أعلنت إيران تسلّمها اقتراحاً من الولايات المتحدة في إطار المفاوضات الجارية بشأن برنامجها النووي، وشددت على أن حيازة السلاح النووي «أمر غير مقبول»، بعدما أعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن قلقها إزاء تسريع إيران وتيرة إنتاج اليورانيوم العالي التخصيب.
وكشف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أمس السبت، أن سلطنة عمان نقلت إلى طهران عناصر من اقتراح أمريكي جديد حول اتفاق محتمل بشأن البرنامج النووي، وذلك بعد خمس جولات من المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن بوساطة عمانية.
وقال عراقجي، في منشور على منصة «إكس»، إن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي قام بزيارة قصيرة لطهران لتقديم المقترح، مضيفاً أن بلاده «سترد عليه بشكل مناسب يتماشى مع حقوق الشعب الإيراني ومصالحه القومية».
وفي تصريحات بثها التلفزيون الرسمي، شدد عراقجي على أن بلاده لا تسعى إلى امتلاك سلاح نووي، قائلاً: «إذا كانت المشكلة هي الأسلحة النووية، نعم، نحن نعتبرها أيضاً غير مقبولة»، مضيفاً أن طهران وواشنطن متفقتان على هذه النقطة.
لكن على الرغم من هذا الموقف، لا تزال الشكوك تحيط بالنوايا الإيرانية. فقد أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن قلقه من تطورات الملف النووي الإيراني، قائلاً إن «إيران لا يمكنها امتلاك سلاح نووي»، مضيفاً أن «الطرفين قريبان جداً من اتفاق». مع ذلك، أبدى عراقجي حذراً إزاء إمكانية التوصل إلى اتفاق قريب، وكتب على «إكس» أنه «غير واثق» من وجود اتفاق وشيك.
وفي موازاة المسار التفاوضي، أعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن قلق كبير إزاء تسارع إيران في تخصيب اليورانيوم بنسب مرتفعة. وفي تقرير غير مخصص للنشر اطّلعت عليه وكالات أنباء، أفادت الوكالة بأن طهران زادت إنتاجها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي نسبة تقترب من الحد العسكري البالغ 90%. وأشارت إلى أن مخزون إيران من هذا النوع من اليورانيوم بلغ 408.6 كلغ حتى 17 أيار/مايو، بزيادة قدرها 133.8 كلغ خلال ثلاثة أشهر، مقارنة ب92 كلغ في الفترة السابقة.
وبحسب التقرير، وصل إجمالي كمية اليورانيوم المخصب لدى إيران إلى 9247.6 كيلوغرام، وهو ما يفوق ب45 مرة الحد المسموح به وفق اتفاق عام 2015 الذي حدد مستوى التخصيب عند 3.67%.
وقالت الوكالة في تقريرها إن «هذه الزيادة الكبيرة في إنتاج وتخزين اليورانيوم العالي التخصيب من قبل إيران، وهي الدولة الوحيدة غير النووية التي تقوم بذلك، تثير مخاوف كبرى بشأن الانتشار النووي».
وأعدّت الوكالة تقريراً ثانياً، بطلب من دول غربية، انتقدت فيه مستوى تعاون إيران، ووصفته بأنه «أقل من مرضٍ»، خاصة في ما يتعلق بالتحقيق في أنشطة نووية غير معلنة في ثلاثة مواقع: لاويسان شيان، وورامين، وتورقوز آباد. وأشارت إلى أن إيران «إما لم تجب أو لم تقدم أجوبة ذات صدقية فنية، وقامت بتنظيف المواقع، ما أعاق عمليات التفتيش».
بدورها، ردّت إسرائيل على تقرير الوكالة باتهام إيران بالسعي الحثيث إلى امتلاك سلاح نووي. وقال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيان: «إن إيران مصممة على استكمال برنامجها للأسلحة النووية»، مضيفاً أن «هذا المستوى من التخصيب لا يوجد إلا في الدول التي تسعى فعلياً إلى حيازة سلاح نووي، وليس له أي مبرر مدني».
(وكالات)