وفي مقابلة مع قناة "آر تي" الروسية، قال ميدينسكي إن المفاوضات التي جرت في عام 2022 كادت أن تُفضي إلى اتفاق، غير أن الوفد الأوكراني تراجع بعد مشاورات مع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون ومسؤولين أميركيين.

ونقل عن الجانب الأوكراني قوله: "شركاؤنا الأجانب لا يدعمون توقيع اتفاق مع روسيا، وفي حال أبرمناه، لن يضمنوا لنا المساعدة أو الأمن، لذلك سنواصل القتال حتى النهاية"، في إشارة إلى ضغوط غربية حالت دون توقيع الاتفاق.

وأوضح ميدينسكي أن مسودة اتفاق تم توقيعها بالأحرف الأولى نهاية مارس 2022 في إسطنبول، تضمنت بنودًا منها التزام أوكرانيا بالحياد، وعدم الانحياز عسكريًا، ورفض وجود قواعد أو أسلحة أجنبية، بما فيها النووية، على أراضيها. غير أن كييف أوقفت المفاوضات فجأة، وهو ما أقرّ به لاحقًا رئيس الوفد الأوكراني ديفيد أراخاميا، مشيرًا إلى أن جونسون لعب دورًا حاسمًا في هذا التحول.

وعاد الطرفان إلى طاولة التفاوض في 16 مايو 2025 بإسطنبول، حيث توصلا لاتفاق أولي بشأن تبادل أسرى الحرب وفق صيغة "ألف مقابل ألف"، كما عرض كل منهما رؤيته الخاصة لوقف محتمل لإطلاق النار، وسط أجواء وصفت بالإيجابية.

وعُقدت جولة ثانية من المحادثات المباشرة في 2 يونيو، تخللتها تبادل وثائق تتعلق بجوانب تسوية النزاع. وذكر ميدينسكي أن روسيا قدّمت مذكرة مقترحات من قسمين، وتضمنت المبادرة الروسية تسليم 6 آلاف جثة لجنود أوكرانيين سقطوا خلال المعارك، بالإضافة إلى تبادل أسرى يعانون من أمراض وأسرى دون سن 25 عامًا، بصيغة "الكل مقابل الكل" بما لا يقل عن 1000 أسير من كل طرف.

كما قدمت موسكو مقترحًا لهدنة مؤقتة تمتد من يومين إلى ثلاثة أيام في بعض محاور القتال، إلى جانب تسليم قائمة بأسماء 339 طفلًا فُقد الاتصال بذويهم.

ورغم هذه التحركات، شدد ميدينسكي على أن مجرد وقف لإطلاق النار لن يكون كافيًا، بل يجب التوصل إلى اتفاق سلام دائم يمنع الانزلاق إلى مواجهة كارثية، على حد تعبيره.