدر أن عملية التسجيل الإلكتروني في المدرسة شهدت خللاً واضحاً هذا العام، مشيراً إلى أنه تلقى إشعاراً بفتح باب التسجيل، لكن البوابة أُغلقت بعد دقائق قليلة فقط، ما حال دون قدرته على تأكيد تسجيل أبنائه، رغم استعداده المسبق. مطالباً بمنح الأولوية في التسجيل للطلاب الذين لديهم إخوة في المدرسة نفسها، قبل فتح المجال للطلاب الجدد من خارجها. وبعض المدارس تشترط دفع مبلغ لحجز المقعد للعام الدراسي المقبل، وغالباً ما يُحسم من إجمالي الرسوم، وهو ما يراه إجراءً مقبولاً، إلا أنه أبدى تحفظه على غياب التنبيه في حال التأخر عن الدفع.

تسديد المبالغ

قال أحمد الصالح إن المدرسة أرسلت له رسالة تفيد بفتح باب إعادة التسجيل للعام الدراسي المقبل في شهر مايو لكنه لم يتمكن من حجز مقعد لأبنائه ما لم يسدد كامل المبالغ المستحقة عليه من العام الحالي.

إجراءات اعتيادية

أفاد أشرف موسى عياد بأنه ملتزم بدفع الدفعات في وقتها، ولم تُطلب منه أي مبالغ إضافية غير رسوم حجز المقعد المعتادة، التي تراوح بين 500 و1000 درهم مبيناً أن متطلبات التسجيل تشمل الأوراق الرسمية فقط، مثل المستندات الشخصية والإثباتات المالية، من دون أي اشتراطات جديدة.

ثلاث دفعات

أوضح أحمد الصالح أن المدرسة تقدم خيار دفع الرسوم على ثلاث دفعات خلال الفصول الدراسية، ولكن قبل بدء عملية التسجيل للعام المقبل تشترط تسوية كامل المبلغ المستحق من العام الحالي ويجب دفع 1000 درهم لحجز المقعد لكل طالب للعام المقبل، وهو مبلغ يُحسم من الرسوم الدراسية.