التحايل على الضغط النفسي! حقيقة أم مزحة؟! - الهلال الإخباري

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
التحايل على الضغط النفسي! حقيقة أم مزحة؟! - الهلال الإخباري, اليوم الثلاثاء 15 يوليو 2025 09:10 صباحاً

في ظل سياقات عصر العولمة، وبلوغ نمط الحياة اليومية مرحلة غير مسبوقة من الضغط في العمل، يضع كثير من الناس حدودا واضحة للآخر عندما يصلون إلى مرحلة التشبع بالضغوط، لكن تدار العملية برمتها في إطار تصادمي في كثير من الأحيان، وهنا تبرز أهمية فكر إدارة الأزمة، وضرورة تفعيله عبر فهم بعده النظري أولا!

ولأن الضغوط النفسية اليوم ليست تشبه مثيلاتها قبل عقود، بات الأمر يتطلب طرقا أكثر حكمة في التصدي لتحديات غير مسبوقة على المستوى النفسي والأسري والاجتماعي. وطرق المواجهة والصدام التي هي أكثر شيوعا في النسيج الاجتماعي هي أساليب لا يمكن أن تكون قادرة على تصحيح رؤية مفاهيمية أو فكرية لدى الطرف الآخر، وتبدو قضية التحايل أكثر حضورا على مستوى إعادة صياغة ليس فقط ما وصلت إليه الحالة الانفعالية المجتمعية، ولكن أيضا ما بلغته ردود الفعل!

الانتقال من حالة صد الهجوم عبر تفعيل دفاعات سلوكية نفسية هجومية إلى مستوى الجاهزية المسبقة لمنع اندلاع فتائل الصدامات، سيعتبر في سياقات الصحة النفسية هو الأكثر منطقية وقدرة على تصحيح مسارات الحياة اليومية. هذا الاتجاه سينقلنا بالضرورة إلى حتمية محاولة إعادة تركيبة صورة الآخر المشارك لنا في هذه الزوبعة النفسية الحديثة داخل فنجان حياة لم يعد يقبل بالتوقف عن الدوران العكسي!

فهم حقيقة المشهد إذاً معبر عن حالة النضوج المرجوة، ومعين على تمكين كل فرد من امتلاك أدوات المناورة الاجتماعية الضرورية لاستقامة الحياة بدرجات أكبر للجميع، وصناعة توازنات نفسية سلوكية تتكيف مع مقتضيات ما أنتجته المرحلة المعاشة في واقع الناس.

المهادنات الاجتماعية، والتحايل على الضغوط بإغلاق الثغرات المؤدية إلى حصولها، وتجفيف منابع الإزعاج المحيطة بنا، ووضع حدود لمن لا يلتزمون بمعايير السلوك الأخلاقي في احترام خصوصية الإنسان، أو احترام إرادته وخياراته الخاصة، ومحاولتهم الاستحواذ على جسد الإنسان ونفسه وروحه، وتصحيح علاقات أسرية واجتماعية وعلاقات عمل سارت في مرحلة ما في اتجاهات غير موفقة وسديدة، ربما لنقص الوعي في مرحلة عمرية ما، أو لقلة الخبرة في الناس وأحوالهم، كل ذلك تحايل على الضغط النفسي الذي بات يؤرق مليارات من البشر اليوم!

نتحايل يعني أننا لا نهاجم ولا نتصارع، ولكن نفعل إراداتنا، ونتمسك بخياراتنا، ونفرض رؤيتنا على العلاقات الإنسانية المقبولة لدينا، طالما أن فرض تلك الرؤية يعبر عن حقوقنا الأصيلة، ولا ينتج عنه ظلم لأحد، وهكذا ننجو في هذه السنوات العصيبة من عمر الإنسان!

أخبار ذات صلة

0 تعليق