نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
خبراء يجيبون لـ" الفجر".. هل يعود الجيش السوداني والدعم السريع إلى المفاوضات من جديد؟ - الهلال الإخباري, اليوم الأحد 9 فبراير 2025 10:04 مساءً
رغم استمرار المواجهات العسكرية في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، يرى مراقبون أن المشهد السياسي لا يزال مفتوحًا على جميع الاحتمالات، بما في ذلك استئناف المفاوضات، خصوصًا بعد حالة التوازن العسكري التي فرضتها التطورات الميدانية الأخيرة.
التصعيد يمتد إلى مناطق جديدة
قال الدكتور صديق تاور، عضو مجلس السيادة السوداني السابق، إن السيناريو الأكثر ترجيحًا هو استمرار عمليات الكر والفر بين الجيش والدعم السريع، مع انتقال الصراع إلى مناطق جديدة لم تكن ساحة مواجهة في السابق.
أضاف تاور في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن انسحاب قوات الدعم السريع من ولاية الجزيرة وسنار، قابله تصعيد عسكري في الولاية الشمالية وولاية نهر النيل، إلى جانب استهداف البحر الأحمر، مما يشير إلى تحول استراتيجي في سير العمليات العسكرية.
معركة الفاشر.. نقطة تحول
وحول معركة مدينة الفاشر، أكد تاور أن الدعم السريع لم يعد مستعدًا للتفاوض على انسحاب مشترك، كما كان مطروحًا في وقت سابق، بل بات مصممًا على السيطرة على المدينة بالكامل.
كما أشار إلى إعادة تموضع قوات الدعم السريع في إقليم كردفان، ضمن ما وصفه قائد الدعم السريع بـ "الخطة ب"، التي لم يُكشف عن تفاصيلها حتى الآن.
عقوبات دولية بلا تأثير حقيقي
من جهته، يرى المحلل السياسي الصادق علي حسن أن العقوبات الدولية المفروضة على عدد من القادة العسكريين في الجانبين لم تثبت فعاليتها، مشيرًا إلى أن تجربة السودان خلال فترة حكم عمر البشير تؤكد أن العقوبات لم تسهم في إسقاط النظام، بل عززت من تمسك القادة بالسلطة.
وأضاف حسن في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن هذه العقوبات تُستخدم عادة كأداة ضغط تخدم المصالح الغربية أكثر من كونها وسيلة لحماية الشعوب، وغالبًا ما تكون نتائجها السلبية أكبر على المواطنين.
اتفاق جدة لم يعد صالحًا.. والمخرج في حل سوداني خالص
وفيما يتعلق بمصير مفاوضات جدة، أكد حسن أن التطورات الميدانية تجاوزت الاتفاق، معتبرًا أن كل المنابر الخارجية لم تعد قادرة على تحقيق اختراق حقيقي للأزمة، نظرًا لأنها مرتبطة بمصالح إقليمية ودولية.
لفت إلى أن الحل لن يكون إلا من خلال إرادة سودانية مستقلة، بعيدًا عن التدخلات الخارجية التي تعرقل مسار السلام أكثر مما تدفعه إلى الأمام.
الوضع الإنساني.. كارثة مستمرة
على الصعيد الإنساني، حذّر المحلل السياسي السوداني من أن الحرب المستمرة أدت إلى تفاقم الأزمة المعيشية وانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، مشيرًا إلى أن معاناة السودانيين ليست جديدة، بل كانت قائمة خلال عهد البشير، وشهدت تحسنًا طفيفًا في فترة حكومة عبد الله حمدوك بعد ثورة ديسمبر 2018، قبل أن تعود وتتفاقم بسبب الحرب الحالية.
هل تعود المفاوضات؟
رغم التصعيد العسكري، أوضح الدكتور أسامة أحمد المصطفي، المحلل السياسي السوداني، في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الدعم السريع أعرب أكثر من مرة عن استعداده للعودة إلى المفاوضات،لكنه أكد أن قرار التفاوض بات بيد قيادة الجيش السوداني، التي قد تجد نفسها مضطرة للجلوس مجددًا إلى طاولة الحوار في ظل تعقّد المشهد العسكري والسياسي.
مع استمرار التصعيد العسكري، وتدهور الوضع الإنساني، باتت الخيارات السياسية تضيق أمام طرفي الصراع، مما قد يدفعهما إلى مراجعة مواقفهما.
ومع عدم فاعلية العقوبات الدولية، وغياب تأثير المبادرات الخارجية، يبقى التساؤل الأهم: هل يمكن أن يكون الحل سودانيًا خالصًا؟.
0 تعليق